نعيم الهاشمي الخفاجي ||
من التصرفات السيئة التي تزيد من التعصب والتطرف، موضوع حرق الكتب السماوية، بل التعصب والتكفير وحرق جثث الموتى، قضية حرق الكتب المقدسة موجودة بين أتباع الديانات
السماوية ولدى الوهابية التكفيرية مثل القاعدة وداعش، الذين يعتبرون حرق المزارات والكنائس والأديرة والحسينيات والمساجد، وسبي الأطفال والنساء وقطع الرؤوس من أفضل الأعمال المقربة إلى الله عز وجل.
المصيبة الكبرى أن ملوك ورؤساء الدول العربية كان ولا زال في استطاعتهم استعمال أموالهم وعلاقاتهم الانبطاحية في إمكانية تشريع قانون في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يجرم الإساءة سواء حرق الكتب المقدسة أو الإساءة إلى الأنبياء والرسل للديانات السماوية الثلاث، الحرية لا تعني الإساءة الى المقدسات، نسبة عالية من شعوب العالم ضد عمليات التطرف مثل حرق القرآن بشكل خاص، الخلل يتحمله ملوك ورؤساء العرب بالدرجة الأولى ومن بعدهم رؤساء الدول الاسلامية، من يتحمل المسؤولية بشكل خاص زعماء الخليج، بعضهم يكني نفسه في خادم الحرمين، بل هو في الحقيقة خائن الحرمين، سبق إلى شخص عنصري متطرف حرق نسخ من القرآن الكريم في مملكة الدنمارك، دساتير الدول الغربية لايوجد بها نص دستوري يمنع الإساءة إلى الديانة الاسلامية والمسيحية، يوجد نص في دساتير أوروبا تجرم معادات السامية وتعني الديانة اليهودية.
المنظمات اليهودية استعملت نفوذها في تشريع قانون معاداة السامية، وبفضل هذا القانون تم لجم كل شخص يفكر في التطاول على الديانة اليهودية، لذلك توجد منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي الوهابي السعودية، يملكون مليارات، ولديهم لجان للحوار الإسلامي المسيحي اليهودي، وبإستطاعتهم تقديم مشروع قانون إلى الاتحاد الأوروبي والى الأمم المتحدة يتم تجريم كل شخص يسيء إلى مقدسات الديانات السماوية الثلاث، سبق لي أن طرحت رأي إلى أعضاء في لجان الحوار الإسلامي المسيحي اليهودي بدولة اوروبية بفترة الرسوم المسيئة للرسول محمد ص لكن تم تجاهل مقترحي، لأن أعضاء اللجان من الجانب الإسلامي غير جادين في تشريع قوانيين تمنع ظاهرة الإساءة للاسلام، لأن الإساءة باتت دكاكين مفيدة لتغذية الكراهية.
قضية حرق القرآن في السويد هذه المرة منفذها عراقي مسيحي، هذا الشخص ربما احد ضحايا إجرام التنظيمات الوهابية الداعشية التكفيرية، حسب ما قرأت بمواقع الانترنت، الشخص عراقي مسيحي من مدينة الموصل، هجر من العراق بحقبة خلافة داعش الارهابية، الشخص مقدم على طلب لجوء سياسي في مملكة السويد، ولازال بدون اقامة، سبق هذا الشخص، بعض المسلمين منهم عراقي مسلم تورط في الصراعات الطائفية بالعراق، وتم رفض طلب لجوئه في بريطانيا، أدلى في تصريحات وكتب تغريدات مسيئة إلى الإسلام والى المرجعية العليا وتطاول على شخص الرسول ص وشخص الإمام علي ع وتعرض لحملات تهديدات، وكان غايته من ذلك نسخ المنشورات لكي يقدمها لدوائر الهجرة للحصول على إقامة لجوء سياسي أو إنساني، لكن لم يتم منحه، وتم ترحيله إلى أربيل في كردستان العراق.
ربما دواعي قيام هذا الشخص العراقي في حرق القرآن بالسويد يريد الحصول على إقامة لجوء، لكن بلا شك هذا التصرف خاطىء، بل نسبة جدا عالية من الاخوة المسيحيين العراقيين ضد تصرف هذا الشخص، لذلك التطرف والتعصب يشمل أفراد وجماعات من كل الديانات.
في استطاعة الحكومة العراقية تقديم طلب إعادة هذا الشخص العراقي لمحاكمته بالعراق وعرضه على لجنة طبية لمعرفة هل هذا الانسان عاقل ام مصاب بمرض نفسي، حسب ما قرأت بمواقع التواصل الاجتماعي أن رئيس مجلس القضاء الأعلى يوعز إلى رئاسة الادعاء العام وبالتنسيق مع محكمة تحقيق الكرخ الأولى إكمال الإجراءات القانونية لطلب استرداد الشخص الذي حرق القران ومحاكمته وفق القانون العراقي لكونه يحمل الحنسية العراقية، من جهة اخرى السيد مقتدى الصدر يدعو إلى الخروج بتظاهرة،حاشدة غاضبة، ضد السفارة السويدية في العاصمة بغداد، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة الاتحادية بطرد السفير السويدي.
اعتقادي مثل هذه الإجراءات لن تنفع، نحتاج تظافر جهود الحكومة العراقية وحكومات دول الخليج في تشريع قانون في الأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي في منع ومعاقبة الإساءة إلى الديانات السماوية الثلاث وحرق الكتب المقدسة أو الإساءة إلى الأنبياء والرسل، على الحكومة العراقية، فتح تحقيق ومن خلال القضاء العراقي حول تصرفات المواطن العراقي سلوان موميكا، وإصدار قرار قضائي وقرار حكومي حول ذلكم.
المسيئون والتافهون والمرضى النفسيون والباحثون عن الحصول على إقامات لجوء في دول أخرى أو الشهرة عبر استفزاز مشاعر ملايين الناس ومعتقداتهم ومقدساتهم، هؤلاء ضعاف النفوس موجودون في كل مكان، لكن يجب ردعهم وتقييدهم بالقانون ومنعهم من ارتكاب إساءاتهم وإشهار تفاهاتهم وتحقيق أهدافهم، ولهذا فإن المذنب الأول ليس حارق القرآن في ستوكهولم، بل تقاعس الحكومات العربية
والاسلامية في استغلال مثل هذه التصرفات لإصدار قرار من الأمم المتحدة في تجريم الإساءة للديانات السماوية الثلاث ووضع حد للإساءة إلى القرآن وإلى رسول الله محمد ص من خلال القوانين الدولية وليس من خلال الفوضى.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/6/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha