نعيم الهاشمي الخفاجي ||
طبيعة الدول وحتى وإن كانت دول عظمى، تحدث بها مشاكل داخلية سواء كانت ثورات شعبية يتم قمعها، أو من خلال محاولات انقلاب يقودها عسكر بالجيش، أو قادة قوات شبه عسكرية، مثل الشركات الامنية أو القوات الموازية للقوات الأمنية مثل ميليشيات شعبية أو قوات فيالق احتياط تدعم القوات الأمنية في حالة تعرض البلاد لهجوم خارجي.
ماحدث في روسيا من محاولة التمرد المسلح الذي قام به الرفيق يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة «فاغنر»، ضد القوات المسلحة الروسية، لأسباب تتعلق بعدم توفير وزارة الدفاع الروسية العتاد الكافي لقوات فاغنر في حربها ضد القوات الاوكرانية في إقليم دونباس، الاخبار ضخمت بسبب صراع روسيا مع القوى العظمى الغربية، حتى قيل ماحدث محاولة انقلاب، لكن احتمال الانقلاب العسكري مبالغ به، لايمكن لقوات أمنية مثل فاغنر تدبير انقلاب عسكري ناجح يطيح في أقوى قوة عسكرية عظمى مثل روسيا، حسب تصريحات قائد فاغنر كانت بسبب عدم تسليح وزارة الدفاع الروسية قوات فاغنر بعتاد واسلحة جيدة تسببت في سقوط ظحايا من قوات فاغنر.
ما فعله الرفيق يفغيني بريغوجين، قائد ميليشيا «فاغنر»، والتضخيم الإعلامي الغربي أظهر حجم الصراع الحقيقي مابين الدول العظمى، كان كلام قائد ميليشيا فاغنر لم يدعوا إلى قلب نظام الحكم في روسيا، بل خطابه واضح يحمل نفس قومي روسي للدفاع عن روسيا وليس إلى أضعاف روسيا، ودخول رئيس روسيا البيضاء على خط الأزمة وانتهت الأحداث بدون قتل اي جندي أو مواطن روسي وغادر الرفيق يفغيني بريغوجين روسيا متوجها إلى روسيا البيضاء، لم تحدث اي مقاومة وقتال مابين قوات فاغنر وبين القوات الروسية في مقر قيادة الجيش الروسي في روستوف، بل تم السماح لقوات فاغنر الدخول لمقر القوات الروسية بدون قتال.
بعد وقوع الاحداث، الرئيس بوتين قال في كلمة تلفزيونية إنه سيكون هناك «رد صارم وقاسٍ» على من «نظموا التمرد المسلح، ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال وخانوا روسيا، لكن بالوقت نفسه تم فتح قنوات تواصل من خلال رئيس روسيا البيضاء مع قائد قوات فاغنر والذي ترك روسيا وطلب من أفراد قواته الامنية العودة إلى معسكراتهم، بل تم إتخاذ قرار بضم الكثير من الأفراد الامنية لفاغنر لقوات الجيش الروسي.
نعم بعد الاحداث ربما بعض القوى المستفيدة من الحروب تعتقد بضرورة الاستمرار في دعم القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية اعتقادا بوجود مشاكل داخلية في روسيا، لكن هذا الاعتقاد خاطىء،روسيا دولة عظمى نووية لايمكن هزيمتها خارجيا وداخليا، لذلك يبقى خيار البحث عن إيجاد حلول سلمية لوقف الحرب في أوكرانيا هو الخيار الأفضل للبشرية جميعا.
قائد قوات فاغنر متعصب قوميا للأمة الروسية ولو قدر له أن يصبح رئيس إلى روسيا لاستمر في مواصلة مسيرة الرئيس بوتين، هناك الكثير من السفهاء من المحللين والكتاب بصحف البداوة الوهابية يعتقدون أن ماحدث في روسيا كان هزيمة وضعف وسقوط النظام الروسي، وهذا الهراء بعيد كل البعد عن الحقيقة، وبل قالوا أن ماحدث في روسيا هو هزيمة إلى حلفاء روسيا ….الخ من الهراء، الشيء الحقيقي الذي يحدث في روسيا أن الرئيس بوتين يخوض معارك غير اعتيادية على جبهات عديدة لرسم نظام عالمي جديد يكون إلى روسيا والصين مكان لهم بالمشاركة في قيادة العالم متعدد الأقطاب.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha