نعيم الهاشمي الخفاجي..!
الزواج يعتبر من الأركان المهمة في جميع المجتمعات الإنسانية، وفي كل الأديان السماوية والوضعية، وقد اهتمت شريعة الإسلام في تنظيم العلاقات الزوجية، ذكر الله عز وجل الزواج والطلاق في كتاب الله الكريم {يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا}.
لذلك قضية الزواج فهي أصل الوجود البشري بل وحتى الوجود الحيواني، يلعب الزواج والمصاهرة في تقوية العلاقات المجتمعية ويزيد من الترابط الأسري والقبلي، الزواج تبادل قيم ومشاعر وتعاون وعزيمة بين الزوجين لبناء أسرة تكون نواة مجتمعية صالحة لادامة الحياة السعيدة بين بني البشر.
وردت أحاديث عن رسول الله ص وعن ال بيته الاطهار تؤكد وتشجع على الزواج وبناء حياة اسرية ناجحة، وشيء طبيعي تحدث مشاكل مابين الزوج والزوجة، لكن هذه المشاكل يمكن
ايجاد حلول لها من خلال التعاون والتفاهم، الحياة البشرية مليئة في المشاكل النفسية والعائلية لكن من البساطة إيجاد حلول واقعية ومقبولة لحل المشاكل بشكل دائمي، يفترض بالجميع اعتبار إيجاد حلول المشاكل ضرورة انسانية ومن ضمن القيم الاخلاقية العشائرية والقبلية المجتمعية وخاصة في بلد عربي ومسلم مثل العراق.
توجد مضار كثيرة بسبب انفصال الزوجين تنقلب بشكل سلبي على الأطفال وتسبب لهم مشاكل نفسية في المجتمع، بل الانفصال بين الزوجين يترك آثار مدمرة على الزوجين نفسهم.
اليوم تناقلت وسائل الإعلام العراقية خبر عن مجلس القضاء الأعلى العراقي، في حدوث أكثر من سبعة آلاف طلاق سُجّلت في عموم العراق، باستثناء محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث، وهو ما يعني حصول أكثر من 224 حالة طلاق يومياً في المحاكم العراقية، وبالتالي 9 حالات في الساعة الواحدة.
يفترض دراسة ظاهرة الطلاق وايجاد حلول لها، حسب ما رأيته بالعراق وجدت في كل بيت يتزوج ثلاث او اربع خوة في بيت واحد ويضاف لهم الوالد والوالدة للاشقاء المتزوجين وربما وجود اخوات واخوة آخرين غير متزوجين، فيحدث تجمع بشري هائل في بيت صغير، مضاف لذلك معظم المتزوجين ليست لديهم وظائف ولا مصادر للعمل والحصول على مال كافي للمعيشة، وضع العراق يراد تدخل حكومي في دعم القطاع الخاص للقضاء على البطالة، وتوفير بيوت واطئة الكلفة،وتوزيع أراضي سكنية وايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل، غالبية الطلاق يعود لعدم توفر سكن مستقل للزوجين وعدم وجود وظائف عمل، تجد طالب جامعي متزوج ويسكن مع والديه وأفراد عائلته، تحدث خلافات بين الزوجة واخوة واخوات الزوج، وأيضا الزوج تجده طالب جامعة بعتاش على والديه.
مايحدث بالعراق والعالم العربي، هناك عمليات منظمة تدار من الخارج لتخريب الحياة الزوجية، من خلال نشر المخدرات، ومن يقف خلف نشر المخدرات دول الاستعمار لتهديم وتنويم الطبقات الشبابية، مضاف لذلك البطالة وتدني الرواتب وعدم توفر سكن مستقل، يسهم في زيادة أعداد الطلاق، وضع مأساوي بظل عدم وجود حلول واقعية، المرأة عادةً بمجتمعاتنا الشرقية هي الطرف الأكثر تضررا من الرجل، لذلك المرأة المطلقة لاتشعر بسعادة، بل تعاني من أزمات نفسية مؤلمة، بسبب رفض الكثير من الشباب زواج شابة مطلقة للأسف، الطلاق نفسه يولد ضغط نفسي بعد الانفصال وتهديم بيت الزوجية، لذلك المرأة المطلقة بسبب فشل مشروع الزواج، تكون عرضة إلى الاكتئاب، فالضغط النفسي بعد الانفصال يعد عاملاً كافياً لإحداث الاكتئاب والقلق عند المطلقة.
ووجدت حالات عجيبة للطلاق بالعراق ودول الخليج لأسباب مادية، الحكومات العراقية والخليجية يدفعون رواتب رعاية وإن كانت قليلة لكنها تفتح شهية الناس المصابين بالطمع في عمل طلاق في المحاكم للكسب المادي، ويبقون زواج ديني عند الشيوخ، المادة حسب قول إلى الأمام علي ع المال أساس كل خطيئة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha