نعيم الهاشمي الخفاجي ||
اتابع مايتحدث به الإعلام العربي حول الانتخابات الامريكية، فترى العربان منقسمون إلى فريقين، فريق يقول بفوز الجمهورين وفريق آخر يقول بفوز الديمقراطيين في الانتخابات الامريكية النصفية القادمة، العربان يحللون بالقول ان الجمهوريين سوف يشكرون منظمة(أوبك بلاص) على تخفيض انتاج النفط برفع اسعار المحروقات في امريكا ودفع الناخب الامريكي لمعاقبة بايدن وإدارته الديمقراطية بالتصويت للجمهوريين، هؤلاء العربان السذج يجهلون حقيقة أن أمريكا المصدر الأول للبترول بمعدل اكثر من ١٢ مليون برميل، وايضا يصدرون غاز، بل ترامب بفترة رئاسته طلب من المستشارة الألمانية في التوقف عن استيراد الغاز الروسي وانه سوف يمد لهم انبوب يعبر المحيط الهندي إلى أوروبا، ووقف مع جونسون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفرض ضرائب على بضائع الأوروبيين، الأحداث الحالية لا تخلو من ماطلبه ترامب من المستشارة الألمانية أنجيلا الصراع الحالي حرب لتنفيذ مشاريع سياسية بغض النظر من الذي شن الحرب، الصراع كان حروب على مناطق النفوذ من خلال دعم عصابات ارهابية في ليبيا وسوريا والعراق…..الخ.
الآن أصبح الصراع أيضا بالنيابة في دعم دولة بالحرب ضد دولة عظمى معادية لهم، حروب اقتصادية ويدفع ثمن صراع الكبار بلا شك الطبقات العمالية الفقيرة مثل حالنا.
الانتخابات الامريكية تكون كلمة الفصل إلى الناخب الأمريكي، رغم تحليلات العربان بفوز الجمهوريين لكن ربما يكون الفوز لصالح الديمقراطيون على عكس كل توقعات واستطلاعات العربان.
قضية معارضة السعودية للإدارة الأمريكية في تخفيض إنتاج البترول في منظمة اوبك تضحك الثكلى، نعم هناك تغير في بعض السياسات الدولية وبالذات الامريكية، هناك صراع ما بين الجمهوريين والديمقراطيين لذلك الموقف السعودي لايمكن له اغضاب الإدارة الامريكية وإلا يتم استبدال النظام الحاكم بشخصيات من ضمن العائلة السعودية الحاكمة معارضين للملك وولي عهده الحاليين وهم موجودون في أوروبا وأمريكا، نعم هناك رغبة سعودية مع الحلاب ترامب لذلك سواء فاز ترامب أو خسر بايدن تبقى السعودية بقرة حلوب.
في امريكا يتم التناوب بالفوز مابين الجمهوريين والديمقراطيين، وإذا فازوا الجمهوريين ليس بسبب الحركة الاخيرة من أوبك بلاس بل بسبب رغبة الناخب الأمريكي ورفضه على سبيل المثال السياسات التي اتبعها الحزب الديمقراطي على مدى سنتين من فتح الحدود للاجئين وعدم محاربتهم التضخم .. حيث اسعار الوقود وصلت اعلى مستوياتها حتى قبل قرار أوبك بلاس الأخير، هناك جزء كبير من المجتمع الامريكي ترفض تشريع قوانين الإباحية الجنسية …..الخ.
إذا فاز الديمقراطيون فهم بالتأكيد يواصلون تعزيز اهدافهم لاقناع الناخب الامريكي في التصويت لهم في انتخابات الرئاسة القادمة، أكيد انتظر أحداثا جساما في العالم والشرق الأوسط في ٢٠٢٣ و ٢٠٢٤ للحفاظ على نفوذهم في المنطقة وتعزيز فرصهم لفوز تاريخي و السيطرة بشكل كاسح في ٢٠٢٤ لذلك المعارك الانتخابية ما بين الجمهوريين والديمقراطيين تنعكس على السياسة الخارجية ويبقى العرب محلوبين حلب مبرح وقوي ومضبوط.
الرئيس الأمريكي ترمب لم يشن حروب مباشرة لكنه كان يتبع أسلوب التهديد ودائما يطلق تغريدات يُرعب أتباعه في العالم بتغريدة صغيرة فيجعل فرائصهم ترتعد فيقدمون له الغالي والنفيس على طبق من ذهب كي يرضى عنهم، ترامب يحلب حلب علني بينما الديمقراطيين يحاولون حفظ ماء وجوه أبقار الخليج بحلبهم في الخفاء وليس بالعلن.
الموضوع في امريكا ليس بمن يحكم البيت الأبيض، هناك مؤسسات تحكم الإدارة التي تصل للبيت الأبيض تنفذ توصيات مراكز الدراسات الاستراتيجية والدولة العميقة في امريكا هي من تحكم، محاربة روسيا أو الوقوف ضدها كدولة لها ثقلها بالعالم هي مسألة إجماع بين الحزبين، سمعنا في وسائل الإعلام دعوات لنواب ديمقراطيين لمعاقبة السعودية بسبب تخفيض انتاج البترول وان هذا العمل خيانة عظمى لأن ذلك دعم إلى بوتين، السعودية لاتملك اي قرار ولا تستطيع رفض مايطلبه سيد البيت الأبيض ابدا، ما نراه افلام و مسرحيات مثل مسرحية السعودية حول قضية تقطيع أوصال جمال خاشقجي وتذويب جثته، هذه أساليب لحلب ابقار الخليج لا اكثر، على الأبقار دفع فاتورة حروب الناتو وبروح رياضية وبنفس طيبة بدون لغو وتذمر، تم عرض مقاطع فيديو لخمسة عائلات ملكية بالعالم أغنى الأغنياء بالعالم ملكية العائلة السعودية تقدر في تريليون ونصف التريليون اي ١٥٠٠ مليون دولار وكل الأموال مودعة في البنوك الغربية…..الخ، اربع عوائل لحكام خليجيين فهؤلاء يدفعون تكاليف الحروب الساخنة والباردة للناتو.
هناك حقيقة أن تدهور الأوضاع في العالم المتقدم سيلقي بظلاله على شعوبنا المسحوقة، بل العديد من شعوب العرب يعيشون تحت خط الفقر، العالم العربي يعاني من أزمة الطاقة لكن نحن بالعراق منذ أربعين عام لامنتلك كهرباء ومياه شرب لذلك نحن ديناصورات وبرمائيات لايهمنا الجوع والقتل والفقر تبقى اوضاعنا هرج ومرج الى دولة المهدي، في أوروبا من الآن سيدفعون أسعاراً مضاعفة لقاء استهلاك الكهرباء، مما سيضع على العائلات الفقيرة أعباء غير مسبوقة ومما قد يحرم البعض من التدفئة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، لكن الحكومات الغربية تدفع دعم لشعوبهم وهذا غير موجود في بلداننا العربية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha