علي عبد سلمان ||
التقارب التركي مع كردستان وتحالف السيادة مؤشر على مساعي احتكار القرار السني في العراق.. ما انعكاسات ذلك التحرك على الأزمة السياسية في بغداد؟
تضمن اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية الأخير، بوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2022، إعلان موقف موحد إزاء انتهاك تركيا السيادة العراقية، وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.
ورفضت الخارجية التركية، في بيان يوم الأربعاء الماضي، القرارات والتصريحات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، ووصفت القرارات المتخذة في الاجتماع بأنها جاءت “تحت تأثير المصالح المنفردة وضيق الأفق”، حسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
· قوات تركية داخل العراق
تشن تركيا عمليات عسكرية متتابعة داخل الأراضي العراقية تستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”. ويثير الوجود العسكري التركي في شمال العراق خلافًا بين بغداد وأنقرة، خصوصًا أن عمليات القصف المدفعي التي ينفذها الجيش التركي تسفر عن ضحايا عراقيين. وحسب تقرير مركز “الروابط“، طالبت الحكومة العراقية تركيا، مرارًا، بسحب قواتها خصوصًا المتمركزة في معسكر بعشيقة.
ويوجد نحو 20 قاعدة ومقرًا عسكريًّا تابًعا للجيش التركي موزعة على محافظتي أربيل ودهوك العراقيتين، وتضم قرابة عشرة آلاف جندي تركي وتقع كبرى القواعد التركية في منطقة كردستان العراق بمهبط الطائرات المسمى بامرني، شمال مدينة دهوك. كذلك يوجد عدد من القواعد العسكرية والمراكز الاستخباراتية التركية داخل الأراضي العراقية، فضلاً عن عدد من مقرات المخابرات التركية.
· العلاقة مع إقليم كردستان
تعززت العلاقات التركية مع إقليم كردستان العراق الذاتي الحكم، خلال السنوات الماضية، على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي، وذلك في إطار سياسة احتواء الإقليم الكردي الذي تعتبره تركيا تهديدًا لأمنها القومي، خصوصًا في مسألة تشجيع أكراد تركيا على الانفصال. وأيضًا الاستفادة من السوق الكردستانية لتصدير المنتجات التركية، وكذلك من طاقة النفط والغاز في الإقليم.
وحسب تقرير “معهد واشنطن“، يرى الأكراد العراقيون في تركيا حليفتهم المستقبلية ضد إيران وسوريا والحكومة المركزية في بغداد. وزودت أنقرة الإقليم بالأسلحة لمواجهة تنظيم “داعش”. وأصبح الجانبان يتشاركان مصالح اقتصادية غير معلنة، ويعتزم الجانب الكردي تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، حسب تقرير لصحيفة “النهار“.
· على خط الأزمة العراقية
يعيش العراق أزمة سياسية عطلت تشكيل حكومة جديدة، بسبب الخلاف بين التيار الصدري وأحزاب الإطار التنسيقي، وكلاهما من الجناح الشيعي، ويعارض الإطار تفرّد التيار بتشكيل الحكومة دون المشاركةمع أحزاب شيعية أخرى. وتزامناً مع ذلك، اجتمع رئيسُ جهاز المخابرات العامة التركية، خاقان فيدان، ، مع رئيس “تحالف السيادة”، خميس الخنجر، وأعضاء التحالف في بغداد.
وحسب تقرير راديو “رووداو” الكردستاني، اجتمع فيدان في بغداد مع روؤساء الجمهورية، برهم صالح، والوزراء، مصطفى الكاظمي، ومجلس النواب، محمد الحلبوسي، وعدد آخر من مسؤولي البلد. وفي فبراير 2022، زار الخنجر والحلبوسي تركيا معًا، واتفق بعدها الزعيمان السنيان على تشكيل قائمة مشتركة، ما يدل على دور تركي داخل المكون السني بالعراق.
· احتكار القرار السني
التقارب التركي مع كردستان وتحالف السيادة مؤشر على مساعي احتكار القرار السني في العراق. وحسب تقرير صحيفة “العرب“، فإن زيارة فيدان إلى بغداد تهدف إلى منح الائتلاف السني ضوءًا أخضر بشأن القبول بتسوية سياسية للأزمة تراعي مطالب الإطار التنسيقي ولا تكسر التيار الصدري، خصوصًا أن بعد زيارة رئيس ائتلاف “السيادة” وشريكه رئيس مجلس النواب إلى أربيل.
وذكر بيان لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أن الزعيمين السنيين تمسكا باتباع الأساليب الدستورية والقانونية في تجاوز تداعيات المرحلة الراهنة. وتوضح دوائر سياسية أن هنالك محاولات لإعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي، بتشكيل الحكومة المقبلة.
https://telegram.me/buratha