نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الكويت من الدول العربية التي رسمت حدودها بريطانيا وفرنسا، وقامت القوات البريطانية في حماية أسرة آل صباح وعدم السماح إلى عبدالعزيز آل سعود بضم الكويت إلى مملكته التي أيضا بريطانيا وفرنسا رسمت له حدود مملكته مقابل إعطاء فلسطين لليهود حسب وثيقة وعد بلفور التي نشرتها وزارة الخارجية البريطانية، لذلك بريطانيا دعمت أسرة آل صباح ليصبحوا أمراء الكويت قبل الاستقلال وبعد الاستقلال، بريطانيا لم تفكر في تشريع دساتير للدول العربية التي رسمت حدودها ودعمت عوائل لحكم تلك البلدان.
قضية الانتخابات بالدول العربية انتخابات صورية لاقيمة لها. ولكن رغم ذلك الكويت افضل آلاف المرات من النظام السعودي الحاكم في نجد والحجاز، آل صباح يحكمون وفق منطلق قبلي معتدل وليس متطرف وهابي تكفيري وإن وجدت الان الوهابية أرض خصبة للانتشار بين الاوساط السنية الكويتية بفضل الدعم المالي السعودي الكبير من خلال توهيب قيادات الأخوان المسلمين من الكويتيين أو من آلاف كوادر الإخوان الوافدين للكويت من الشام ومصر وشمال افريقيا.
الانتخابات بالكويت من حق أي شخصٌ يحمل الجنسية الكويتية ويعتقد أنه مناسب كي يكون عضواً في المجلس ولاتوجد لديه مشكلة مع الحكومة الكويتية يستطيع الترشح الانتخابات، المرشح الذي يضمن الفوز يعتمد على أرثه العائلي والقبلي و الطائفة خاصة إذا كان من حركة الإخوان فهو يتكلم في اسم أهل السنة والجماعة، ومدعوم ماليا من جهات ومؤسسات دينية وقبلية، بل حتى عائلة آل صباح ومن خلال وسطاء تدعم شخصيات لكي يضمنون فوزهم في الانتخابات حتى لاتحدث مشاكل مابين أعضاء البرلمان ورئيس الوزراء ووزراء الحكومة، ودائما عندما يتم استجواب وزير أو رئيس الحكومة يتدخل أمير الكويت في اصدار قرار أميري في حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وهذا المشهد المتكرر بات مرلفا بسبب كثرة مشاكل التيار الوهابي مع رئيس الحكومة وبعض الوزراء بالحكومة الكويتية، النواب الوهابية يسيئون لهامش الحرية لذلك يفتعلون أزمات تنهي في إسقاط الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
خلال متابعاتنا لخطابات المرشحين من خلال مواقع التواصل نجد كل مرشح وأن كان وهابي متخلف فهو يعتقد انه المصلح والمنقذ ومحي السنة، النظام السياسي بالكويت الأمور بيد الأمير والبرلمان دوره محدود لذلك لاتوجد قدرة واقعية يمكن التعويل عليها على الإصلاح وهي معدومة، وجود النواب تشريع بعض القوانين التي يرغب بها أمير البلاد، العضو في البرلمان يستطيع الحصول على مصالح شخصية في الحصول على أموال وهبات وإيفاد خارج البلاد والتمتع بسفرات سياحية.
بكل الأحوال في احداث الربيع وسيطرة التيارات الاخوانية المتوهبة في تونس ومصر وكادت سوريا تسقط ، وتمكن العراق من إسقاط مؤامرة داعش بواسطة قوات الحشد والقوات الأمنية التي أسقطت حسابات الدول الطامعة لما بقيت أنظمة خليجية ولاختفت بعض الإمارات الخليجية، صمود الحشد والقوات الأمنية العراقية كان له الفضل الأكبر ببقاء دول الخليج وأعني الدول الصغيرة بالوجود، ولسيطر الإخوان على تلك الدول الخليجية ولأقاموا امارتهم الوهابية، ومن المؤسف ان دول الخليج ولاسباب مذهبية تقف موقف طائفي تجاه قوات الحشد والمكون الشيعي العراقي، دول الغرب ببساطة تستبدل عملائها بعملاء جدد، لننظر كيف تم إسقاط رئيس اوكرانيا السابق الذي تربطه علاقات جيدة مع الغرب ومع روسيا ولولا قيام الرئيس السابق بفتح اوكرانيا أمام الغرب لما تم إسقاط نظامه، كذلك الحال مع أنظمة الدول العربية التي تسير بالفلك الغربي، يستبدلوهم بعملاء جدد.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha