متابعة ـ علي عبد سلمان ||
من خلال متابعة الإعلامين الامريكي و"الاسرائيلي" في تغطيتهما لاخبار الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة في منتصف شهر تموز / يوليو القادم، يخرج بنتيجة واحدة، وهي ان الزيارة تأتي لتحقيق هدف واحد وهو تأسيس حلف عسكري يضم امريكا والكيان الاسرائيلي وعرب التطبيع، في مواجهة ايران، من اجل حماية "اسرائيل"، وباقي الاهداف الاخرى للزيارة تفاصيل.
خلال الايام القليلة الماضية، كانت وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية، تضخ اخبارا عن الاستعدادت العسكرية الامريكية و "الاسرائيلية" المشتركة لمواجهة اي تصعيد، وكذلك عن التحضيرات السياسية والعسكرية، التي تشهدها عواصم عرب التطبيع، من الاجل الاستعداد لساعة الصفر التي سيحددها بايدن، لإنطلاق "الناتو العربي الاسرائيلي" لحماية "اسرائيل".
من اهم تلك الاخبار، هو البيان الصادر عن جيش الاحتلال الاسرائيلي، الذي كشف عن ان اجتماعا استراتيجيا وعملياتيا، عُقد بين الجيش "الإسرائيلي" والقيادة المركزية الأمريكية مؤخرا، تم التركّيز فيه "على مناقشة التحديات الأمنية التي تُواجه "الجيشين"
وذكر البيان، ان الاجتماع استغرق ثلاثة أيام وانتهى يوم الخميس الماضي، و"حضره من الجانب الأمريكي كل من نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال جيمس مالوي، وقائد سلاح الجو التابع للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال غرغوري غيلوي، الذي سيتولى قريبًا منصب نائب قائد سنتكوم، بالإضافة إلى قائد الأسطول الخامس الأمريكي الأدميرال براد كوبر ومسؤولون آخرون".
وأضاف البيان"أما من الجانب الإسرائيلي فحضره رئيس الأركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي ونائبه هرتسي هاليفي، ورئيس هيئة العمليات عوديد بسيوك، وقائد هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، تال كالمان، وقائد سلاح الجو تومر بار، وقائد سلاح البحرية داود ساعر سلامة".
بعد يوم واحد من هذ الخبر، كشف موقع "سعودي ليكس" نقلا عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن النظام السعودي وافق بشكل مسبق على مقترح أمريكي بشأن إنشاء دفاع صاروخي مشترك مع الكيان الإسرائيلي لمواجهة إيران.
من جهته أكد موقع اكسيوس الأمريكي أن البيت الأبيض يخطط خلال زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، لمناقشة رؤية "دفاع صاروخي متكامل ودفاع بحري" بين أمريكا والكيان الإسرائيلي والعديد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية.
ونقل الموقع عن "مسؤول إسرائيلي كبير" إن الفكرة هي إنشاء شبكة إقليمية من الرادارات وأجهزة الاستشعار وأنظمة الدفاع الجوي التي سيتم ربطها من أجل إعطاء إنذار مبكر واعتراض الهجمات.
وفي نفس اليوم، اي يوم امس الجمعة، كان الملك الاردني عبدالله الثاني يعلن صراحة ولاول مرة، في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، انه سيؤيد فكرة وجود "ناتو للشرق الأوسط"، على شاكلة حلف شمال الأطلسي.
اللافت، ان كل هذا التجنيد والتحشيد الامريكي الإسرائيلي، لعرب الردة، هدفه واحد وهو: "حماية اسرائيل"، وهو هدف اعلن عنه بايدن وبصراحة كاملة، وايده زعماء "إسرائيل" في ذلك.
واللافت اكثر، ان كل هذا الجمع الطويل العريض من "الحلفاء والاصدقاء والشركاء والتابعين والذيليين والمطبعين"، وكل هذه الاجتماعات لكبار جنرالات امريكا والكيان الاسرائيلي، والاسطوال الامريكي الخامس، والقواعد العسكرية الامريكية في البحرين وقطر والامارات والمنطقة، وكل هذه الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي، و كل الدعم الذي يقدمه حلف شمال الاطلسي واوروبا والغرب لهذا الحلف، كل ذلك لمواجهة بلد واحد هو ايران.
الا يكفي هذا دليلا على قوة ايران؟، الا يكفي هذا دليلا على فشل الدعاية الامريكية الاسرائيلية الغربية العربية التطبيعية ضد ايران؟، الا يكفي هذا دليلا على فشل وعجز كل اعداء ايران على مواجهتها على انفراد او مجتمعين؟، الا يكفي هذا دليلا لجيران ايران من العرب والمسلمين، على وجود فخ امريكي اسرائيلي لحلبهم وسرقة ثرواتهم؟، ألم يئن الاوان لجيران ايران من العرب ان يمدوا ايديهم الى يدها الممدودة اليهم دوما؟، فكل ما تفعله امريكا و"اسرائيل" هو "كيد ساحر"، وان جمعُهم سیُهزم ویولّونَ الدُبُر.
مصدر : نقلا عن العالم