نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تناقلت وسائل الإعلام كلمة إلى وزير الخارجية الأميركي المعمر والذي شارف عمره أن يبلغ رصيد المائة دولار أمريكي، الوزير العجوز هنري كيسنجر، واضع السياسات الخارجية الأمريكية في بداية سبعينيات القرن الماضي في حقبة الصراع مابين المعسكرين الشرقي والغربي، كلمة كيسنجر ألقاها عبر شاشة تلفزيونية أمام منتدى دافوس الأخير، هنري كيسنجر حذر المجتمعين من قادة الغرب، من التورط بحرب نووية لاتبقي ولاتذر، كيسنجر ليس بقال ولا يرتاد مقهى بدول الشرق الأوسط يحدث الناس عن قصص السابقين وإنما كان وزير خارجية قوة عظمى وصاحب خبرة ومفكر، كيسنجر صاحب خبرة خاصة في الشأن الروسي ودول شرق أوروبا والصين، عندما تقرأ مذكرات كيسنجر حول الصين درس الثقافة الصينية بكل جزئياتها وحيثياتها، بل ويعرف كيف العقلية الصينية تعتبر نفسها الشعب الأول بالعالم لكن وفق الثقافة والفلسفة الدينية الصينية أن الرب يمنع الصينيون من استعباد الشعوب الأخرى التي لاتنصب لهم العداء، بل والديانة الصينية تلزم الصينيون التعاون مع الشعوب الأخرى في كل المجالات الاقتصادية والمعرفية، كيسنجر عندما يعرف ثقافات خصومه تسهل عليه عملية التفكير الصحيح وينجح بوضع الخطط الاستراتيجية في مقابلتهم ومواجهتهم بطرق لم ولن تجلب الضرر إلى الطرفين الأمريكي والصيني.
كيسنجر من أصل اوروبي بشرة بيضاء وعيون زرقاء ويتبع الديانة اليهودية، كيسنجر أعظم شخصية وأهم وزير خارجية شغل المنصب في التاريخ الأميركي، كيسنجر لديه علاقات جيدة مع ساسة الروس واولهم الرئيس فلاديمير بوتين، عندها تهيكل المعسكر الشرقي وتهيكل السوفيت كيسنجر لم يكن وزير بالإدارة الأمريكية بل كان متقاعد لكنه لم يجلس في بيته حاله حال الوزراء والساسة العرب المتقاعدين بسن العشرينات، بل بعد هيكلة السوفيت ذهب كيسنجر إلى روسيا وبنى علاقات واجتمع مع النخب الروسية واجتمع مع بوتين في سانت بطرسبرغ في منتصف التسعينات، أو قبل منتصف التسعينيات وتحديدا في عام ١٩٩٤، ولم تكن لقاءات كيسنجر انقطعت بل بقي على زيارته بشكل سنوي إلى روسيا واجتماعه المتواصل مع القيصر الكبير بوتين.
كيسنجر في كلمته التي ألقاها في المنتدى خاطب ساسة الغرب ربما في أسلوب مخالف للفكر السياسي الغربي الذي تواق لشن حرب ربما تتحول إلى نووية، خاطب ساسة الغرب بالقول من الخطأ الخطير حشر القيصر الروسي في الزاوية وتركيع روسيا، وإنه يجب على أوكرانيا أن تحافظ على حيادها الدائم وتلتزم صراحة في دستورها بعدم الانضمام للناتو.
رأي كيسنجر قوبل بغضب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار موظفي الخارجية الأميركية، وغيرهم، وهذا متوقع، أيضا أصحاب رؤوس الأموال الذين يقرعون طبول الحرب، لبيع الأسلحة التي تنتجها شركتهم ومنهم الملياردير الأميركي جورج سوروس الذي دعا لحرب شاملة على بوتين وروسيا، من أجل ما وصفه بـ إنقاذ الحضارة الإنسانية.
لكن المفكر المخضرم كيسنجر شدّد على أنه في كل الأزمات، يجب على المرء أن يحاول فهم الخط الأحمر للطرف المقابل.
في الأزمات تعلو أصوات مشعلي الحروب ويتم سد الآذان إلى أقوال أصحاب الخبرة والعقول الراجحة التي تريد انقاذ البشرية من قتل ملايين البشر، رغم أن المناخ الغربي والبيئة الغربية لديهم تاريخ في السياسة والحكم بطرق ديمقراطية وسماع الرأي والرأي الآخر لكنهم رفضوا نقاش أفكار كيسنجر من قبل نخبة النخبة الغربية السياسية من زعماء الغرب وساستهم حول الصراع في أوكرانيا والحرب مع روسيا، هذا الرفض الغربي يعطي انطباع ربما الصراع في أوكرانيا يتحول إلى حرب نووية تدمر الجميع.
نلاحظ نشاط دبلوماسي تركي كحلقة وصل مابين أمريكا والناتو وروسيا بل وزير الخارجية الروسي لديه جولة بدات بزيارة دول كثيرة شملت إيران والخليج وايضا وفود من العراق ولبنان واليمن وسوريا وفلسطين زارة موسكو، هناك تصعيد غربي لاطالة حرب أوكرانيا وهناك حقيقة بوتين الذي يملك ترسانة نووية لايمكن أن يخرج منه منهزم مثل بقية الأنظمة العربية التي احتلتها أمريكا واذلت قادتهم ابدا، بوتين اذا ايقن بخسارته الحرب يستعمل السلاح النووي والنتيجة بعد الدمار يعطوه حصته من حكم العالم، هناك محاولات اردوغانية تركية لجمع الرئيسين الروسي والأوكراني والتوصل إلى اتفاق سلام، اردوغان كسب ثمن ذلك بطريقة إلى احتلال ٣٠ كم بعمق الاراضي السورية على طول الحدود التي تسيطر عليها عصابات التنظيمات التكفيرية أو مناقد قسد الكوردية السورية، اردوغان مؤهل إلى جمع الرئيسين التركي والاوكراني
لا توجد لديه أطماع جغرافية ولا جيوسياسية تجاه أوكرانيا وروسيا وإنما لديه نزعة عدوانية بضم أراضي سورية وعراقية وفعلا سوف يستغل ظروف الحرب بين الناتو وروسيا لضم أراضي سورية وعراقية إلى تركيا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/6/2022