التقارير

وطنية السيد موسى الصدر

3514 2022-05-09

د.علي المؤمن ||

 

   بعد أن نشرت كلمة قصيرة بحق السيد موسى الصدر، مؤسس النهضة الشيعية المعاصرة في لبنان، وأحد المؤسسين الثلاثة للنهضة الشيعية العالمية المعاصرة؛ سألني بعض الأحبة عن جنسيته وأصوله الوطنية.

أجيب باختصار:

   السيد موسى الصدر هو عراقي إيراني لبناني، أي إنه ينتمي الى البلدان الثلاثة معاّ، في أصوله البعيدة والقريبة، حاله حال كل آل الصدر، فهي أسرة كثيرة الهجرة، وتشبه بعض الأسر العلمية العلوية الكبيرة، كآل الغريفي مثالاً.

   وتعود أصول آل الصدر البعيدة الى لبنان ( بلدة شحور وبلدة معركة في جنوب لبنان)، وهم فرع من آل شرف الدين (من السادة المجابية الموسوية). أما أصولهم القريبة، فتعود الى العراق وإيران، لأن جد الأسرة ومؤسسها السيد صدر الدين شرف الدين الموسوي العاملي، استقر في إصفهان بعد هجرته من لبنان الى النجف قبل 240 سنة تقريباّ ( 1783 م)، وأنجب أولاده الخمسة في إصفهان، وأشهرهم السيد محمد علي (آقا مجتهد) والسيد اسماعيل، وقد أسس الأخوة أسراً معروفة، ولاتزال ذراريهم منتشرة في اصفهان وقم وطهران، وتسنم كثير منهم  مواقع حكومية رفيعة في الدولة الإيرانية. أما الوحيد الذي هاجر من بين الأخوة الخمسة، من اصفهان الى النجف، فهو المرجع الديني السيد اسماعيل الصدر (جد السيد موسى الصدر والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر)، والذي بقي أبناؤه وأحفاده يتنقلون بين العراق وايران، ولذلك؛ حمل قسم من أبناء السيد اسماعيل الجنسية العراقية، وهم السيد حيدر (والد السيد محمد باقر الصدر) والسيد محمد مهدي (والد السيد محمد صادق الصدر) والسيد محمد جواد، بينما حمل أخوهم السيد صدر الدين الصدر (والد السيد موسى الصدر) الجنسية الإيرانية. وكان السيد موسى الصدر هو الوحيد من آل الصدر الذي حصل على الجنسية اللبنانية، وذلك بمرسوم جمهوري خاص في العام 1968، مع احتفاظه بجنسيته الإيرانية.

   ولد السيد موسى الصدر في مدينة قم بإيران في العام 1928، وعاش فيها، ودرس في حوزة قم وجامعة طهران، بينما ولد أبوه المرجع الديني السيد صدر الدين في الكاظمية، أما جده المرجع الديني السيد اسماعيل فقد ولد في إصفهان. وبعد هجرة السيد صدر الدين الصدر من العراق الى ايران في مطلع شبابه، تزوج في مشهد من كريمة المرجع الديني السيد حسين القمي، ثم أصبح أحد مراجع قم الكبار، وقد ولد وعاش فيها جميع أبنائه وبناته العشرة وذراريهم، وقد هاجر من بينهم ثلاثة، وهم السيد موسى والسيدة رباب، اللذان عاشا في لبنان، والسيدة فاطمة، التي تزوجت من السيد محمد باقر الصدر وعاشت في النجف حتى استشهاده.

   وكان السيد موسى الصدر أحد تلاميذ الإمام الخميني ووكلائه، وظل يدعم حراك الإمام الخميني من داخل لبنان، ولذلك؛ كان يتعرض باستمرار لمضايقات نظام الشاه وعملائه في لبنان. ومن جانب آخر كان السيد موسى أحد قادة الجهاد ضد الكيان الإسرائيلي، كما كان يدعم حراك ابن عمه السيد محمد باقر الصدر في العراق، وينسق معه في الخارج، أي أنه كان يقاتل على أربع جبهات: جبهة نهضة شيعة لبنان، جبهة ضد نظام الشاه في ايران، جبهة ضد الكيان الاسرائيلي وجبهة ضد نظام البعث العراقي.

   وكما كان السيد موسى الصدر يعمل بكل إخلاص للبنان؛ فقد كان يعمل بإخلاص لإيران والعراق أيضاً، كما كان يعتبر نفسه فلسطينياً، ويعمل لقضية فلسطين، ولم يكن يرى أن في ذلك تعارضاّ مع مفهوم الوطنية، حتى بالتعريف الوضعي للوطن، ولم يكن يعمل بما يتعارض بين وطنيته وبين عقيدته الإسلامية الشيعية، لأنه كان يعد قضيته هي الوطن، رغم إيمانه بمبدأ الأولويات الجغرافية، ككل المرجعيات الدينية الشيعية ووكلائها، ولذلك؛ كان السيد موسى الصدر يقدم لبنان على غيرها في تكريس الاهتمام وحجمه ونوعه، بسبب استيطانه فيه، وهو تكريس لايتعارض مع الانتماء العقدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن مجتبى بزّي
2023-05-20
السلام عليكم ورحمة الله.. تحية لجناب الدكتور العزيز.. أرجو من جنابكم تأكيد المعلومة التي ذكرتموها حول وكالة الإمام موسى الصدر للإمام الخميني قدس سره.. هل هي وكالة خطيّة أم كانت شفهية؟ لأنه لا يوجد أي دليل على ذلك، ولم يشهد أحد بذلك.. إنما الواضح والظاهر من علاقة السيدين أنها كانت بحدود التنسيق والتعاون، أما الوكالة فلا يدل عليها الصلة والتواصل بينهما، والأمر يحتاج منكم إلى دليل.. وفقكم الله ورعاكم..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك