نعيم الهاشمي الخفاجي ||
أنه زمن الانحطاط الأخلاقي البائس عندما ترى أنظمة الخليج البدوية الوهابية صنيعة الاستعمار يفرحون على تدمير الشعب السوري، بدعوى محاربة إيران)، نحن بزمن بائس انقلبت به الموازين وأصبح به الشريف سيء والسيد شريف،
المفكر المتألق الفيلسوف الإمام علي بن أبي طالب ع اوصف لنا هذا الزمان البائس بالقول التالي (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا في دَهْر عَنُود، وَزَمَن كَنُود، يُعَدُّ فِيهِ الُمحْسِنُ مُسِيئاً، وَيَزْدَادُ الظَّالِمُ فِيهِ عُتُوّاً، لاَ نَنْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا، وَلاَ نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا، وَلاَ نَتَخَوَّفُ قَارِعَةً حَتَّى تَحُلَّ بِنَا).
نعم في زمننا هذا أصبح الخائن و صنيعة الاستعمار مناضل ووطني، وأصبح من باع المقدسات خادم للحرمين الشريفين، وأصبح من نشر الوهابية خدمة للناتو ضد الشيوعية مناضل ومجاهد.
علي بن أبي طالب ع وفي قول آخر جميل وكل أقواله جميلة وصف أصناف البشر بالقول التالي (مِنْهُمْ مَنْ لاَ يَمْنَعُهُ الفَسَادَ في الأرْضِ إِلاَّ مَهَانَةُ نَفْسِهِ، وَكَلاَلَةُ حَدِّهِ، وَنَضِيضُ وَفْرِهِ. وَمِنْهُمُ المُصْلِتُ لِسَيْفِهِ، وَالمُعْلِنُ بِشَرِّهِ، وَالُمجْلِبُ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ، قَدْ أَشْرَطَ نَفْسَهُ، وَأَوْبَقَ دِينَهُ لِحُطَام يَنْتَهِزُهُ، أَوْ مِقْنَب يَقُودُهُ، أَوْ مِنْبَر يَفْرَعُهُ. وَلَبِئْسَ المَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً، وَمِمَّا لَكَ عِنْدَ اللهِ عِوَضاً! وَمِنْهُمْ مَنْ يَطلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ، وَلاَ يَطْلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا، قَدْ طَامَنَ مِنْ شَخْصِهِ، وَقَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ، وَزَخْرَفَ مِنْ نَفْسِهِ لِلأمَانَةِ، وَاتَّخَذَ سِتْرَ اللهِ ذَرِيعَةً إِلَى المَعْصِيَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ أقْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ المُلْكِ ضُؤولَةُ نَفْسِهِ، وَانقِطاعُ سَبَبِهِ، فَقَصَرَتْهُ الحالُ عَلَى حَالِهِ، فَتَحَلَّى بِاسْمِ القَنَاعَةِ، وَتَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ الزَّهَادَةِ، وَلَيْسَ مِنْ ذلِكَ في مَرَاح وَلاَ مَغْدىً).
المتابع لفيالق الإعلاميين العربان من مستكتبين ومحللين يطلبون الدنيا وكسب المال والجاه عند السلطان الخائن في عمل الآخرة وكذبة طاعة ولي الأمر الخائن والعميل الذي صنعه الاستعمار.
من العجيب أن الإعلام العربي فرح ومسرور، من المؤسف تجد مستكتب نتن بدوي مسرور بالقول أن جيش بني صهيون نفذ أكثر من 400 غارة جوية في سوريا، ومناطق متفرقة من المنطقة منذ عام 2017، في كذبة اسمها استهداف إيران في سوريا، إيران دولة كبيرة والذي يريد يهاجم إيران فليجرب حظه في مهاجمة إيران، وماحدث ويحدث في سوريا هو استهداف للشعب السوري بسبب مواقفه الوطنية بدعم قضية الشعب الفلسطيني، تبني الإعلام السعودي والمستكتبين الأراذل تقارير إلى صحف غربية في أن بني صهيون يستهدفون إيران في سوريا هذا كذب إنما المستهدف هو الشعب السوري، ولو أن الرئيس السوري بشار الأسد يقبل بالتطبيع لانتهت كل هذه الأعمال الإرهابية ولتم التخلي عن دعم العصابات الإرهابية، نفسه بايدن قال ذهبنا إلى أفغانستان ليس لنشر الديمقراطية، والدليل سلموا الشعب الأفغاني لحركة طالبان الإرهابية المتخلفة، الذي سلم شعب أفغانستان لطالبان بعيد كل البعد عن دعم الديمقراطية، نعم القصف الصهيوني إلى سوريا تم بأدوات ودعم عربي، وإلا هذا وزير خارجية قطر ورئيس الوزراء حمد بن جاسم اعترف بتمويل السعودية لدعم العصابات الإرهابية في سوريا مبلغ ٢٠٠مليار دولار، بندر بن عبدالعزيز آل سعود صرح وهو يتفاخر انه زرع نصف مليون صاروخ حول مدينة دمشق، ماحدث في الأرض السوري. فعلا مثل ما وصفته بعض الصحف الغربية في «الحرب بين حروب»، بلا شك القادة الصهاينة عندما يصرحون للصحف الغربية يدعون إن الهدف من تلك الضربات هو تحت كذبة ردع إيران وإضعاف قدراتها في حالة نشوب حرب بين البلدين أي بين إيران واسرائيل، ولكن الواقع على الأرض هو استهداف إلى سوريا لإجبار الحكومة السورية على التطبيع المجاني.
ونقلت الصحيفة الأمريكية خبر بالتأكيد ليس محايد، بالقول أن «الحرس الثوري» رسم خطاً أحمر مفاده: «إذا هاجمتمونا فسننتقم، العين بالعين»، وحسب قول معد التقرير قال إن الرد الإيراني يكون في سوريا والعراق، وليس في إسرائيل.
تلاعب بالألفاظ بشكل واضح، وهل إسرائيل قصفت مواقع عسكرية داخل إيران وإيران لم ترد بالمثل، العالم يشهد صراعات وحروب بين الدول الكبرى من خلال دعم عصابات ارهابية تستهدف مناطق النفوذ التابعة لهذه الدولة العظمى أو تلك الدولة العظمى، كل هذه الصراعات والحروب التي عصفت بالعراق وسوريا واليمن وليبيا وأفغانستان وتدمير الجزائر والصراع الحالي في أوكرانيا لأجل إيجاد نظام عالمي جديد في أي شكل من الاشكال، وبلا شك نحن العرب نبقى أدوات رخيصة بيد الدول العظمى، يذهب هذا السيد يملك سيد لدول عظمىأخرى.
هناك حقيقة أن الضربات الإسرائيلية لم تؤثر على إيران في سوريا والعراق وإنما هذه الضربات الصهيونية تزيد نسبة العراقيين والسوريين وغيرهم من العرب الكارهين للهيمنة الامريكية، السوفيت أول دولة اعترفت في إسرائيل، العالم تحكمه مصالح، سورية محسوبة على المعسكر السوفياتي سابقا والروسي حاليا، روسيا لديها الخط الساخن، هذا الخط الساخن وحسب تصريحات إلى مسؤولون إسرائيليون قالوا إنهم استخدموا الخط لتحذير روسيا قبل استهداف القواعد العسكرية في سوريا، بل حتى عندما قصف ترامب سوريا بلغ الروس قبل ساعة من القصف والروس بلغوا السوريين بترك المناطق المستهدفة حتى لاتقع خسائر بالأشخاص.
بل ترامب استعمل أسلوب التهديد بضرب إيران لكي يحلب دول الخليج الوهابية، عملية اغتيال قادة النصر في مطار بغداد كانت الغاية منها جعل دول الخليج تهرول إلى التطبيع المجاني بدون اي مقابل، ونفسه نتنياهو قال فوجئنا بسرعة تطبيع دول الخليج معنا بسبب رفعنا شعار معاداة إيران والشيعة، لذلك كل مانسمعه من أكاذيب تستهدف المكون الشيعي بالعراق ولبنان وسوريا واليمن واضطهاد شعب البحرين الهدف الأول من تلك الأعمال القبيحة التي تستهدف الشيعة إعطاء مقبلات طائفية إلى ابقار الخليج الوهابية لفتح شريتها في سرعة التطبيع وتبديد ثروات البترول لتذهب إلى شركات ترامب وبقية المصانع والمعامل الغربية.
أيضا تم نشر خبر حول قيام شركة «ريد سيكس سوليوشنز» في تحليل لطائرتين مُسيَّرتين إيرانيتين أسقطتهما إسرائيل في الجولان وفي حدود لبنان الجنوبية، حيث كانتا الأكبر، وطول جناحيهما 23 قدماً، ويمكنهما الطيران لأكثر من 1200 ميل، وحسب قول تقرير الشركة، أن مُسيَّرة منهما تشبه طائرة «آر كيو-170 سنتينل» الأميركية التي أسقطتها إيران في 2011، بينما المُسيَّرة الثانية هي من نموذج صيني الصنع، بكل الأحوال التقرير يثبت أن إيران دولة معتمدة على نفسها في عمل الصناعات العسكرية ومنها سلاح الطيران المسير.
تقرير قصة «الحرب بين حروب» تكشف لنا انعدام الضمير الإنساني في قضية استهداف شعوب مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين في شيطنة المواطنين العرب الشيعة لفتح شهية دول الوهابية البدوية في الخليج لعمل تطبيع مجاني مع بني صهيون، الدول الوهابية العربية صنيعة الاستعمار تبقى تأجج الصراعات وتمول الحروب وتنشر الكراهية والتكفير ضد كل من هو شيعي وضد كل سني لايدين في دين الوهابية والهدف تدمير الدول العربية الرافضة للهيمنة والذل والانبطاح خدمة إلى بني صهيون.
بكل الأحوال أيضا توجد إرادة إلهية ولابد أن الظلم لم ولن يدوم، وانا على يقين أن الصراعات الحالية قد أسيء استخدامها وكان يفترض الكف عن اشعال الحروب وسفك الدماء البشرية وبدون سبب، ومانشاهده من صراع ربما يتحول إلى حرب عالمية تستعمل بها أسلحة الدمار الشامل لاتبقي ولاتذر يتحرق بها الجميع، العالم مسيطر عليه مجموعة من الحمقى والمجانين، يتحكمون به حسب ما هم يريدون، لكن إرادة الله عز وجل فوق الجميع، ووردة آية قرانية تقول لولا دفع الناس بعضهم ببعض، نحن ناس مغلوبين فيلا شك يهيأ لنا الله ناس آخرين ينزلون القتل والدمار بالظالمين الآخرين.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/4/2022
https://telegram.me/buratha