علي عبد سلمان ||
واشنطن المأزومة والمتخبطة في مواقفها خاصة تجاه الملف النووي الايراني والتي لا سبيل لها سوى العودة الى الاتفاق لانها جربت كل الخيارات واصطدمت بالحائط المسدود لذلك ارادت هذه المرة ان تتسلح باوراق ضاغطة عسى ان تسعفها في مفاوضات فيينا التي ستجري نهاية الشهر الحالي وهي السابعة من نوعها في عهد الرئيس بايدن والاولى في عهد الرئيس ابراهيم رئيسي.
ولحسن حظ طهران ان هذه الاوراق احترقت قبل ان تشهد النور. وبالطبع واشنطن لم تنزل هذه المرة لوحدها الى ساحة المواجهة لخلط الاوراق بل استعانت بالكيان الصهيوني لممارسة الضغط على سوريا عبر قصف بعض المواقع التي لن تكون بدون رد.
وهكذا استئناف الحرب السيبرانية ضد طهران والتي تلقت الصاع صاعات مضاعفة كما استخدمت السعودية للضغط على لبنان والتي اتت بنتائج عكسية فضحت آل سعود ومن يقف ورائهم وهم اليوم يجرون اذيال الخيبة والفشل.
اما لعبتها القذرة في العراق والتي ارادت من تزوير الانتخابات فيها دفعه باتجاه الاقتتال الشيعي ـ الشيعي فشل فشلا تاما وها هي الاحزاب والتيارات العراقية تتفاوض للاتفاق على تشكيل الحكومة.
وكان آخر اوراقها الخاسرة التي حزمت امرها لاستخدامها في مفاوضات فيينا كانت عميلة القنص الارهابية حيث قامت البحرية الاميركية في بحر عمان في خطف ناقلة النفط الايرانية الا ان ردود عملية سرقة النفط الايراني ارتد عليها بصاعين ادت الى فضيحة مدوية امام العالم حيث شهدت شعوبها كيف اندحرت البحرية الاميركية بكل ما تمتلك من قطع بحرية متطورة امام قوات الرد السريع لحرس الثورة الاسلامية وتركت ساحة المواجهة وهي تجر وراءها ذيول الخيبة والهزيمة.
كل هذا التخبط الاميركي الارعن سواء في الساحات السياسية التابعة لمحور المقاومة او الميدانية في قرصنة ناقلة النفط الايرانية انعكس عليها سلبا ووضعت نفسها في الموقف الاضعف في المفاوضات القادمة فيما خرجت طهران بموقف اقوى وهي تمتلك المزيد من اوراق القوة قبيل المحادثات وهذا يؤكد ان الكلمة لايران في المنطقة وباقتدارها المواجهة الميدانية مع اميركا في المياه الاقليمية وما يجاورها.
وحتى موعد المحادثات القادمة سيسود نوعا من الحذر والترقب والتجاذبات بين الطرفين لكسب المفاوضات خاصة وان ايران هي في الموقع الاقوى والمحق الذي نفذ كل ما جاء في الاتفاق النووي في حين ان الولايات المتحدة الاميركية وشركاءها الاوروبيين هم من اخلوا بالاتفاق ولم يلتزموا به ناهيك عن انسحاب واشنطن منه.
فالوقت بات يضيق الخناق على الولايات المتحدة الاميركية التي لا توجد امامها خيارات لتتناور عليها، فالخيار العسكري انتهى نهائيا وخيار العقوبات القصوى اصبح هو الاخر عقيما لذلك لم يبق امام اميركا سوى التراجع عن موقفها والعودة الى الاتفاق لتنفيذه والالتزام به عمليا من خلال رفع كامل العقوبات والتثبت منها عبر تحرير الارصدة الايرانية المجمدة وهكذا تصدير النفط والبضاعة وتحويل الاموال الى طهران. ولابد لواشنطن ان تقدم ضمانات مؤكدة على انها لن تنسحب من الاتفاق ثانية لان تاريخها وتعاملها مع دول العالم اثبت انها غير جديرة بالثقة ولايمكن الوثوق بها والاعتماد عليها بسبب غطرستها ودورها الاستعلائي الاستكباري. لكن سيشهد العالم قريبا باذن الله كيف ستستسلم اميركا امام الحق الايراني لامتلاكها برنامجا نوويا سلميا تحترم مصالحها الوطنية.
https://telegram.me/buratha