نعيم الهاشمي الخفاجي ||
استخدام الطاقة المستدامة ترجع دول البترول العربية لعصر البعير، رب العالمين وهب البترول لخدمة البشرية، ومن سوء حظ العرب، أن رب العالمين أراد أن يكرم ويعز العرب جعل أراضيهم تحتها بحيرات من البترول، بسبب البترول دول الاستعمار اسقطت الدولة العثمانية ورسمت حدود لدول عربية نصبت عليهم حكام لصوص وقتلة، أشعلوا الحروب المحلية، و مولوا الحروب الباردة والساخنة التي دارت بين قطبي العالم، المعسكر الشرقي والغربي، أموال البترول تم إنفاقها لشن حروب ولنشر الكراهية والتطرف والتكفير الوهابي بكل أصقاع العالم.
الدول الصناعية الاستعمارية جعلت دول العرب سوق لبيع منتجات شركات تصنيع الأسلحة، وتصريف البضائع الاقتصادية والغذائية والملابس والسيارات واصباغ التجميل، بل حتى العقال ومسبحة الصلاة يتم تصنيعها في مصانع شركات غربية، بسبب جشع الرأسمالية وكثرة المصانع، وعدم استخدام الوسائل للمحافظة على البيئة، فقد تم تلويث البيئة بسبب عدم الاهتمام بعدم انبعاث الغازات، لم يكفهم ذلك بل تم إغراق العالم بالصناعات البلاستيكية التي غمرت الانهر والبحار، بل حتى مخلفات الأسلحة تم طمرها في بلدان العرب، في الجزائر سنويا يصاب خمسين ألف شخص في الأمراض الخبيثة بسبب قيام الاستعمار الفرنسي في تفجير قنابل دمار شامل في الصحراء الجزائرية، في حروب العراق بظل صدام الجرذ استخدم اسلحة دمار شامل وكذلك الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي هزمت جيش صدام في حرب تحرير الكويت، استخدموا أسلحة ذكية مصنوعة بمخلفات اليورانيوم المنصب والتي سببت عشرات الاف الاصابات في الأمراض الخبيثة والتشوهات الخلقية، في عملية اسقاط نظام صدام الجرذ الهالك استخدموا أسلحة تحتوي مخلفات يورانيوم منضب، بيئتنا في العراق والشرق الاوسط الاكثر تلوث بالعالم، لكن ايضا التلوث بسبب انبعاث الغازات من مصانع الدول الرأسمالية الجشعة هدد كل الكرة الارضية، وبات ارتفاع درجات الحرارة واضح لجميع البشرية، بل حتى شعوب اوروبا الغربية ذات المناخ البارد شعرت في تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، واصبح المواطنين يلبسون ملابس صيفية لمدة ثلاثة اشهر بدون ارتداء قماصل ومعاطف.
هناك حرائق كثيرة وقعت بسبب ارتفاع درجات الحرارة في أستراليا وفي الامازون، درجات حرارة لأول مرة تطال كندا ذات الطقس البارد، الآن هناك مطالبات غربية في الاهتمام في البيئة بسبب تغير درجات حرارة المناخ، لذلك باتت مسألة الاهتمام بالبيئة والمناخ، مسألة دولية، بل أصبحت قضية الاهتمام بالمناخ ضمن الدعايات الانتخابية للدول الكبرى، على سبيل المثال الرئيس الأميركي الحالي، بايدن، وظف السيناتور جون كيري مسؤولاً ومبعوثاً دولياً لملف تغير المناخ، الآن هناك مطالبات دولية في تقليل الانبعاثات الحرارية، في دول الخليج على سبيل المثال عندما كنت سجين بالسعودية رأيت في كل مدينة سعودية مولدات كهربائية تعمل في زيت الديزل لإنتاج الكهرباء، لاتوجد لديهم محطات توليد كبرى، ولا توجد لديهم ابراج لنقل الطاقة الكهربائية في الطرق العامة لنقل الطاقة ما بين مدينة واخرى، وانما توجد بكل مدينة وقرية مولدات كبيرة تعمل بزيت الديزل كل مولدة تكفي ألف بيت.
أكثر دولة تستخدم الديزل لإنتاج الكهرباء هي السعودية بشكل خاص، تم نشر
تقرير للوكالة الدولية للطاقة جاء أنه في عام 2050 يتم الاستغناء عن استخدام البترول في المعامل والمصانع والسيارات، ويتم الاعتماد على الطاقة المستدامة الطاقة الشمسية، انا اقيم بالدنمارك البرلمان الدنماركي شرع قانون يساعد كل مواطن يستطيع استيراد خلية شمسية لإنتاج الطاقة ويعطوه قرض مع إعفاء من دفع الضريبة على الخلية الشمسية، شاهدنا دخول سيارات تعمل بالكهرباء، شاحنات السيارات تعمل بالطاقة الشمسية، إنارة الشوارع و مداخل عمارات السكن تعمل بالطاقة الشمسية.
هناك قرارات في الاتحاد الأوروبي البدء من عام 2025 وحتى عام 2050 بإيقاف بيع سيارة المحرك الداخلي (المستعملة البنزين أو الديزل)، وبيع السيارة الكهربائية أو الهجينة فقط.
بل حسب ما نحن رأيناه وسمعناه ومما ماتنشره الصحف يقوله المواطنين في عام ٢٠٣٠ يمنع دخول سيارات الديزل للعاصمة الدنماركية كوبنهاكن.
هناك توجه عالمي في إيقاف عمل محطات الكهرباء المزودة بالطاقات البترولية ابتداء من عام 2040 واستبدال محطات تستعمل الطاقات المستدامة الطاقة الكهربائية الشمسية، في القارة الأوروبية بدأت عمليات استخدام الطاقة الشمسية من الآن، الصين والهند يعتمدون على بترول العرب في إنتاج الطاقة، أكبر سوق لشراء البترول العربي هي الصين والهند، لذلك الصين اتجهت بطريقة سريعة نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية والتوقف عن صرف عشرات مليارات الدولارات التي تنفقها لشراء نفط الغرب.
خلال عقد أو عقدين من الزمان تنتهي اهمية البترول، ويصبح العرب غير قادرين على تمويل محطات لإنتاج الطاقة البديلة، وربما يعودون لزمن البعير، الآن امريكا اصبحت دولة مصدرة للبترول والغاز، تصدر اكثر من ١٢ مليون برميل بترول يوميا، وهذا هو سر توقف السعودية عن إغراق السوق العالمية بالبترول، اغرقت السعودية السوق العالمية في عام ٢٠١٩ اعتقادا أنها تزيد من أزمة الحكومة العراقية لكن المفارقة أن إغراق السعودية للسوق العالمية تسبب في إفلاس شركات أمريكية، لذلك الرئيس الأمريكي ترامب اتصل في ابن سلمان وأمره بوقف استخدام البترول كسلاح لابتزاز روسيا ومعسكرها، لأن ذلك سبب خسائر فادحة للشركات البترولية الأمريكية، لذلك التزمت السعودية بعدم إغراق الأسواق العالمية بالبترول ليس لسبب أخلاقي وإنساني وإنما ترمب امرهم بالتوقف عن ذلك، وأقولها وأنا واثق من ذلك بسبب خسائر لشركات إنتاج البترول الأمريكية، أمريكا أمرت بن سلمان بعدم إغراق الأسواق العالمية بالبترول، لذلك يفترض من الدول المصدرة في الأوبك تحديد كمية البترول المصدر بنسبة السكان ومنع السعودية من تصدير ثمانية مليون برميل يوميا، ولا يمكن للسعودية إغراق الأسواق العالمية بالبترول بظل وجود أمريكا كدولة مصدرة للبترول والغاز، نعمة من السماء اصبحت امريكا مصدرة للبترول لأن ذلك يعني أنها انهت الطلب من عملائها حكام الخليج في إغراق السوق العالمية بالبترول، ياليت امريكا اصبحت مصدرة للبترول في وقت مبكر وليس في زمن متأخر وفي وقت يستغني العالم عن البترول في مجالات الطاقة.
أحلى نكتة مستكتب خليجي يقول المحافظة على البيئة كلمة حق اريد بها باطل، اقول لهذا السفيه هل تريد من العالم يعتمد على بترولكم ويوقف الاعتماد على الطاقة المستدامة صديقة البيئة لأجل أنتم تحصلون على المليارات وياليت تنفقوها في مجالات لخدمة شعوب المنطقة وإنما لتمويل الحروب ولنشر الوهابية حاضنة ومنبع الإرهاب العالمي، حتى بالوضع العراقي البائس بوضع الكهرباء، يمكن للحكومة العراقية دعم عدد من التجار في إستيراد خلايا شمسية من النوعية الجيدة وتطبيق نموذج أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة المنتشرة الآن في كل المدن العراقية لكن من خلال إنتاج الكهرباء عبر الخلايا الشمسية، أنا شخصيا أعرف رجل أعمال لبناني يعمل في مجال الطاقة الشمسية وحسب قوله قال مستعد عمل محطة للطاقة الشمسية تكفي كل محافظة الناصرية لا تتجاوز الكلفة ٢٠٠مليون دولار، بكل الأحوال العالم يسير حول استخدام الطاقة الكهربائية المستدامة، البترول خلال عقد من الزمان يصبح حاله حال الفحم الحجري الذي كان مصدرا للطاقة قبل اكتشاف البترول، السؤال هل العرب وبالذات بلدي العراق يستفيد من ماتبقى من الاموال المستحصلة من البترول في اقامة محطات طاقة مستدامة،العرب لم ولن يفكروا في الاستفادة من أموالهم في تحصين وضمان العيش الكريم إلى اجيالهم القادمة،أموال الثروات الطبيعية ليست كلها ملك لزمننا هذا وإنما أيضا هناك حقوق إلى الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5.7.2021
https://telegram.me/buratha