متابعة ـ علي عبد سلمان ||
جاء في تقرير لمعهد نيولاينز انستتيوت الاميركي في واشنطن للدراسات الستراتيجية والسياسية بان تنظيم داعش قد زاد من عملياته في العراق على نحو كبير عبر السنة الماضية بعد عملية اعادة تنظيم أظهرت تركيزا اكثر على تشكيل مجاميع متنقلة من مسلحين لتنفيذ هجمات على نطاق اصغر. واشار التقرير الى ان فهم كيفية اعادة تشكيل نفسه بهذه الطريقة عند مراحلها الاولية يعد أمرا حيويا لمنع اعادة ظهوره من جديد.
يبدو ان تنظيم داعش في مناطق العراق القروية قد اعاد توزيع مسلحيه ضمن مجاميع متنقلة صغيرة، حيث ان التنظيم اعاد صياغة ستراتيجياته القتالية وفقا للواقع الجديد على الارض، وهذا يعني تراجعا في قدرته على القتال بعد فقدانه قياديين من الصف الأول وآلاف من مسلحيه بعد طرده من الاراضي التي كان يحتلها في 2017، فضلا عن تجفيف الكثير من موارده المالية من خلال عقوبات الخزانة الاميركية، مع تراجع قدرته على التجنيد وجلب دماء جديدة.
رغم ذلك يشير التقرير الى ان تنظيم داعش يقوم بتكثيف انشطته في مناطق ما يزال له نفوذ فيها من خلال استغلال مشاكل العراق الداخلية والاستفادة من تضاريس جغرافية ملائمة له.
في آب 2020، وذلك بعد سنتين تقريبا من هزيمة التنظيم عسكريا، قدرت الامم المتحدة انه ما يزال هناك اكثر من 10,000 مسلح من داعش يتواجد في كل من العراق وسوريا. هذا يتقارب مع تخمين آخر أجري في أواخر عام 2019 من قبل سلطات مكافحة الارهاب في اقليم كردستان، قدر فيه تواجد 10,000 عنصر من داعش في العراق بينهم ما بين 4,000 الى 5,000 مسلح والباقين هم مساندون أو خلايا نائمة اندمجت مع مجتمعات محلية في محافظات غربي وشمال غربي العراق.
القوات الامنية نجحت بتأمين اكثر من 450 كم من الحدود الممتدة بين العراق وسوريا البالغ طولها 610 كم وذلك بالتعاون مع التحالف الدولي في نصب ابراج مراقبة ومد اسلاك شائكة فضلا عن استخدام طائرات استطلاع مسيرة .
وذكر التقرير الامني بان تنظيم داعش زاد من استخدامه لتشكيلات "المجاميع المتنقلة" لتنفيذ عمليات في مناطق مختلفة، التي غالبا ما تكون بعيدة عن قواعده او بعيدة عن ملاجئه التي تدعى بالمضافات التي تتواجد في مناطق وعرة وكهوف صخرية أو انفاق تحت الارض، ولهذا فان داعش يعتمد بالاساس على طبيعة الارض الوعرة لتنفيذ انشطته.
ازداد تواجد التنظيم في مناطق واسعة من العراق وفي جيوب ضمن الاراضي السورية. واستنادا الى معلومات تم الحصول عليها عبر مواقع عراقية رسمية وغير رسمية فانه منذ بداية عام 2021 شن التنظيم العشرات من العمليات داخل العراق. اغلب انشطة التنظيم خلال شهري كانون الثاني وشباط من هذا العام تركزت في كل من محافظات بغداد وديالى وكركوك والانبار ونينوى وصلاح الدين.
واستفاد داعش من بعض الثغرات الامنية الناجمة عن تراجع التعاون والتنسيق ما بين القوى الامنية الفاعلة المتمثلة بالقوى الامنية الاتحادية وفصائل الحشد وقوات البيشمركة.
وقالت مصادر استخبارية اميركية ان تنظيم داعش لم يهزم بعد وما يزال يشكل تهديدا لأمن واستقرار العراق وسوريا، مع نشاط ملحوظ له في اكثر من ست محافظات عراقية في غربي وشمال غربي البلاد.
ويشير التقرير الى ان انهاء التهديد الذي يشكله داعش لا يمكن تحقيقه بدون تسوية سياسية في إشراك العرب السنة بشكل فعال في العملية السياسية وتوزيع عادل للسلطة والثروة مع اعادة اعمار المدن التي تضررت خلال الحرب ضد داعش والسماح بعودة المهجرين لمناطقهم الاصلية وابعاد الفصائل المسلحة من تلك المناطق.
https://telegram.me/buratha