متابعة ـ علي عبد سلمان ||
حدث كهذا الحدث لن يمر بسهولة بدون أن يدخل في ماكنة الطحن والعجن والخبز السياسي ويمكن ملاحظة عدة جواب تم تسليط الضوء عليها بزيارة البابا:
1- الرواسب البعثية والعقلية الحزبية في التعامل مع المسألة حيث استحضر الكثير من المحللين الصراع بين حوزة قم و النجف وهو صراع وهمي افتراضي ,
إذ أن المرجعية الدينية المباركة لو أتيح لها المجال لدعمت إنشاء حوزة في سوريا والسعودية وفي امريكا وفلسطين المحتلة وهذه المسؤولية قام بها المراجع عبر مر العصور على نشر الحوزة و المدارس الدينية في كل مكان
وخصوصاً أن زعيم حوزة قم هو اية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني يُنفذ سياسة ونهجاً مُشابهاً لنهج مرجعية النجف الاشرف.
وإذا كان الكلام حول ولاية الفقيه فالولي الفقيه لا يعتبر منافساً لأي مرجع لأنّه لا يطرح نفسه كمرجعا بل كقائداً للأمة وهو لا يدخل في مساحة دخلها غيره وكذلك المرجع لا يدخل في مساحة دخلها الولي الفقيه وهذا يعتبر شيء من التكامل العظيم بين القادة والمراجع المخلصين لهذه الأمة.
بمعنى أنّ شروط التنافس غير متحققة لكي يتحقق معها الصراع والتنافس.
ولكن العقلية البعثية التي تستحضر دوماً فكرة حارس البوابة و قومجة المراجع هي التي تحكمت بالمشهد خلال الايام السابقة.
فليس بحسابات أي مرجع من مراجع الشيعة أن تكون المركزية هنا أو هناك الا في العقل البعثي طبعا فلو كان الامر كذلك لتم غلق جميع الحوزات في العالم والاكتفاء بالنجف الاشرف.
2- تقزيم المرجعية عبر حصر تفكيرها بدائرة ضيقة من المسائل وهو ما نسفته في بيانها الأممي المقاوم ونفخت في نار الخزي والعار لهذه الفئة التي تدعي الحب والقرب لها وهي تحاول ليل ونهار لتحزيب المرجعية وجعلها حزباً في قبال اي حزب اخر لمرجع اخر وهذا تفكير خبيث صهيوني شُلّت يده اليوم بفضل الله.
3- الاحتفال الكبير من فئة من الناشطين الاسلاميين والعلمانيين (فريق تشرين) برجل دين كالبابا ولكنّهم بنفس الوقت يعيبون على غيرهم استقبال اي رجل دين آخر كما حدث عند استقبال رئيسي مثلا رغم أنّه أيضا زعيم ديني وهذا أيضاً درس كبير لفضحهم وتعريتهم.
4- حاول البعض من فريق تشرين ( المتمرجعين والجوكر) اضفاء الشرعية للسيد السيستاني عن طريق البابا وهذه حقا اهانة كبيرة غير مقبولة فالمرجع الاعلى هو مرجع قام او قعد ولو فرضناً أنّه ليس الشخص المؤهل لمرجعية المؤمنين فهل تنفع شهادة وزيارة البابا له؟
ماذا هذا التفكير والمقياس الضحل والدخيل على منهجيتنا وتفكيرنا؟
5- فضح هذا الفريق الذي حاول عبر سنين أنّ يوهم النّاس أنّ المرجعية متقوقعة في العراق ورغم الوقت الضيق جدا جدا للزيارة فإنّها لم تنسى فلسطين ولا ايران ولا اليمن ولم تنسى الجرائم الامريكية وتدخلاتها في البلدان المستضعفة وهذا الدور الذي كان يريد إخفاءه بعض النعاج عن الجمهور المرجعي والمؤمن.
نشكر الله على هذه النعمة
نعمة البصيرة ونعمة الوضوح ونعمة العظمة للاسلام والالتفاف العالمي نحو قادته المباركين
https://telegram.me/buratha