متابعة ـ علي عبد سلمان
الخبر:
تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وتيرة الهجمات على الحشد الشعبي في العراق، وآخر سيناريو تبنته هذه الهجمات المقصودة هو أن أعضاء الحشد الشعبي إنما هم ثلث الأعداد الحقيقية لهذه القوات الشعبية العراقية، وأن البقية هي قوات "فضائية".
التحليل:
- يكفينا أن نتأمل قليلا في أساليب الهجوم على قوات الحشد والظرف الزمني الذي تمت فيه، ليتبين أنها حملات مقصودة ومدروسة، وموجهة في نفس الوقت، هذا في حين أن قوات الحشد الشعبي تخوض هذه الأيام وبمثابرة عمليات في الدفاع عن أرض العراق بمواجهة داعش، حيث بات المتهجمون، عن علم أو من دون ذلك، يناورون في الجبهة التي اختلقتها أميركا.
- مع تكشف الخطط الأميركية الجديدة المحاكة للعراق وتركيز واشنطن على تحجيم الحشد الشعبي في أول خطوة ومن ثم تفكيكه في الخطوات التالية، لم يعد هناك من شك أن هذه الخطط قد سلكت مسالكها التنفيذية بالفعل، هذا في حين أن مساعي واشنطن الأخيرة وحلفاءها في إذكاء الاضطرابات العراقية الأخيرة والتي كانت تهدف لوضع الحشد في مواجهة الشعب العراقي، باء جميعها بالفشل.
- الجهود لتفكيك الحشد وبث التفرقة في أركانه بتصنيفهم إلى "حشد المرجعية" أو أصناف أخرى، وإن يبدو بادىءالأمر أنها نجحت شكليا، لكنها لم تنته بالنتيجة التي كان يتطلع إليها البيت الأبيض. ويبدو أن إخفاق الإجراءات الأميركية هذه قد ساقت واشنطن لكي تجرب حضوضها في تحقيق الأجزاء الأخرى من هذا السيناريو.
- وكان التهجم على قادة الحشد من آخر تفاصيل هذا السيناريو، حيث قيل إنهم زعموا أن عديد قوات الحشد ليس 48 ألفا بل هو 130 ألف عنصر، ويخلص إلى أن قادة الحشد ومن خلال فبركة هذا العدد إنما يستلمون الموازنات المخصصة لهذا العدد ويقسمون الزائد فيما بينهم. وتأتي المساعي لإقناع الآخرين بهذا السيناريو في حين أن الشعب العراقي لم ينس تضحيات الحشد في عمليات تحرير الموصل وحسب، بل أنه بات يعقد الآمال هذه الأيام من أن يتمكن الحشد من كسر شوكة هذا الغول – أي جماعة داعش الإرهابية – الذي أخرج من قمقمه.
- ومن ضمن التفاصيل الأخرى أن الحشد يستلم الميزانية من العراق لكن قواته تقاتل في سوريا.. وهذا بالفعل دليل آخر على وضوح الدول التي تقف خلف هذا السيناريو والهدف الذي تعدو خلفه.
- الحقيقة أن أهم عقبة تقف في وجة الحضور الأميركي في العراق هو الحشد الشعبي، ومن البديهي أن مسلسل سوق الاتهامات لها إنما يهدف بأن تخرج أميركا مما سميت بالمفاوضات الاستراتيجية مع العراق، بأعلى المكتسبات، حيث بات الحشد الشعبي أهم هاجس يؤرق أميركا في الشأن العراقي وأهم عقبة تحول دون الحضور الأميركي في العراق في الظرف الراهن._
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha