لم تنل القومية الشبكية الاهتمام الكافي من وسائل الاعلام برغم انها تعرضت لانتهاكات كبيرة على ايدي تنظيم “داعش” الارهابي، وقد أعلن عن صدور تقرير شامل يعد الاول من نوعه لتوثيق الانتهاكات التي تعرضت لها الاقليات الدينية والقومية في نينوى خاصة الشبك. التقرير اعدته مؤسسة مسارات المختصة بدراسة الاقليات وحوار الاديان، باللغتين العربية والانكليزية، وبحسب الباحث سعد صالح فان “التقرير جاء ليسد فراغا في مجال رصد انتهاكات حقوق الانسان، بحرفية عالية ومنهجية علمية”. يبدأ التقرير بتقديم وصف اثنوغرافي عن الشبك، ويذكر بان “الغالبية العظمى من ابناء هذه الاقلية هجروا منذ أكثر من عام، لينتشروا على خريطة واسعة تمتد من اقليم كردستان العراق الى اقصى جنوب العراق، وقد انقسمت بعض العائلات بين كردستان ووسط أو جنوب العراق”. ويضيف سعد صالح: “التقرير يروي قصصا عن معاناة الشبك في ظل وضع مأساوي، تعرضوا فيه لانتهاكات على مستوى السلطات الادارية والأمنية التابعة للحكومة المركزية وإقليم كردستان”. التقرير الذي حمل عنوان (في مهب الريح .. اقليات العراق بعد تسونامي داعش) يرصد انتهاكات تقييد حق التنقل بين المحافظات بالنسبة للشبك، وهو ما يضع افراد الاقليات أمام خيارات صعبة، الى حد يجبرهم على دفع رشى أو ارتكاب مخالفات قانونية. وتطرق ايضا الى أزمة الفنادق في كربلاء وما اثارته من معاناة لدى النازحين الشبك، مبينا ان البنية التحتية للمحافظات التي نزح اليها الشبك وبقية الاقليات غير مهيأة لاستقبال هذه الاعداد الضخمة، ولم تكن لدى الحكومة الاتحادية أو الحكومات المحلية خطة جاهزة للتعامل مع كارثة انسانية بهذا الحجم. ورصد التقرير حالات “انتشار الجرب وأمراض انتقالية أخرى بين النازحين سرعان ما انتشرت للبقية منهم، فضلا على التعامل معهم بطريقة غير انسانية وتحط من كرامتهم من قبل القائمين على ادارة الفنادق، الى الحد الذي اصبحت فيه الفنادق اشبه بزنازين مكتظة بالنازحين”، ويعدد التقرير بعض الانتهاكات التي تعرض لها النازحون في فنادق كربلاء أبرزها “قطع امدادات الماء والكهرباء وعدم تشغيل المصاعد الكهربائية والحجز القسري للنازحين خلال المناسبات الدينية التي تشهد زيارات مليونية الى المدينة المقدسة لغرض زيارة ضريح الامام الحسين “عليه السلام”. ويتابع الباحث سعد صالح: التقرير اشر حالات تمييز في التعليم ضد الشبك، تتضمن سلوكا تمييزا وتفضيليا على أساس عنصري أحيانا وعلى أساس ديني أحيانا أخرى، مبينا ان التقرير الذي يقع في 144 صفحة بنسخته العربية انتهى الى مجموعة توصيات مهمة. والشبك خليط قومي مذهبي، فهم اقلية تنتمي لقومية مختلفة عن العرب أو الاكراد من جهة، كما انهم منقسمون بين المذهب الشيعي (اغلبية) والمذهب السني، وكانوا يقطنون في مناطق سهل نينوى، شرقي الموصل.