في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط إلى أدنى مستوياته، تشعر المملكة العربية السعودية بالقلق من الدفعة التي يمكن أن تعطيها صفقة إيران وأمريكا النووية لمنافستها الإقليمية الإيرانية في صراع السلطة الاقتصادية من خلال السيطرة على إنتاج النفط.
انخفضت أسعار النفط انخفاضا حاداً مؤخرا، ويتوقع الخبراء من الجمعية الأمريكية للسيارات بأن يستمر انخفاض سعر النفط حتى يصل إلى 15 دولارا للبرميل.
وتتركز المشكلة في أن العالم يُنتج نفطاً أكثر مما يحتاج إليه، خصوصا في ضوء التباطؤ الاقتصادي في الصين. ومع ازدهار سوق الطاقة الأمريكية الذي بدأ العقد الماضي وخلق وفرة في النفط، رفضت "أوبك"، منظّمة الدول المصدرة للبترول، بقيادة المملكة العربية السعودية تخفيض الإنتاج لتحقيق التوازن في السوق.
وأخبر الاقتصادي الأمريكي، ديفيد كوتوك، مراسلي "CNN" أن "تدني أسعار النفط بالإضافة الى ارتفاع الإنتاج إلى أعلى معدل في التاريخ هو أفضل سلاح للسعوديين. حيث ان لديهم احتياطات مالية كافية للبقاء في القيادة لعدة سنوات قادمة." بالمقابل، لا تتمتع إيران بنفس المرونة المالية ولذلك تحتاج لرفع الأسعار لجني الارباح. وأضاف كوتوك بأن "مع انخفاض الأسعار، يحرم السعوديون عدوّهم على الجانب الآخر من الخليج المال. وهذه هي حرب النفط."
وقد أثمرت استراتيجية "أوبك" بالضغط على منافسيها مع ارتفاع تكاليف الإنتاج للخروج من السوق، حيث بدأت تظهر بعض التشققات في سوق انتاج النفط الأمريكي. ولكن تهدد إيران - الحريصة على الاستفادة من صفقتها النووية مع الولايات المتحدة واستعادة مكانتها كقوة بسوق الطاقة العالمية - مكانة السعودية التي تعتبر حاليا القوة الرائدة في انتاج النفط.
حيث وصلت إيران والقوى العالمية بقيادة أمريكا، الى صفقة محتملة تاريخية للحد من أنشطة طهران النووية بمقابل رفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي حدت من التجارة الدولية الإيرانية لسنوات. وحذر خبراء من أن الصفقة يمكن أن تؤدي إلى تدفق جديد للنفط من إيران. وأن البلد لديها حوالي 30 مليون برميل من النفط الخام في المخازن جاهز للبيع، وفقا لحقائق "الطاقة العالمية"، وهي مؤسسة استشارية.