لقد حولت السعودية، اليمن السعيد إلى ساحة لتجارب عسكرية، تستخدم فيها أسلحة خطرة منها اليورانيوم والفسفور والقذائف الفراغية، فتحول كل ما تصل إليه إلى حريق ورماد ودمار.
وقد وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، اتهامات الى السعودية باستخدام أسلحة محرمة دوليا، من ضمنها قنابل عنقودية في الغارات الجوية التي تشنها على اليمن.
ويؤكد العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط أنه "من خلال الصور التي ظهرت فإن الأسلحة التي استخدمت تندرج تحت انواع ثلاثة:
ـ قنابل افراغية يتم استخدامها ضمن المناطق الهائلة.
ـ قنابل مشبعة باليورانيوم.
ـ قنابل فسفور ابيض.
فما هي هذه المواد المستخدمة في هذه الأسلحة وإلى ماذا تؤدي؟
*الفُسفُور
الفُسفُور عنصر كيميائي في الجدول الدوري، يدخل في تركيب كافة الخلايا الحية، وبسبب نشاطه الكيميائي فهو لا يوجد في الطبيعة بشكل حر.
والفسفور المحضر بالتقطير مادة صلبة صفراء اللون شمعية الملمس شديدة القابلية للالتهاب. العداون السعودي على اليمن يتم تحضير الفسفور الأبيض، عن طريق تسخين مزيج من الصخور الفوسفاتية والسيليكا والكوك إلى ما يقارب 1300 درجة سلسيوس في فرن كهربائي، ويمرر البخار الناتج عبر الماء، مما يؤدي إلى تكثف الفسفور البيض والذي يميل قليلا إلى الصفرة، ويتسم بليونته ورائحته التي تشبه رائحة الثوم، وهو سام ويشتعل على درجة 34 درجة سلسيوس، كما انه نشط كيميائيا حيث يتفاعل بسرعة مع كل من الأوكسجين والقلويات والهالوجينات والمعادن والأحماض.
وقد استعمل الفسفور في القرن التاسع عشر من قبل الايرلنديين، كمادة سامة وحارقة للقضاء على الأعداء، وفي عام 1916 صنعت بريطانيا أول قنبلة فسفورية، ثم استخدم إبان الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الأمريكية لإلحاق الضرر بقوات المحور، ثم استخدمته أمريكا أثناء الحرب الفيتنامية، وقد استعمله الجيش الصهيوني في عام 1982 في اجتياحه للبنان، كما استعمله إبان حرب تموز2006 وفي غزة.
وتعتبر القنابل الفسفورية، نوعا من أنواع الأسلحة الكيميائية الخطيرة، حيث يشتعل الفسفور الأبيض لدى تعرضه للهواء وينتج ثالث وخامس أكسيد الفسفور وحرارة كبيرة وانفجار هائل ودخان كثيف، ولدى ملامسته للأفراد، يحدث حروق عميقة وخطيرة في الجلد مع الآم مبرحة وموت كامل للأعضاء المصابة، ومما يزيد من خطورته، قدرته العالية على الذوبان في الدهون والنفاذ السريع إلى داخل جسم المصاب وإكمال تفاعله واحتراقه داخل الجسم.
*اليورانيوم
يعتبر اليورانيوم عنصرا متحللا ذا نشاط إشعاعي واهن، وذلك لأن كل نظائره غير مستقرة في الطبيعة (تتراوح فترة عمر النصف لنظائر اليورانيوم الطبيعية الستة بين 69 سنة و4.5 مليار سنة، بدءا من يورانيوم-233 وحتى يورانيوم-238). أكثر نظائر اليورانيوم شيوعا هو يورانيوم-238 (الذي يحوى 146 نيوترونا ويمثل ما يقرب من 99.3٪ من اليورانيوم المتواجد في الطبيعة) ويورانيوم-235 (الذي يحوي 143 نيوترونا، وهو يمثل 0.7٪ وهى النسبة المتبقية من العنصر الطبيعي). يحتل اليورانيوم المركز الثاني بعد البلوتونيوم في العناصر ذات الكتلة الذرية الأعلى (أو الأثقل وزنا) والتي تواجدت في الطبيعة بصورة ابتدائية.
وتبلغ كثافة اليورانيوم نحو 19.1 جرام /سنتيمتر مكعب في درجة حرارة الغرفة، أي أن مترا مكعبا واحدا من اليورانيوم يزن نحو 19.1 طنا، وهو بذلك أعلى كثافة من الرصاص بحوالي 70٪. يتواجد اليورانيوم طبيعيا في التراب والصخور والماء بتركيزات منخفضة تصل لبضعة أجزاء لكل مليون، ويتم استخلاصه تجاريا من المعادن الحاوية له مثل اليورانينيت.
يستخدم اليورانيوم في الأعمال العسكرية في ما يسمى بالقاذفات الخارقة حيث يتم استعمال اليورانيوم المستنزف الذي يستطيع تدمير الأهداف المدرعة عند السرعات العالية. لهذه الشظايا اثر سلبي على البيئة والإنسان، ويتم استخدامه من قبل العدوان السعودي على اليمن.
*القنبلة الفراغية
القنبلة الفراغية هي الأقوى من نوعها في العالم . تصنّعها كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وتسمى بالقنبلة الحرارية الضغطية (Thermobaric) لكونها تحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق متساميا بسرعة فائقة متحولا إلى غاز أو رذاذ ملتهب يتفجر صاعدا إلى الأعلى مسببا تخلخلا هائلا في الضغط في موقع الانفجار.
وقد سميت هذه القنبلة أيضا بالقنبلة الفراغية لما تولده من ضغط سلبي (تفريغ) في موقع الانفجار يدوم لبعض أجزاء من الثانية، وقوة هذه القنبلة تسبب تفريغا في البداية يعقبه هجوم للضغط الجوي من جميع الجهات لتعويض الضغط السلبي الناجم عن الانفجار مما يؤدي إلى تدمير مضاعف بالمنطقة المحيطة بالهدف.
وعلى عكس القنابل التقليدية، التي تؤدي بسبب تعاظم الضغط الانفجاري الإيجابي في منطقة الهدف إلى تدمير السطوح والمواقع المواجهة للقنبلة فقط دون تأثير يذكر على الجزء الخلفي من الهدف، تعمل القنبلة الفراغية على تدمير الهدف من جميع الجهات وليس فقط من الجهة المقابلة للقنبلة.
وتحدث القنبلة الفراغية عند انفجارها غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو ثلاثة آلاف درجة مئوية، فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية.
دون أدنى شك أن السعودية ترتكب في استخدامها لهذه المواد جرائم ومجازر بحق المدنيين اليمنيين، وتنتهك القانون الدولي، وذلك لأن هذه الأسلحة محرمة دولياً، وفق ما يشير الدكتور أمين حطيط إلى سببين:
1 ـ أنها تؤدي إلى قتل جماعي دون حصر الهدف في منطقة معينة.
2ـ أنها تمتلك قوة تدميرية هائلة، والاثار التي تبقى في الارض تؤثر بشكل مستدام ولفترة طويلة؟
يؤدي استخدام هذه الأسلحة إلى ارتكاب جرائم دولية، وقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الغارات السعودية ترقى لجريمة حرب، وهنا يشير حطيط إلى أنه إذا "عرضنا الاعمال العسكرية التي قامت بها السعودية ضد اليمن نرى انها ارتكبت جرائم يلاحق عليها وفق القانون الدولي العام ووفقاً لاتفاقية جنيف والمحكمة الجنائية الدولية".
ويؤكد حطيط أن الجرائم التي تقوم بها السعودية هي ثلاثية:
1ـ جريمة عدوان
2ـ جريمة الإبادة الجماعية
3ـ جريمة استخدام اسلحة محرمة دولياً
ويوضح حطيط أن "استهداف المدنيين بشكل يؤدي إلى ايذائهم وقتلهم عمداً وتهجيرهم هي جرائم حرب وضد الانسانية وكلها يعاقب عليها في احكام القانون الدولي"، مؤكداً أن "هذه الجرائم لا تسقط بمرور الزمن كما أن مرتكبيها يلاحقون بتهمة مجرم حرب".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha