بغداد ـ عادل الجبوري
أثارت المشاركة المفاجئة لطيران التحالف الدولي في العمليات العسكرية الأخيرة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي تمثل المرحلة النهائية لتحرير محافظة صلاح الدين، تساؤلات واستفهامات عديدة، وولدت ردود فعل سلبية لدى قوات الحشد الشعبي وأوساط سياسية وشعبية مختلفة.
وهذه التساؤلات والاستفهامات، طرحت بسبب الموقف السلبي للولايات المتحدة الأميركية التي تقود التحالف الدولي حيال الحشد الشعبي، ورفضها تقديم أي دعم وإسناد في الحرب ضد "داعش"، ما دامت قوات الحشد الشعبي تشارك في العمليات العسكرية، وكذلك لأن المشاركة الأميركية - الدولية جاءت بعد اقتراب اكتمال تحرير محافظة صلاح الدين من عصابات داعش.
وعزوف واشنطن في البداية عن تقديم الدعم والإسناد، كان بمثابة محاولة واضحة ومكشوفة لمنع قوات الجيش والحشد وأبناء العشائر من تحقيق الانتصار على داعش، وهي كانت تراهن على أن عدم مشاركتها سيحول دون حصول أي تقدم ميداني، ولأن الوقائع على الارض اثبتت خطأ حساباتها وتقديراتها، فإنها عمدت الى التدخل في المرحلة الأخيرة لسرقة الانتصار على "داعش" من العراقيين وتسجيل ماركة الانتصار باسمها، وحتى تكون زمام الامور بأيديها في نهاية المطاف لا بأيدي قوات الجيش والحشد الشعبي، في الوقت نفسه، لا تريد الولايات المتحدة القضاء على داعش نهائيا، وانما تسعى الى الاكتفاء بتحجيمه وإبقائه ورقة تلعب وتناور بها.
وتزامنت المشاركة الاميركية، مع تصريحات سيئة ضد الحشد الشعبي أدلى بها قائد القوات الأميركية السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، بقوله ان "ميليشيات" الحشد الشعبي أخطر من تنظيم "داعش".
وكان من بين ردود الأفعال السلبية على دخول طيران التحالف الدولي على الخط، إعلان بعض تشكيلات الحشد الشعبي كعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، تجميد نشاطاتها، الى جانب تهديد تشكيلات أخرى باتخاذ الخطوة نفسها في حال لم يتوقف الطيران الدولي عن محاولاته مصادرة الانتصارات والإنجازات المتحققة لصالحه.
وحجة المعترضين - بصرف النظر فيما اذا كانت الحكومة العراقية قد طلبت الدعم والإسناد من التحالف الدولي ام لا - تتمثل في أن كل الانتصارات التي تحققت خلال الشهور القلائل الماضية كانت بفضل القوات الحكومية والحشد وأبناء العشائر، ولم تشارك قوات التحالف أبدا بها، بل يوجد أدلة وشواهد على أن الولايات المتحدة من خلال طائراتها زودت عصابات داعش بأسلحة وأعتدة ومؤن غذائية في عدة مناطق، وقصفت مواقع للجيش والحشد الشعبي، وأقرت هي نفسها بذلك، بيد أنها ادعت حصول ذلك عن طريق الخطأ.
الى جانب ذلك، فإن واشنطن شنت حملة سياسية وإعلامية منظمة ضد الحشد الشعبي، واتهمته بارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين في المناطق المحررة من تنظيم "داعش"، دون أن تستطيع إثبات ما حصل بالأدلة المقنعة التي يعتد بها .
ووفقا لمصادر أمنية حكومية وأوساط من الحشد الشعبي، فإن قوات الجيش والحشد نجحت حتى الان في تحرير حوالي 90% م من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
وفي هذا السياق يؤكد قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر انه تم تحرير 137 قرية وقضاء وناحية من سيطرة عصابات "داعش" في تكريت والأنبار من قبل القوات العراقية وبدون أي مشاركة من قبل قوات التحالف الدولي.
ويضيف قائلا "إن سماء العراق مسيطر عليها من قبل طيران الجيش والقوة الجوية العراقية، ولم أشاهد طيران التحالف الدولي ينفذ ضربات جوية في تكريت ولكنني سمعت بذلك".
من جانبها، تؤكد اللجنة الأمنية بمجلس محافظة صلاح الدين "ان تدخل قوات التحالف الدولي في عمليات تحرير صلاح الدين سبب إرباكا في العمليات، علما ان تحرير المدينة بالكامل من عصابات داعش سيكتمل خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما اتهم رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي حاكم الزاملي الولايات المتحدة الاميركية بمحاولة تهريب أكثر من خمسمائة عنصر داعشي ما زالوا محاصرين في تكريت.
15/5/150401
https://telegram.me/buratha