أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، أنها أدرجت رسميًا عدة جماعات محلية وإقليمية وعالمية على لائحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإماراتية أو ما يعرف بـ "جمعية الإصلاح" كما أدرجت تنظيمات عراقية من بينها منظمة بدر وكتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود.
المفارقة أن المنظمات العراقية التي وضعتها الإمارات على لائحة الإرهاب تقاتل تنظيم داعش، تحت عنوان رسمي عراقي، هو الحشد الشعبي، وأن هذه المنظمات تعمل تحت قيادة الحكومة العراقية، وأنها ما نزلت الى ميدان المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي، إلا إستجابة لفتوى المرجعية الدينية العليا، بالجهاد ضد الإرهاب الذي أحتل أراض عراقية واسعة، مع العرض أن دور المرجعية الدينية وتوجيهاتها مؤطرة بنصوص دستورية، وان دستور العراق الذي ينص على دور المرجعية، وعلى دور التنظيمات التي قارعت نظام صدام، ومن بينها منظمة بدر، مودع لدى منظمة الأمم المتحدة كوثيقة قانونية رسمية عراقية.
اللافت ان القائمة الإماراتية، وضعت الفصائل الإسلامية الشيعية التي قاومت الاحتلا،ل الى جانب التنظيمات الإجرامية التي تبيح دماء المسلمين، وتستهدف المجتمعات المدنية العربية والإسلامية، مثل تنظيم داعش الإرهابي، وفروع تنظيم القاعدة الإجرامي وغيرها، وهذا يكشف بجلاء الدوافع الطائفية التي تقف وراء القرار الإماراتي..!
كما يكشف حقيقة مهمة جدا، وهي أن القرار الأماراتي يأتي نجدة لداعش وليس ضدها، كما يبدو ذلك بوضوح، من ظاهر القرار، فداعش منيت وتمنى كل يوم على أيدي العراقيين بهزائم متلاحقة، ومن بين الذين يصنعون الإنتصار كل لحظة، أولئك الذين وضعهم خلفان، قائد شرطة الإمارات المثير للجدل، في قائمته البائسة.
لا أشك بأننا سنرى من الإمارات، ما لم يكن في الحسبان، وستكون موئلاً خصباً للماسونية ووكيل شرعي متحدث عنها في الخليج..لذلك فإن هذه القائمة تدل على قرب تخلي الماسونية عن أوراقها، ومنهم القرضاوي الذي سينقلب على أتباعه عما قريب، ويظهر تبعيته التي كانت خافية عن الجميع..في المرحلة القادمة الماسونية ستحرق أوراقها..فهم لا يستطيعون تحديد رغبتهم، في الدخول لدورة المياه لقضاء الحاجة!
متخذ القرار الإماراتي لا يعي خطورة ما يفعل، فتصنيف مثل هذه المنظمات والهيئات المعروفة باعتدالها، ومقاومتها للتطرف كمنظمات إرهابية، سيشكل قوة ودعما للفكر المتطرف وللتنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي.
في التفاصيل أيضا؛شمل القرار كذلك أكثر من 20 تنظيمًا سوريًا مسلحًا، وعدة تنظيمات ليبية مسلحة، ومن بين المنظمات التي شملها قرار التصنيف الإماراتي، عدة جمعيات إسلامية في الغرب وهيئات إغاثية تعمل حول العال،م في أسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوي..
الخطوة الإماراتية ليست جديدة ولا مستغربة، بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين بوضعها على رأس تلك القائمة، حيث إن الإمارات قد شنت هجمة أمنية سابقة، على تنظيم الإخوان في الإمارات مطلع عام 2013، اعتقلت على إثرها عدد من أفراد تنظيم الإخوان بالإمارات، المتمثل في جمعية الإصلاح وعدد آخر من المصريين المقيمين بها، وذلك بدعوى الاشتراك في تنظيم سري يعمل على تقويض الدولة، سارت السعودية على نهج حليفها الخليجي في حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها، وتجريم الانتماء إليها وذلك في شهر آذار الماضي، وقد سبقت مصر في هذا الأمر منذ ديسمبر الماضي، في موقف أشبه بدعم الأنظمة السابقة التي ثارت عليها الشعوب في بلدانها بالانتقام من كل من شارك بوصفه "إرهابيًا".
الخطوة الإماراتية غير مفهومة،ولا تجد لها تبرير منطقي، فيما يتعلق بالتنظيمات العراقية الشيعية، إلا أللهم أنها تأتي في إطار اللعبة الأمريكية، التي يتحرك وفق خيوطها، كل الذين ربطوا مصيرهم بالقرار الأمريكي، هذا القرار الذي ثبت وبما لا يقبل الشك، انه قرار غبي في أهون وصف، فأمريكا التي أنشأت داعش وأخواتها وأمهاتها، لا تعرف أين تضع قدمها، وها هي تحاول تهويل أمر داعش، وتصفه بأنه قوي ولا يمكن قهره بسهولة،كي تعود لإحتلال العراق مجددا، مع أنه يتلقى الهزيمة تلو الهزيمة، على أيدي من وضعتهم الإمارات على قائمتها البائسة!
*المحرر السياسي لجريدة البينة البغدادية
20/5/141120
https://telegram.me/buratha