د.نجيبة مطهر
من صنع تنظيم داعش لايمكن محاربته والقضاء عليه ، هناك جملة من التحديات الراهنة التي تواجه الدول العربية والإسلامية في مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي ينشره الإرهابيون التكفيريين الذين يعيثون قتلاً وخراباً ويدمّرون الإرث التاريخي والحضاري للشعوب فزيف هذه الدول في حربها ضد الارهاب التي صنعته وغذته انما هو كذبه يكذبون بها على من يمولهم وما اعترفت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، قبل سنوات بأن أمريكا هي مَنْ صنعت تنظيم «القاعدة» بجلبه من السعودية، واليوم أيضاً تعترف كلينتون نفسها في مذكراتها الصادرة في كتاب «خيارات صعبة» بأن أمريكا نفسها هي أيضاً منْ صنعت «داعش»، كما قالت كلنتون «كنت قد زرت «112» دولة حول العالم، وتّم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بالدولة الإسلامية «داعش» حال إعلانها فوراً، وفجأة تحطّم كل شيء، علماً بأن الاتفاق على إعلان «الدولة الإسلامية» كان يوم 5/7/2013، وكنا ننتظر الإعلان كي نعترف نحن وأوروبا بها فوراً».
وما كشفه أوباما من الخطة الامريكية العسكرية، التي تتمثل في حماية المصالح أولاً، وضرب التنظيم الذي أنشأته أمريكا ثانياً؟ لم يختلف على ماجاء في المناظرة الرئاسية التي كانت في عام 2012م والتي جرت بين أوباما ورومني، عندما تم الكشف صراحة أن الهدف الأقصى هو تدمير سورية ودعم المتمردين فيها وأعلن أن الدول المتعاونة مع أمريكا في المؤامرة على سورية، هي: تركيا، قطر، السعودية، واسرائيل الذين يشكلون أقوى تحالف إقليمي ودولي وهذا التحالف لايحمل في جوهره وحقيقته سوى نفاق دولي واضح لتحويله إلى تحالف للتدخل في شؤون الدول وقراراتها وسيادتها بذريعة محاربة الإرهاب، و تحقيقاً لأهداف عواصم الغرب الكبرى. أما تحالفهم مع دول الخليج فينحصر في الدعم والتمويل سواء لتصنيع جماعات الإرهاب أم لمحاربتها المزعومة، وفي الحالتين تقوم دول الخليج بالدفع وما تقوم به تركيا من تركها الآلاف من هؤلاء يسرحون ويمرحون على أراضيها من دون أن تحرّك ساكناً تجاههم وما التمثيلية التي جاءت بها تركيا انها افرجت عن العديد من مسجوني داعش مقابل الافراج عن مختطفين هي مسرحية مفضوحة ومثلها ما تقوم به السعودية التي تمول الارهاب تتطلب استصدار قرار من مجلس الجامعة العربية المنتهي صلاحيته تحت مسمّى «استراتيجية مواجهة داعش» كما أن الاستراتيجية السعودية- تدعو إلى التعاون مع أمريكا ودول أوروبية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي رعته السعودية نفسها وغذته بأموالها، ودعمته تركيا وقطر، خشية ارتداده عليهم.
وهذه الاستراتيجية التي تهدف الى ملء الفراغ الأمني، وذريعةً للتدخل ضد الدولة السورية ومحاولة تقسيم كلّ من سورية والعراق،
بينما الإرهاب يضرب في سورية منذ ما يقارب السنوات الأربع دون أن تحرك دول الغرب ساكناً، لأن ذلك لايهمة، بل الذي يهمه أن تبقى أوطاننا مبعثرة ومجزأة، وعندما استشعر الغرب الخطر من الارهاب التي صنعته وأعطاه وسائل الحياة والقوة والحماية جميعها اراد كما يقول انه يحارب الارهاب ولم يلتفتوا الى ما كانت سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف تؤكد أن مكافحة الإرهاب أولوية عظمى لها لانه خطرالارهاب سيتمدّد ليهدّد المجتمع الدولي لذلك سورية مع ضرب هذا التنظيم الإرهابي بقوة، ودكّ معاقله، واشترطت سورية الاتي :
اولا: أن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق معها
ثانيا: احترام سيادتها وقرارها
ثالثا : تنفيذالقرار «1278» بشأن تجفيف منابع الإرهاب، ووقف دعمه وتمويله، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى سورية والعراق، ومحاسبة كل مَنْ يقف وراء تمويل الإرهاب وتسهيله وتشجيعه، وفتح الحدود أمام المتتطرفين
الان الرفض من امريكا كان هو الرد في هذه المطالب يعني كان هناك عدم الجدية من امريكا وحلفائها في محاربة الارهاب من جهة، والرغبة في المناورة والالتفاف على قرار مجلس الأمن للتدخل في السيادة السورية بحجة أن الدولة السورية تعارض تدخل تلك القوى وقيامها بواجبها الدولي لمحاربة خطر تمدد الإرهاب، في الوقت الذي أعلنت فيه سورية مراراً وآخرها ماقاله السيد وليد المعلم وزير الخارجية السورية من أن سورية مستعدة للتعاون الإقليمي والدولي في إطار احترام السيادة الوطنية والتنسيق مع الحكومة السورية، سواء أكان هذا التعاون في إطار جماعي أو ثنائي لان جوهر الصراع الأساسي في شرقنا العربي هو بين المشروع القومي العربي المقاوم والمشروع الصهيو أمريكي الذي يلبس اليوم لبوس صراعات مذهبية طائفية مزعومة بأدوات داعشية وحشية للوصول إلى تدمير الدولة السورية وإخراجها نهائياً من معادلة الصراع، فمعيار صدقية محاربة الإرهاب ومرجعيته الأساس ليست قرارات مجلس الأمن، بل الواقع الميداني والممارسة الفعلية الواضحة دون لبس أو تضليل والتي حددتها سورية في التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي، لذلك هم استخدموا اكاذيب عديدة للدخول الى سورية وتدمير البنى التحتية فقد جائوا ذريعة “كيماوي الغوطة” التي صنعتها أمريكا عبر أدواتها لتتخذ منها ذريعة لتبرير عدوانها, ففشلت ذريعة الكيماوي في استقطاب التدخل وقبلها جائوا بذريعة صنع أسلحة الدمار الشامل التي اتخذتها إدارة بوش الابن ذريعة لشن الحرب على العراق عام 2003.
والان جائوا“بداعش” لتستخدم كذريعة من قبل صانعيها, للتدخل في سورية وكأنّ “داعش” باتت خطراً يدق أبواب واشنطن واعطوها حجماً أكبر من حجمها, وصورة أكبر من صورتها, ووزناً أكبر من وزنها.“تحدثوا عن داعش” وكأنها “دولة”, وسورية وبحمدالله مازالت قوية بشعبها وبرجالها وبقواتها المسلحة وبقيادة اختارها الشعب لذلك من يصنع الارهاب لايمكن ان يحاربة
20/5/141009
https://telegram.me/buratha