تركيا لم تدفع فدية..!..لكنها دفعت موقف! تركيا لم تدفع فدية..!..لكنها دفعت 94 دبابة وكمية كبيرة من الذخائر! الرهائن نقلوا من الموصل الى تركيا عبر سوريا بالبر برحلة 500 كيلومتر
تحتاج تركيا الى رؤية واحدة متماسكة ومقنعة عن تفاصيل عملية إطلاق رهائنها الـ49 الذين اختطفتهم "داعش" في العاشر من حزيران الماضي، في حين نفذت جرائم بالرهائن الاميركية والجنود اللبنانيين الشهداء.
رجب طيب اردوغان تحدث عن "عملية إنقاذ نفذتها القوات الخاصة"، وأحمد داود اوغلو اعتذر عن عدم كشف تفاصيل العملية، موحياً بأنه لم يتم دفع اي فدية وان الاستخبارات التركية حاولت ست مرات سابقاً تحرير المخطوفين لكنها فشلت، في حين منعت الحكومة هذه الرهائن من الإدلاء بأي تصريح !
كشفت الغطاء عن تعاون تركي عميق مع «داعش»، فقد كشفت صحيفة «جمهورييت» أن القنصل التركي في الموصل كتب إلى وزارة الخارجية قبل 4 أيام منبها من أن الأوضاع في المدينة تتجه إلى الأسوأ، في ظل الحديث عن تقدّم حثيث لتنظيم «داعش» بات يثير القلق، ولكن جواب الخارجية شكّل مفاجأة بقوله «إن داعش ليس خصما لنا» وقد أكّد بولند ارينج هذه الرواية موضحا أن المخابرات التركية كانت على علم بما يحضّر للموصل، وأنه سبق لـ«داعش» أن حصل على 5 ملايين دولار في مقابل الإفراج عن 31 من سائقي الشاحنات التركية كان قد احتجزهم في نينوى!
الرواية التي أجمعت عليها التصريحات أن إردوغان وافق على عملية مقايضة معيبة عندما قدّم 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر في مقابل الإفراج عن 49 رهينة تركية كانوا محتجزين منذ 10 يونيو (حزيران) الماضي، وتبيّن أيضا أن المفاوضات التركية مع «داعش» أدت إلى إفراج أنقرة عن القيادي البارز في هذا التنظيم وهو الشيشاني المدعو شندريم رمضاني الذي يحمل جواز سفر سويسريا، وكان قد اعتقل في أضنة بعد دخوله من سوريا واشتباكه مع القوات التركية حيث قتل 3 منهم!
أمام طوفان الاتهامات التي ساقتها الصحف التركية والعالمية لإردوغان، وبعد بث شريط مصوّر يظهر فيه قطار تركي يحمل دبابات وذخائر قيل إنها أرسلت إلى «داعش»، لم يتردد إردوغان في القول: «وحتى وإن حصلت مقايضة المهم بالنسبة لنا هو إطلاق سراح الرهائن»!
لا معنى للحديث عن عملية نفذتها القوات الخاصة، والدليل ان الرهائن نقلت في السيارات من الموصل الى تركيا عبر سوريا اي مسافة 500 كيلومتر وربما بمواكبة "داعشية"، ولا معنى للحديث عن المحاولات الفاشلة لتحريرها لأن "داعش" لم ترد بأي عملية ذبح او تصفية.
هناك انباء تقول ان تركيا قدمت لـ"داعش" 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر بعدما عقد اردوغان صفقة مع "داعش" بأن يرفض الإنضمام الى التحالف الدولي مقابل اطلاق الرهائن. عموماً العملية معقدة ولا تتصل بالرهائن بل بحسابات نسجتها انقرة مع العشائر السنّية في الأنبار منذ انتفاضتها قبل عشرة اعوام. وفي هذا السياق يبدو ان الإستخبارات التركية انخرطت في مفاوضات مع بعثيين سابقين وعناصر من العشائر رتّبوا مقايضة الدبابات بالرهائن!
إضافة الى ذلك يجب التركيز على عناصر يمكن ان تشكّل هامشاً من الخاصية بين انقرة و"داعش". فالسفير الاميركي السابق في تركيا فرنسيس ريكياردوني يجزم بأن تركيا تدعم "القاعدة" و"النصرة"، وثمة تساؤلات عن سبب تجاهل القنصل التركي تحذيرات تلقاها قبل اجتياح "داعش" الموصل والقنصلية بثلاثة ايام، ثم لماذا رفضت تركيا عرض قوات البشمركة تحرير الرهائن واعتبرت الأمر محرجاً على خلفية الحساسية حيال المسألة الكردية؟
ولا يتوقف البعض عن طرح الاسئلة المحرجة: كيف ولماذا كانت تركيا البوابة الأساسية لعبور عناصر التطرف الى سوريا، ولماذا يستمر التغاضي عن مئات الشاحنات التي تنقل النفط السوري من "داعش" الى تجار أتراك، ولماذا تقاعست انقرة عن دعم اربيل في حين سارعت طهران الى تسليحهم؟
في الحسابات الخلفية التركية تطرح تساؤلات عميقة عن مرحلة ما بعد "داعش": هل يمكن ان يصبّ الأمر في خانة النظام السوري بضغط من الروس والايرانيين، وهل يصب في المصلحة الكردية على خلفية إعادة ترتيب البيت العراقي؟ في انتظار اتّضاح الصورة استعادت تركيا رهائنها من "داعش" ورفضت توقيع "اتفاق جدة"، مكتفية بإرضاء واشنطن عبر تقديم دعم لوجستي على خطي: بطمان - اربيل في العراق ونصيبين - القامشلي في سوريا!
25/5/141001
https://telegram.me/buratha