التقارير

ناجون من مجزرة سبايكر: كنّا (4000) مجنّد أعزل وقعنا في قبضة عصابات داعش

33489 16:54:04 2014-09-07

لا أحد يثير الشك في الحقيقة المفزعة التي مؤداها أن مجندي الجيش العراقي اقتيدوا إلى خارج قاعدتهم لا يحملون سلاحا وقتلوا بالمئات برصاص ارهابيي داعش ودفنوا في مقابر جماعية في عمل تفاخر به مؤيدو التنظيم على الإنترنت. 

كانت مذبحة مجنّدي الجيش خارج قاعدة سبايكر في يونيو/ حزيران لا سابق لها حتى بمقاييس عشر سنوات من الحرب الطائفية في العراق. وفجرت حالة من الذعر في البلاد وبعثت برسالة للعالم مفادها أن مقاتلي هذا التنظيم السني هم عدو من نوع جديد يصر ليس فحسب على الاستيلاء على الأرض والاحتفاظ بها وإنما أيضا على القضاء على أعدائه من الطوائف الأخرى عندما يسقطون في أيدي مقاتليه. 

ويرى الناجون من المذبحة وأقارب الشهداء أن القتلة أنفسهم ليسوا الجاني الوحيد .فهم يلومون أيضا الحكومة وزعماء القبائل في محافظة صلاح الدين قائلين إنهم وعدوا المجندين بممر آمن من القاعدة إلى الجنوب لكن سمحوا باقتيادهم إلى حتفهم. 

ويشكك مسؤولو الحكومة في هذه الروايات ويقولون إنه لم يكن هناك وعد بممر آمن وإن المجندين الذين لم يكونوا يحملون سلاحا تركوا القاعدة الآمنة رغم أوامر صدرت لهم بالبقاء.  لكن بعد مرور أكثر من شهرين على المذبحة فإن التقاعس عن تقديم صورة واضحة لما حدث أو حتى سجل بالضحايا يتسبب في تقويض الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة يمكن أن توحد البلاد. 

وقال الجندي حسن خليل، الذي أفلت من القتل بعد أن مثل دور ميت بأن دفن نفسه تحت جثة “قادتنا هم السبب وراء أعمال القتل… أجبرونا على ترك سبايكر.” 

وقال لرويترز في منزله بمدينة الديوانية، التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة جنوبي بغداد “قادتنا أكدوا لنا أن الطريق آمن وأن القبائل تحرسه وطلبوا منا ألا نرتدي الزي العسكري.. باعونا للدولة الإسلامية.” 

بدوره قال محمد حمود، وهو ناج آخر عاد إلى الديوانية، إنه يلوم “كل من قبائل صلاح الدين وقادتنا العسكريين.”، وأضاف “لو كان معنا سلاح لما كان أحد قد استطاع أن يستولي على سبايكر أو تكريت أو كل الأماكن القريبة منها. كنا أربعة آلاف ولم يكن ممكنا أن تواجهنا قوة. لكن تم بيعنا وخداعنا.” 

وتوجه أكثر من مئة من أقارب المفقودين إلى بغداد قبل أيام واقتحموا البرلمان غضبا من تقاعس الحكومة عن إبلاغهم بمصير أقاربهم. 
أعطونا جثثهم : أخذ أقارب الضحايا يحطمون ما استطاعوا في مبنى البرلمان وضربوا كل من اعتقدوا أنه نائب ورددوا هتافات تتهم المسؤولين والمشرعين بأنهم لصوص وأنهم باعوا أبناءهم في صلاح الدين. 

وقال رجل يدعى ابنه عقيل (26 عاما) وهو مفقود “نحن نسأل الحكومة والبرلمان ورئيس الوزراء المنتهية ولايته… كل مسؤول نافذ.. أين أولادنا؟ إذا كانوا أحياء قولوا لنا. إذا كانوا قد ماتوا أعطونا جثثهم.” 

وفي غضون يوم من الاستيلاء على الموصل زحف ارهابيو داعش نحو تكريت مدينة الدكتاتور صدام حسين عبر وادي نهر الفرات واستولوا على المدينة سريعا من غير قتال تقريبا.  وعلى مشارف المدينة وجد آلاف الجنود العراقيين أنفسهم محاصرين داخل القاعدة الجوية التي تعرف بقاعدة سبايكر. 

وكان حمود ضمن مجموعة من 1500 مجند جدد أنهوا تدريبهم الأساسي. وعندما وردت أنباء زحف داعش الارهابي في الشمال تم إرسال المجندين إلى قاعدة سبايكر لإعادة التجمع فيها. 

ولم يكن المجندون مثل حمود تسلموا بنادق بعد. وعندما وصلوا إلى سبايكر بحثوا في مخازنها عن أسلحة لكنهم وجدوا المخازن خاوية وأدركوا أنهم سيكونون بغير سلاح عندما يصل ارهابيو داعش . ويتركز كثير من الجدل على الدور الذي لعبه اللواء الركن علي الفريجي – وهو قائد عمليات صلاح الدين- ومساعدوه. 

وبحسب خليل وحمود وجندي ثالث تحدث إلى رويترز أيضا، فقد أبلغ الفريجي ومساعدوه من الضباط المجندين أنهم نالوا إجازة لمدة 15 يوما. وأوضح المجندون إنه بعد فشل جهود لإجلاء القوات من القاعدة بقافلة سيارات أو بالجو أعلن الفريجي أنه تم التوصل لاتفاق يسمح لهم بممر آمن إلى سامراء إلى الجنوب. 

ورأى المجندون الفريجي لآخر مرة صباح يوم المذبحة. وذكر التلفزيون الرسمي أن الفريجي بقي في منطقة تكريت وكان يقود القتال في موقع آخر. 
ويقول الفريجي إن الوصف الذي يقدمه المجندون الناجون وأقارب الضحايا غير دقيق: المجندون لم يتلقوا أي عرض بممر آمن ولم يطلب منهم أحد على الإطلاق أن يتركوا القاعدة. وقال أمام مجلس النواب إن الحكومة أرسلت قوات خاصة إلى المنطقة لحماية المحاصرين لكن المجندين خرجوا من القاعدة عنوة. 

إجابات واضحة : 
في 12 يونيو/ حزيران دخل رجال القبائل القاعدة لإخراج المجندين ،وكان أغلب المجندين خائفين بحسب حمود الذي قال “القبائل طمأنتنا بأننا تحت حمايتها وأننا ذاهبون إلى سامراء.”

اصطف المجندون في طابور طويل خارج القاعدة. وساروا على الطريق السريع إلى تكريت. وأمام الجامعة في تكريت صدرت الأوامر للجنود بأن يرقدوا ووجوههم إلى الأرض ووضعت القيود في أيديهم. وقال حمود “كل من حاول أن يتحرك أو رفع رأسه أطلقت عليه النار.” 
وجرى تسليم الجنود لمقاتلي الدولة الإسلامية الذين قادوهم لمسافة 20 كيلومترا إلى أرض قصر صدام القديم حيث وضعت عصابات على أعينهم وأعدموا. 

وبقي حمود في قبضة ارهابيي داعش 11 يوما استطاع خلالها إقناعهم بأنه سني. لكنه رأى شقيقه ومئات آخرين يقتادون إلى خارج مكان احتجازهم ليقتلوا. 

وقال تنظيم داعش الارهابي الذي نشر شرائط فيديو وصوراً للمقابر الجماعية إنه قتل 1700 جندي. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها وثقت مقتل ما بين 560 و770 جنديا من خلال صور التقطت بالأقمار الاصطناعية ومن خلال صور وشرائط فيديو تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت. وقالت المنظمة إنها تعتقد أن عدد القتلى أكبر من ذلك. 

وتقول المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن 3000 جندي اقتيدوا من قاعدة سبايكر. ووعد القادة السياسيون بإجراء تحقيق لكن أقارب الضحايا يقولون إنهم لا يثقون بأن النخبة السياسية ستقدم وصفا حقيقيا للأحداث قد يظهر المسؤولين وزعماء القبائل بأنهم غير أكفاء في أحسن الأحوال أو متواطئون في القتل الجماعي في أسوئها. 

ولدى الحكومة العراقية قائمة طويلة من التحقيقات في قضايا ثار حولها الجدل لكن التحقيقات ظلت طي الملفات. ويقول موفق الربيعي النائب حاليا ومستشار الأمن الوطني سابقا “لا أحد يقول حقيقة ما يجري. الأسر تحتاج إلى إجابات واضحة.” وأضاف “صعب جدا أن نعبر الهوة بين الرؤيتين في هذه القصة.” 

وبالنسبة لحمود الذي لا يزال يعاني من جروح نفسية لحقت به من المحنة تبدو أيامه ضربا من الأحلام. يقول “لا أزال أفكر: هل كان هذا حلما أم حقيقة؟ هل ما زلت حقا على قيد الحياة؟”.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك