التقارير

فضيحة العرب ..."ربيعهم" يفتك بفلسطين .

1425 09:17:20 2014-07-21

بقلم صبيح صعب

ثمة تواطؤاً في المسألة من اجل الخلاص من شيء اسمه القضية الفلسطينية، فإن الارجح ان العرب يعانون اليوم حال اندثار تفوق حال العجز التي كانوا يتهمون بها عندما كانوا لا يحركون ساكنا اذا تمادت اسرائيل في ممارساتها ضد الفلسطينيين من الاحتلال الى الاستيطان الى القتل اليومي والاعتقالات.

تثبت الحرب الاسرائيلية على غزة ان الدول العربية فقدت حتى القدرة على الاعتراض ولو شكلاً على الاعمال العدوانية لإسرائيل. هكذا تبين من الاجتماع الهزيل لمجلس الجامعة العربية في القاهرة الاحد.

واذا كان من غير المستحسن الذهاب بعيداً في القول بأن ثمة تواطؤاً في المسألة من اجل الخلاص من شيء اسمه القضية الفلسطينية، فإن الارجح ان العرب يعانون اليوم حال اندثار تفوق حال العجز التي كانوا يتهمون بها عندما كانوا لا يحركون ساكنا اذا تمادت اسرائيل في ممارساتها ضد الفلسطينيين من الاحتلال الى الاستيطان الى القتل اليومي والاعتقالات.

لكن الفضيحة التي يعيشها العرب اليوم تتمثل في ان من هلّل لما سمي "الربيع العربي" وقال إن المنطقة بدأت عصرا جديدا معه، كان يرى هذا اليوم امامه.

فجردة بسيطة لـ"منجزات" هذا "الربيع" تظهر بوضوح لماذا العرب هم اليوم بهذه الحال المزرية والمعيبة امام امم الارض. ذلك ان"الربيع" انتج حروبا داخلية وجعل الجيوش المصرية والسورية والعراقية تقاتل اليوم ما يطلق عليه الجهاديين الآتين من كل اصقاع الارض ليقيموا "الخلافة" فيما مهمتهم الحقيقية هي تدمير سوريا ومصر والعراق كبرى الدول العربية التي كان يعول عليها في مساندة الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل.

اليوم سوريا ومصر والعراق تخوض حروبا داخلية. والجهاديون لا يستنزفون الدول فحسب، بل يستنزفون المقاومة اللبنانية التي قاتلت اسرائيل.

فهل كل ذلك محض مصادفة ام ان مخترعي "الربيع" كانوا اكثر ادراكا للحقيقة التي يلمسها العرب اليوم؟

يوم نشبت احداث سوريا كانت الجامعة العربية في حال انعقاد دائم من اجل فرض العقوبات على دمشق ومن اجل طلب حماية دولية للشعب السوري في اشارة ضمنية الى وجوب التدخل العسكري الخارجي على غرار ما جرى في ليبيا.

وكان العرب يضغطون في مجلس الامن كي يتحرك المجلس من اجل فرض عقوبات على دمشق واقرار التدخل الخارجي. كل هذا لا وجود له في حال الحرب الاسرائيلية على غزة اليوم.

والسبب الرئيسي الذي أوصل الى الوضع المأسوي الذي يعيشه العرب، هو ان "الربيع" انهكهم أكثر مما كانوا منهكين وشرذمهم أكثر مما كانوا مشرذمين وأوجد بيئة مثالية لاسرائيل كي تصفي القضية الفلسطينية بالطريقة الاسهل وأمام أعين العالم كله.

لا يعفي ذلك من ان بعض الفصائل الفلسطينية مثل "حماس" قد دخلت طرفا في صراعات "الربيع".

لكن "حماس" ليست كل الفلسطينيين. وما يجري من فظاعات في غزة اليوم يعني فلسطين كلها ولذلك كان مطلوباً، ولا سيما من مصر، موقف أكثر حزماً في مواجهته.

.........................

2/5/140721

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك