التقارير

الأزمة الأوكرانية.. فرصة أم تهديد؟

1625 11:14:20 2014-06-19

لأوكرانيا أهمية اقتصادية وموقع جغرافي متميز، فهي تصل روسيا بالغرب وتنقل معظم الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا، ولديها أراضٍ زراعية واسعة، قادرة على أن تكون سلة غذائية ضخمة، إضافة إلى مواردها النفطية في شرق البلاد.

اعتبرت روسيا أن دخول الاتحاد الأوروبي على خط العلاقة مع أوكرانيا من خلال دعوته لها للتوقيع على اتفاقية الشراكة معه كمقدمة للدخول في الاتحاد، هي محاولة غربية لإضعاف السيطرة الروسية على أوكرانيا بعد عودة حكم الموالين لها عام 2010، وكانت روسيا قد جددت إمكانية بقاء أسطولها العسكري على شواطئ أوكرانيا في البحر الأسود حتى العام 2042، وقدمت تسهيلات كبيرة للعقود معها وهي تتعامل مع أوكرانيا كأنها في حرمها، لذا رفضت روسيا اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتوقيع عليها، فاستفادت أميركا وتبنت حركة العصيان التي قامت بها المليشيات المتطرفة التي سيطرت على المراكز الحكومية في العاصمة كييف بقوة السلاح، وأقالت رئيس الجمهورية ودعت إلى انتخابات رئاسية جديدة، هذه الأحداث اعتبرها الروسي انقلاباً عسكرياً على النظام الموالي له، وعلى إثرها توترت الأجواء الأوروبية الروسية ودخلت المفاوضات في خط المواجهة، ثم عقد لقاء رباعي ضم ممثلين عن أميركا وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي لبحث الأزمة الأوكرانية، انتهى بموافقة الجميع  على اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر، منها إقامة حوار وطني واسع يضمن حماية حقوق الجميع ومنها نبذ العنف، ولكن روسيا فوجئت بالانقلاب على هذه التفاهمات، فكانت ردة فعلها إمضاء الاستفتاء الشعبي في القرم للانفصال عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا وتشجيع قيام بعض الأقاليم الأخرى بالعمل نفسه، فقامت السلطة المركزية بقمع تمرد حركات الانفصاليين في عدة مناطق.

هذه التطورات الميدانية أدت إلى تعقيد الأمور، فقررت أميركا وأوروبا فرض بعض العقوبات الاقتصادية على روسيا، والتزمت أميركا بأمن أوكرانيا وحثت أوروبا على زيادة نفقاتها العسكرية على خلفية الأحداث في أوكرانيا بمليار دولار، كما بدأ الكلام عن نشر درع صاروخي في المحيط الأوكراني.

هذه الإجراءات هي في أحد وجوهها للضغط على روسيا من أجل التراجع عن دعمها للنظام في سورية، وذلك للجلوس على طاولة المفاوضات ومقايضة النظام السوري بأوكرانيا، وهو ما رفضته روسيا وعبّر عنه تشوركين في معرض رده عن سؤال حول ما إذا كانت روسيا جاهزة للتصويت على مشروع قرار حول سورية على أساس البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، المتضمن تدخلاً عسكرياً مقابل الحصول على دعم مشروع قرارها حول أوكرانيا بأنه "لن يكون هناك أي علاقة بين المسألتين".

لقد حاول الأميركي تحويل الأزمة الأوكرانية إلى فرصة يستفيد منها بربط الأزمة الأوكرانية بالأزمة السورية لمقايضة الروسي عليها، لكنه حوّل هذه الفرصة المفترضة إلى تهديد فجاءت بنتائج معاكسة، استفاد الروسي منها بزيادة دعمه للنظام السوري بتبنيه ترشيح الرئيس بشار الأسد للرئاسة، وفي ذلك تثبيت له ولنظامه ونقض لما ورد من نقاط متعلقة بالحكومة الائتلافية وصلاحيات الرئاسة في جنيف 1 و2، واستفاد منها بإعادة ضم القرم إليه والبدء بتحريك الشرق الأوكراني كخطوة تمهيدية لاستعادة المناطق التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي بعد تفكيكه لتحقيق حلم الإمبراطورية الروسية.

أمام هذا التصارع في الساحة الأوكرانية وتطور الوضع الميداني العسكري بين الانفصاليين والسلطة والخوف من الدخول في نفق الحرب الأهلية، يبدو أن جميع الأطراف لا يريدون لهذه الأزمة أن تتفاقم خوفاً من النتائج المعاكسة لها، وهو ما صرح به المسؤول الأوروبي الذي استضاف قمة الـ7، بأن هناك فرصة ينبغي انتهازها من أجل حل سياسي، ودفع روسيا للاعتراف بالرئيس الجديد.

هذه اللقاءات السياسية بين كيري ولافروف في فرنسا وبين هولاند وبوتين وبينه وبين بوروشينكو بوتين في الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء في النورماندي، عكست أجواء إيجابية نحو التسوية ودفعت برئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف للمطالبة بوضع حد لنزيف الدماء وبالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لإعلانه أن القتال في شرق البلاد يجب أن ينتهي هذا الأسبوع.

هاني قاسم /الثبات

18/5/140619

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك