الصفحة الإسلامية

اشارات السيد مصطفى الخميني قدس سره عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 18)

125 2025-01-11

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله سبحانه وتعالى "وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ " (ال عمران 39) جاء في موقع الامام الخميني عن العلامة السيد مصطفى الخميني: الدراسة: السيد مصطفى ابتدأ بدروس مرحلة السطوح على أيدي السادة العظام: السلطاني، الشيخ محمد جواد الاصفهاني، محمد الصدوقي والشيخ مرتضى الحائري، وفي محاضر هؤلاء الاساتذة درس وتعلم الفقه والاصول. اثناء انشغاله بدراسة الفقه والفلسفة درس (منظومة حكمة السبزواري) على يد آية الله السيد محمد رضا الصدر، وفي نهاية اتمامه دراسة هذا الكتاب وصل الى درجة علمية عالية بحيث أصبح مدرساً في مدرسة حجتيه قم وبعد ذلك درس (الأسفار) وأكمل اطلاعاته الفلسفية في حوزة درس السيد ابي الحسن الرفيعي القزويني والعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي. الدراسة والتدريس كانا توأمين في حياته، وفي مرحلة السطوح، أصبح متبحراً ذا نظرة علمية في المباحث يملك خزيناً من العلم والفكر والتجربة، وكان ذلك كله تهيئة للولوج في أصعب مراحل الدراسة وهي مرحلة الخارج المؤهلة لدرجة الاجتهاد الذي سار اليه بخطى ثابتة. السيد مصطفى درس دورة الخارج في حوزة درس آية الله البروجردي والامام الخميني بعد وفاة آية الله البروجردي عام 1967م استمر في دراسته على يد والده الفقيه، وكذلك كان يستفيد من دروس آية الله السيد محمد الداماد. من الذين رافقوه وكانوا معه في هذه المرحلة من الدراسة نستطيع أن نشير الى آية الله شهاب الدين الاشراقي وأية الله الشيخ محمد فاضل اللنكراني. نتيجة لنبوغه واستعداده العلمي وموفقيته في كل مراحل الدراسة الحوزوية، وبعد خمس سنوات من دخوله الحوزة وفي سن 27 سنة، نال درجة الاجتهاد. اجازة الاجتهاد اُعطيت له من قبل والده الامام الخميني رضي الله عنه، ويقول السيد احمد عن اجتهاد اخيه: المكانة العلمية والاجتهادية (للسيد مصطفى) كانت على درجة عالية وشفافة، وكان متبحراً في علم الفقه، الاصول، الفلسفة، التفسير، الادبيات والمعاني،البيان والكلام، ووصل الى درجة الاجتهاد وعلى الاخص في الفقه والاصول. التدريس: السيد مصطفى ونتيجة نبوغه ومطالعاته الكثيرة، ومنذ التحاقه بالحوزة العلمية في قم قام بشكل تدريجي بتدريس بعض الدروس. كان عندما يدرس كتاباً فأن له امكانية تدريس ذلك الكتاب. كان ذا ذاكرة قوية ويحفظ بسرعة جزئيات ما ورد في أي كتاب، وكان يحدث أحياناً لم يتم قراءة الكتاب وكان على استعداد لتدريس ذلك الكتاب. بعد دراسة منظومة حكمة السبزواري في حوزة قم العلمية، قام بتدريس الكتاب لطلاب المدرسة الحجتية في قم. لدى اتمام "الاسفار" قام بتدريسه في حلقات مصغرة من طلاب العلوم الدينية وكتب هامش عليه ايضاً. آية الله الخامنئي في مذكراته يقول في هذا الباب:"كان مُدرّساً معروفاً، يُدرّس الفلسفة، يدرس الفقه وكان من الوجوه البارزة بين طلاب الحوزة الأفضل والأساتذة". في فترة التبعيد، وبعد الانتقال من تركيا الى العراق وفي النجف الاشرف خصص جزءاً من وقته للتدريس، كان يدرس خارج الاصول واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار صغر سنه (لم تتجاوز الثلاثين) فأنه كان امراً غير مسبوق ويشار اليه بالبنان. كان عدد من الافراد لا يعتقدون بذلك وبأنه لا يستطيع الاستمرار حتى النهاية في هذا الدرس. علي اكبر المحتشمي بور يقول في هذا الصدد: "في النجف كان هناك حدود 12 شخصاً طلبوا من الحاج مصطفى أن يدرسهم "خارج الاصول"وقد قبل الحاج بذلك وكان آنذاك في النجف عدد محدود ومغرور ممن يدرسون هذا الدرس ولا يتصورون أن تكون لغيرهم القدرة على ذلك ولذا فأنهم كانوا يتوقعون أن لا يستطيع الحاج اتمام ذلك، ولكن وكما انهزموا في درس الفقه امام الامام، فأنهم هذه المرة أثبتوا عدم جدارتهم في هذا الدرس ايضاً امام الحاج السيد حسين الخميني نجل الحاج مصطفى يقول بهذا الشأن (تدريس والده): "في سنة 1346 هـ.ش (1967م) كان عدد من الطلاب البارزين وفضلاء الحوزة في النجف ومن ضمنهم المرحوم حجة الاسلام والمسلمين الحاج الشيخ علي اصغر الطاهري (كني) وحجج الاسلام السادة علي بور،سجادي، شريعتي، روحاني، برقعي و.. وانا ولكون الفراغ الموجود في حوزة النجف في درس اصول الفقه للامام ونظراً للمرتبة العلمية العالية، والسيطرة الكاملة للسيد آية الله السيد مصطفى وتسلطه المتكامل في العلوم والبحوث العقلية وكذلك الفقه والاصول ومعرفته الدقيقة لمباني أفكار الامام وكافة علماء الحوزة القدامى منهم والجدد، قررنا بالاضافة الى حضور دروس الفقه للامام أن نطلب من السيد مصطفى أن يُدرّسنا "خارج الاصول" في النجف وقد استجاب السيد لطلبنا، ومنذ ذلك التاريخ وحتى نهاية عمره الشريف والمبارك ولمدة 10 سنوات، درسنا دورة كاملة من اصول الفقه بطريقة تحقيقية جديدة حيث برهنت اكثر فأكثر على تألقه العلمي وكان حصيلة ذلك مجلدات كتاب "تقريرات في الاصول".

 

جاء في کتاب تفسير القرآن الكريم للسيد مصطفى الخميني: معنى (اسم) إن الاسم يطلق على الألفاظ الموضوعة، ويحمل عليها، ويقال: زيد اسم، والشجر اسم، والكتاب اسم، ويطلق على الذات والأعيان الخارجية، كما في قوله تعالى: "إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم" (ال عمران 45)، وإذا كان هي الكلمة، وكانت الكلمة تنقسم إلى الاسم والفعل والحرف، فلا محالة يطلق عليه الاسم دون الفعل والحرف، فعيسى كلمة الله واسم. فما هو معنى الاسم أمر جامع بين تلك الألفاظ والمسميات. فما في بعض كتب تفسير أهل العصر من أن قول بعض الباحثين في الفلسفة: إن الاسم يطلق على نفس الذات والحقيقة والوجود والعين، وهي عندهم أسماء مترادفة، ليس من اللغة في شئ، ولا هو من الفلسفة النافعة، بل من الفلسفة الضارة، وإن قال الآلوسي بعد نقله عن ابن فورك والسهيلي: (وهما ممن يعض عليه بالنواجذ). قال: بل لا ينبغي أن يذكر هذا القول إلا لأجل النهي عن إضاعة الوقت في قراءة ما بني عليه من السفسطة في إثبات قول القائلين: إن الاسم عين المسمى، وقد كتبوا لغوا كثيرا في هذه المسألة. انتهى. ناش عن قلة الباع وعدم الاطلاع، لأن الاسم يطلق باعتبارات: الأول: اعتبار كونه اسما ومرآة للمسمى، وبهذا الاعتبار لا يكون له نفسية، ولا وجود مغاير للمسمى، بل يكون وجوده دقيقة من وجوده، ونفسيته نفسية المسمى، ولذلك لا يكون الحكم في الكلام إلا على المسمى، ولا يكون النظر إلا إلى المسمى، فإن قولك: (جاء زيد) لا يكون النظر فيه ولا الحكم إلا على المسمى. والثاني: اعتبار كونه موجودا مغايرا للمسمى، منظورا إليه ومحكوما عليه، وبهذا الاعتبار يكون كالمسمى أمرا موجودا مستقلا محكوما عليه مغايرا له، وبهذا الاعتبار يعد الاسم مسمى، وله أسماء كثيرة، مثل قولك: زيد لفظ مركب من ثلاثة أحرف، واسم وكلمة وموضوع ودال، ولا يكون وقتئذ مرآة وحاكيا وفانيا، ولا دالا على شئ آخر. والثالث: على العين الخارجية والأعيان والذوات الآفاقية. وهذا الاعتبار في طول الاعتبار الأول بالقياس إلى المبدأ الأعلى، وهذا هو المراد من اتحاد الاسم والمسمى، لا أن الاسم في اعتبار واحد عين المسمى. بل الاسم بالمعنى المتبادر منه أولا هي الألفاظ بما لها من المعاني، وتلك الألفاظ أيضا من الأمور التكوينية، ومن الأعيان النفس الأمرية غير القارة، وبالمعنى المتباعد عنه الأذهان العامية ثانيا هي الوجودات والآيات، فلفظة " الاسم " موضوع للمعنى الأعم بالاشتراك المعنوي، لا اللفظي حتى يتوهم الاستخدام في قوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة" (البقرة 31)، بل المستعمل فيه هنا الأمر الجامع، ولكنه يراد منها في الابتداء لقرينة ضمير "كلها" الألفاظ بما لها من المعاني والأعيان العلمية، وفي الجملة الثانية طائفة أخرى من الموضوع له، لقرينة ضمير "عرضهم" الذي هو لذوات العقول والأعيان الخارجية والعينية، وسيأتي زيادة توضيح في بحث كيفية إضافة الاسم إلى كلمة "الله" إن شاء الله تعالى.

 

عن کتاب الصوم للسيد مصطفى الخميني: إذا نوى غير المنذور فهل يقع عن المنوي إن الصوم المزبور هل يصح عن المنوي، أم لا؟ وجهان: وجه الصحة واضح، ضرورة أن حقيقة النذر ليست إلا كون المنذور في ذمته، ولا معنى لكونه ملكا لله تعالى كما توهم، وصيغة النذر كصيغة الحج الواقعة في الكتاب الالهي: (لله على الناس حج البيت" (آل عمران 97) فإنها لا تفيد أكثر من كونها في الذمة، ومجرد كون الشئ في الذمة لا يلازم كونه مملوكا للاخر، بل ربما كان ذلك بداعي الانتقال إلى شئ آخر. وبالجملة: يصح الصوم، لاطلاق أوامر سائر الصيام. وأما وجه البطلان فلما يستفاد من كلام بعض، من أن النذر المعين يرجع إلى إسقاط قابلية الزمان عن وقوع غيره فيه، كصوم شهر رمضان

 

جاء في كتاب بصر الهدى للسيد مصطفى الخميني: لا تستحيي من الحقّ: ويا أيّها العزيز والصّديق: إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً، فيكون هو تعالى في هذا المقصود والغرض الأعلى، وفي هداية النّاس في نهاية اللّطف والرّحمة، وفي نهاية الجود والرّحمة، فلا يتحاشى عن ذلك بضرب الأمثال، ولا يمتنع من توجيه الأنظار ولفت الأفكار، فأنت في دينك وفي مذهبك وفي طريقتك تكون مثله، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ولا تستحيوا في إظهار الحقّ وإبطال الباطل، ولا تستحيوا في توجيه الأمّة وهدايتهم، "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ" (ال عمران 139)، فكثيرٌ من الإخوان الصّالحين وأهل العلم وروّاد الحقّ والطالبين لأحكام الإسلام، يمتنعون عن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، حياءً واستحياءً، مخجلةً وستراً، غفلةً عن حقيقة الحال، ذاهلةً عن الأمر والمقصود العال، وقد حُكي: أنّ عليّاً عليه السلام كان صريحاً واضحاً في إظهار الحقائق، وإبراز الواقعيّات، وبيان المنكرات، وإعلان المعروفات، ومن غير مراعاة حال الموقف والجهات العرفيّة، إلا إذا كان يرجع إلى أمرٍ منكرٍ أعظم، كما تحرّر في الفقه. فالله تعالى لا يستحيي من الحقّ، وهذا نموذجٌ وبرنامجٌ ودستورٌ وإيقاظ إلى أن تكون الأمّة الإسلاميّة وعائلة البشر مثلاً في التجنّب عن الأباطيل، وفي هداية النّاس إلى الحقّ المبين، فوا ويلا ثم يا ويلا على الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، في أيّة مرحلةٍ كانت من مراحل العالم ومن مقامات الإنسان، فإنّ نقض العهد قبيحٌ، وقطع ما أمر الله به أن يوصل قبيحٌ، والإفساد في الأرض قبيح، ولا يمكن سدّ هذه القبائح إلا بعد معرفة أبوابها، وبعد تحصيل مفاتيحها وزواياها، فعليك بالتّدّبر فيها والتّأمّل والتّعمّق حولها، والاجتهاد والقيام لأجلها برفضها وطردها، فإنّ القليل من الحرام حرامٌ ، فالقليل من نقض العهد والقطع والإفساد حرامٌ، ولو كان في محيط الإنسان الصغير، فضلاً عن القطر الكبير والمحيط الأعلى والأكبر. اللّهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة وليّنا، فامنن علينا بالحجّة بظهور الحجّة يا الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك