حسن المياح ||
كل ما قيل عن زيارة عاشوراء صحيح ومدون وموثوق ، ولكن ....؟
هل نظل نعيش كالدراويش ، والمتسولين ، والضعفاء ، والجامدين ؛ محولين الإسلام وعقيدته التوحيدية الخالصة النقية الثورية المجاهدة الى ترانيم دعاء وجمود وقعود وتكاسل ، وقضاء الوقت على سجادة الصلاة ، ونكون أصحاب دعاء وبكائين سلبيين ، بلا عمل ولا جهاد ، متواكلين على إستجابة دعاء كالتنابلة المخدرين ، وإسلامنا الرسالي يريد منا القوة والمنعة والصلابة والثبات والإيمان الصادق والإرادة الحية النابضة والغيرة الرجولية الشجاعة ، والحمية بعنفوان وشمم بطولي ؛ إضافة للدعاء الإيجابي الذي يزيد الشحنة حرارة وطاقة حركية فاعلة ، وأن نتكل على الله تعالى ونشد عزمنا ، ولا نتراخى ولا نتوانى في صولة الحق ، وجولة الجهاد الفاتح ، وأن نحقق خطوات المسيرة الجهادية لنصل الى بوابة النصر الحاسم والأكيد ، لإسقاط كل الطواغيت الحفاة الجفاة المزيفين ، والجبابرة الرعاديد المهزوزين اللائذين تحت عباءة نسائهم جواريهم وخدمهم .
زيارة عاشوراء أنتجت دولة إسلامية في إيران ، وإذا تليت ، حق للإنسان المسلم المؤمن أن يفخر بها ، لأنها حققت الصعب المستصعب بمفعولها الصادق الأكيد ، وأصبحت واقعآ على الأرض ، وإسلامآ يحكم الحياة في كل ميادينها في إيران الإسلام ، ودعت الى الإنفتاح الرسالي على كل البلدان ؛؛ وسمى ونعت الإستكبار هذا الإنفتاح على أنه تصدير وإحتلال ، وإستعمار وإستغلال ، للشعوب والبلدان .
إن زيارة عاشوراء -- وبكل تأكيد وإصرار -- إذا تليت وقرأت لوحدها من دون مصاحبة عمل وجهاد ، لا تعطي ثمارها التي من أجلها شرعت ، وإنما تكون تواكلآ وسلاح العاجزين النائمين المتواكلين ، وليس توكلآ وسلاح المجاهدين العاملين الخائضين المعارك والحروب من أجل رفعة الدين ، وإعلاء راية الإسلام ؛
وأنها عذر العاجزين المتكاسلين ، لا سلاح الدعاة المجاهدين الذابين الذائدين عن حوض الرسالة ، ومواصلة الجهاد الدعوتي ، والعمل الرسالي الحركي الجاد من أجل نشر الحق ، ومعالم الرسالة الإلهية المحمدية العلوية الحسينية، والعدل على أساس الإسلام ؛
وأنها تبعث على الكسل والتراخي والتنازل عن مجاهدة الباطل ودحره وإزالته ؛ بعد ما كان المأمول فيها أن تشحذ الههم ، وتبارك الجهود الرسالية الواعية الداعية ، ومجاهدة النفس والعدو في سوح القتال .
ولم تكن الزيارة عنوان بطولة وإقدام وإقتحام ، ولا ولم تكن معول هدم للباطل ، ولا تؤدي الى كرامة وشمم بطولي جهادي ، إذا عزلت عن وعي وفهم وتطبيق وتنفيذ مضامينها الرسالية الجهادية الواعية . في النفس ، وعلى أرض الواقع .
كان الإمام الخميني رضوان الله عليه في كل حياته مواظبآ على قرائتها يوميآ بوعي وفهم وإنفتاح على مضامينها ، والى ما ترشد اليه ، لأنها مفتاح مغاليق الذهن والعقل ، حينما يتفاعل معها الإنسان ، وتزيده طاقة حرارية الى مجموع طاقاته الكريمة الشجاعة ، وتزيده عزة وصلابة ، وإيمانآ وعنفوانآ ، وشموخآ وتطلعآ رساليآ ، وعزمآ وإقدامآ واعيآ هادفآ ، وتدفع به الى خوض المهمات ودفع الكربات والملمات ، وتزيل العراقيل والعوائق عن طريق ذات الشوكة الذي وعدنا الله تعالى على السير فيه ، لتحقيق حكم الإسلام ، وإقامة دولة عدل القرآن ، وتجعله يعبد طريق المجاهدين السائرين على خطى الإمام الحسين البطل المجاهد الشهيد الهمام عليه السلام .
لا نريد الإستمرار في هيجان وثورة وشقشقة زيارة عاشوراء ، وما تفعله في عقل ، وقلب ، وعزيمة ، وجهد ، وطاقة ، وإرادة ، الفرد المؤمن المسلم ، والداعية المجاهد ، والبطل المقاتل الرابض في أرض المعركة ، والذي يدافع ويهاجم ويحافظ على الثغور .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha