الصفحة الإسلامية

في ذِكرىٰ شهادةِ السّيّدةِ زينب الكُبرىٰ (عليها السّلام) عِبْرَةٌ وَعَبْرَةٌ

1577 2021-03-01

 

عليّ الدلفيّ ||

 

بدءًا أتساءلُ:

مَا الفرقُ بينَ أنْ تدافعَ عَنْ حرمِ الإمامِ الحُسينِ (عليهِ السّلام)؛ وأنْ تدافعَ عَنْ حرمِ السّيّدةِ زينب الكُبرىٰ (عليها السّلام)؛ وهو بأمسِّ الحاجةِ للدّفاعِ عنهُ؟!

لَقَدْ صرخَ زعيمُ جيش (الإسلام) السّوريّ الوهابيّ (المُتظاهر) مُحمّد زهران علوش؛ مُخاطبًا إيّاها: (يا زينب؛ سوف ترحلين برحيل الأسد)؛ وكتب على جدار الصّحن الزّينبيّ؛ (سوف ترحلينَ مع بشار بعد أنْ نُسقطَ نظام الأسد؛ ونهدمَ قبركِ ولن يمنعنا أحدٌ)؛ وقد شتم السّيّدةَ (أرواحُ المُدافعينَ عنها لها الفداءُ)؛ وكذلك قَدْ شتمَ السّيّدَ السّيستانيّ (أعزّهُ اللهُ تَعالىٰ).

وَقَدْ ردَّ عليهِ الإعلاميّ الجزائريّ يحيىٰ أبو زكريا؛ قائلًا: (قلتُ عندها وكنتُ علىٰ الهواء إنّ السّيّدةَ زينب "عليها السّلام" هزمتِ الإمبراطوريّة الأمويّة؛ وفيها سرّ أبيها وجدّها فلا تتحدّوها…)؛ نعم..رحلَ علوش وكلُّ مَنْ كانَ مَعَهُ وبقيتِ السّيّدةُ شامخةً عاليةً؛ ترفرفُ رايةُ أبي الفضل العبّاسِ علىٰ قبّتها الطّاهرةِ.

وزالَ الخطرُ عَنِ السّيّدةِ بتضحياتِ المُدافعينَ عَنْ مقامها الشّريف؛ والمُضحّينَ مِنْ أجلِ حرمها الطّاهرِ؛ والمُخلصينَ لها؛ والمُحافظينَ علىٰ وصيّةِ أخيها الإمامِ الحُسينِ(عليه السّلام)؛ والسّائرينَ علىٰ نهجِ كفيلها أبي الفضلِ العبّاسِ (عليه السّلام) والثّابتينَ علىٰ عقيدةِ الطَّفِّ. المُتّخذينَ مِنْ شِعارِ: (كلّ يومٍ عاشـــــوراء وكلّ أرضٍ كربلاء) منهاجًا لهم ونبراسًا.

في ذِكرىٰ الشّهادةِ عِبْرَةٌ وعَبْرَةٌ نستذكرُ فيها المواقفَ لِنَعْتَبِرَ منها ونتشرّفَ بها؛ فهي خيرُ موعِظةٍ وتوقيرٍ؛ للارتباطِ الرُّوحيّ والفِكريّ. قالَ تَعالىٰ: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصهمْ عِبْرَة لِأُولِي الْأَلْبَاب) وهي أبلغُ عَبْرَةٍ وأمُّ المِحَنِ والأحزانِ؛ ويكفي أنْ نقرأَ مرثيّةَ السّيّد رضا الهنديّ لندركَ عمقَ الحزنِ والألمِ الذي خلّفته كربلاء في يومِ الطّفِ في وجدانِ عقيلة بني هاشم زينب الكُبرىٰ (عليها السّلام)؛ قالَ السّيّدُ الهنديُّ:

سلامٌ علىٰ الحوراء ما بقي الدهر

                               وما سطعت شمس وما بزغ البدرُ

سلام علىٰ القلب الكبير وصبــره

                               بيوم جرت حـزنًا له الأدمع الحمرُ

جحافل جاءت كربلاء باثرها

                             جحافل لا يقوى علــىٰ عدّها حصرُ

جرى ما جرى في كربلاء وعينها

                             ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخرُ

لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعًا

                             فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبرُ

رأته ونادت يابن أمي ووالدي

                              لك القتل مكتوب ولي كتب الأسرُ

أخي إنّ في قلبي أسًى لا أطيقه

                              وقد ضاق ذرعًا عـن تحمله الصدرُ

أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا

                             مقيـــم إلـــىٰ أن ينتهي منّي العمرُ

أخي كلّ رُزءٍ غير رزئك هيّن

                             وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ

أخي أنت تدري ما لأختك راحة

                             وذلك مــن يـــومٍ بِهِ راعـــها الشمرُ

ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم

                             ففقدك كســـر ليسَ يـرجى له جبرُ

فهنيئًا لِمِنْ دافعَ؛ وضحّىٰ؛ وجاهدَ؛وبذلَ دمَهُ ومالَهُ مُخلصًا؛ لأجلها ولأجلِ مرقدها الطّاهرِ وحرمها المُقدّسِ ويحقُّ لهُ أنْ يعتزَّ بهذا الموقفِ المُشرِّفِ. ولا عزاءَ لِمَنْ شملهُ خطابُ السّيّدةِ زينب الكُبرىٰ (عليها السّلام): (أمَا بعدُ يا أهلَ الكوفةِ؛ يا أهلَ الختلِ؛ والغدرِ؛ والخذلِ؛ إنّما مثلكم كمثلِ التي نقضتْ غزلها مِنْ بعدِ قوّةٍ أنكاثًا؛ هَلْ فيكم إلّا الصّلفُ؛ والعجبُ؛ والشنف؛ والكذب..

أتبكون أخي؟! أجلْ واللهِ فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا فقد أبلغتم بعارها.. وأنّى ترخّصون قتلَ سليلِ خاتمِ النّبوّةِ؟).

ويبقىٰ التّساؤلُ مطروحًا حتّىٰ حين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك