✍️📃 الشيخ عبدالرضا البهادلي ||
▪️إذا لم ينزل العلماء الى الواقع الاجتماعي ويكونون كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتحملون كل شيء من اجل الاسلام ويعيشون الحياة البسيطة ، فلا يمكن عودة الناس إلى الله تعالى ، فنحن اليوم نعيش جاهلية أسوأ من الجاهلية الأولى التي كان يعيشها المجتمع قبل الإسلام.
▪️عندما بعث الله نبيه صلى الله عليه واله لم يجلس في بيته من اجل الوعظ والارشاد وادخال الناس الى دين الله او يدعوه الناس الى المجالس وبعد المجلس يعطوه مبلغا من المال من اجل تحسين معيشته .؟
▪️نحن اليوم في القرن العشرين ،وهناك مخاطر جمة تواجه الدين ويمكن اجمالها بما يلي .
1- الانحراف الديني والفكري بكل اشكاله سواء كان الانحراف بوجود حركات دينية منحرفة وضالة او وجود حركات الحادية او حركات علمانية ضد الدين .
2- وجود هجمة شرسة من الغرب واعداء الدين على الدين ونستطيع ان نعبر عنها بالحرب الناعمة والحرب الثقافية وهي تقاد من قبل عقول شيطانية رهيبة وتصرف عليها مليارات من الدولارات.
3- علينا ان نعترف ان هناك عوامل مساعدة قامت بتمرير مخططات الغرب والحرب الثقافية والناعمة وبثتها في المجتمع ، وهو وجود صورة سيئة لبعض الفاسدين ممن هو محسوب على الدين سواء كان من السياسيين او من المعممين .
▪️وهذه المخاطر التي تحيط بالدين والاسلام والمجتمع ،لا يمكن مواجهتها بالجلوس في البيت ، او الجلوس في المسجد الذي اصبح مهجورا ، او من خلال المنبر ايام المناسبات المشهورة في محرم ورمضان ، نأتي ببعض الخطباء المشهورين وبعد المحاضرة نعطيه بعض الدفاتر من الاموال ، او من خلال تسجيل المحاضرات وبثها في صفحات التواصل الاجتماعي ؟.
▪️نحن اليوم بحاجة الى ان نستفيد من تجرية رسول الله صلى الله عليه واله في كيفية نقل المجتمع الجاهلي من الانحراف والظلام والضلال الفكري والسلوكي وجعلهم امة من اكبر واقوى الامم .
▪️وخلاصة تجربة رسول الله صلى الله عليه واله : انه تلبس بالعقيدة والاخلاق فكان الصادق الامين في المجتمع ، ونزل الى واقع المجتمع وتحمل من اجل ذلك كل اشكال الاذى والالم حتى قال رسول الله صلى الله عليه واله ( ما اوذي نبي قط كما اوذيت ) .
▪️لذلك يصف الامام علي عليه السلام رسول الله بانه دوار بطبه : (طبيب دوَّارٌ بطبهِ، قد أحكمَ مراهِمَهُ، وأحمى مواسِمَه، يضعُ ذلكَ حيثُ الحاجة إليهِ مِن قلوبٍ عُميٍ، وآذانٍ صُمٍ، وألسنةٍ بُكم.. متتبعٍ بدوائهِ مواضعِ الغفلةِ، ومواطنِ الحيرة).
لذلك كان النبي صلى الله عليه واله عالما بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ، يعرف الداء ويعرف الدواء لاصلاح وتغيير واقع المجتمع ، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام): العالم بزمانه، لا تهجم عليه اللوابس .....
▪️واما اننا نجلس في بيوتنا وننتظر ان تأتي الناس الينا من اجل هدايتهم ووعيهم ونصبح كالكعبة نزار ولا نزور ؟ او ندعو الله بفنون الدعوات ان يهدي الناس بدون حركة واقعية وننتظر نتائج الدعاء ؟ فهذا لا يمكن ان يكون حلا لتغيير واقع الناس .
ان الاعداء يتربصون لنا وهم قد اعدوا الخطط الكبير والعظيمة من اجل ابعاد الناس عن الدين والقيم والاخلاق ،ونحن ننظر كيف ان الناس يوما بعد اخر تختطف من قبل الاعداء وتصبح اعداء للدين واعداء لعلماء الدين .
▪️لذلك علينا في الحقيقة ان نهيأ امورنا من اجل هذه المهمة ونخطط ونضع البرامج الكبيرة من اجل مواجهة هذه المخططات ، وتكون الحوزة وقادة الحوزة من علماء ومفكرين هو من يقود هذه الحركة الواعية في الامة لانقاذ المجتمع ،والا فعلينا ان ننتظر فساد المجتمع اكثر فاكثر والجميع سوف يتحمل نتائج ذلك . ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
🤲اللهم عجل لوليك الفرج ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا
https://telegram.me/buratha