الشيخ عبدالرضا البهادلي||
١. الشيطان الأول هو الشيطان الواقعي الحقيقي الذي عصى الله والذي يواجه كل إنسان هو الذي في داخل كل إنسان فهو يجري من الإنسان مجرى الدم من العروق، ويستخدم كل وسيلة من أجل إيقاع الإنسان في شباكه، ولذلك يجب على الإنسان أن يتخلص منه ، والا سقط في فخه وخسر الدنيا والآخرة، وما نراه في الحياة أن الشيطان قد أضل خلقا كثيرا، ولذلك يقول تعالى، ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون.....
٢. والشيطان الآخر الذي تواجهه في الحياة هو الشيطان الانسي، والشيطان الانسي هو الإنسان الممسوخ، فهو وان كان ظاهره انسان، ولكن في واقعه شيطان فلا فرق بينه وبين الشيطان من حيث الأفكار والنجاسة إلا من حيث الماهية، وكمصداق لهؤلاء هم الطغاة الظالمون الفاسقون الكافرون والذين لا يمكن إصلاحه إطلاقا وبتاتا، وقد ران على قلوبهم فهم لا يهتدون .
٣. والشيطان الآخر الذي تواجهه، هم تلاميذ واعوان الشيطان الانسي ، فالشيطان الانسي له أعوان يحيطون به ويتبعونه خوفا أو طمعا، وما أكثرهم اليوم ممن يحيطون بالفاسدين والظالمين والطغاة من إعلاميين ومحللين ومستشارين ومن عبيد وموظفين من أجل الدنيا. وهم في كل العصور والدهور يلازمون هؤلاء الطغاة....
٤. وأحيانا انت لا تواجه؛ شيطانا فردا وإنما تواجه دولة شيطانية متمردة مارقة كافرة ظالمة فاسدة فاسقة لها قيم ومبادئ تريد فرضها على الآخرين بكل طريقة. كما هو الحال اليوم في أمريكا الذي تمثل الشيطان بكله في الأرض ..
▪️ولأجل ذلك أطلق الإمام الخميني رضوان الله على أمريكا ووصفها بالشيطان، ولم يكتف بوصفها بالشيطان فقط بل زاد على ذلك ووصفها بالشيطان الأكبر. وسر ذلك اي عندما أطلق عليها (الأكبر) أن الشيطان الحقيقي الواقعي يوحي للإنسان بالأعمال السيئة فقط من دون أن يجبر الإنسان عليها ، ولذلك فقد يطيعه الإنسان، وقد يخرج عن طاعته ويتمرد وينجو هذا الإنسان من الشيطان ....
▪️ولكن الشيطان الأكبر أمريكا تستخدم الترغيب في بداية أمرها مع عملائها فإن استجابوا فبها ، وان لم يستجيبوا تستخدم معهم القوة والترهيب والاجبار ليكونوا عمالا لها يعملون لها ما تريد...
▪️وهذه الحقيقة وتشخيصها ليست متيسرة لكل الناس بل هي لبعض الناس وهم الأولياء من عباد الله الصالحين الذي أنار الله قلوبهم، والامام الخميني رضوان الله عليه من الأولياء والعرفاء ، أصحاب الهمم العالية الذي ذاب في الله تعالى وعرف حقيقة الدين، لذلك استطاع أن يشخص أمريكا بشكل لا يمكن لغيره تشخيصها، ولأجل ذلك أطلق عليها الشيطان الأكبر ، فهي كما قلنا لا توحي لاوليائها بالعمل فقط بل عندها ملفات كاملة على أوليائها لذلك تجبر أوليائها وتتحكم بهم ليكونوا ادواة بيدها تفعل بهم ما تريد وتشاء .
▪️وسر انتصار الثورة التي نحن هذه الأيام في ذكراها أن الإمام الخميني عرف أمريكا لذلك لم يخشاها، بل كان يخشى الله ويخاف الله، فاخاف منه أمريكا وإسرائيل ، ولا زالت أمريكا تخاف وتخشى من هذه الثورة إلى اليوم. ومن يريد أن يحطم أمريكا ويقهرها عليه أن يقترب من روح الخميني رضوان الله عليه.....
٥. ومرة قد تواجه في حياتك من تعب من مواجهة الشيطان وسقط في فخه، فهذا الإنسان كان في بداية أمره يواجه الشيطان، ولكنه تعب من مواجهة الشيطان، لذلك بقي في ظاهر أمره وكأنه متدين ولكنه يعيش التخبط في الرؤية والأفكار والأقوال والأفعال . فقد تجد في الصباح متدينا وفي المساء مدنيا علمانيا ، وقد تجده يسمع الاغاني، وتجده يسمع القرآن، وقد تجده يقول بعض الأفكار الصالحة، ومرة تجده ينفث عن الشيطان في أفكاره وهكذا .....
https://telegram.me/buratha