حسن المياح||
يا شعب اليمن المؤمن الصابر المحتسب لله المقاوم ... إن عدة المقاومة الأساس عند الله وفيض السماء هي الصبر , والمصابرة , والمرابطة , والتقوى , بعد الإعتقاد بالله سبحانه وتعالى خالق الكون والبشر الجبار القاهر .... وبعد الإيمان بإستقامة خط عقيدة لا إله إلا الله في التوحيد الإلهي , المتوج بالسلوك الرسالي العملي الذي يرشد اليه القرآن الكريم الحكيم ويوجه ويربي ويهذب .
بالصبر الجلد الواعي , يكون التجمع الرسالي المؤمن المدافع عن عقيدة لا إله إلا الله , وبالمصابرة الواعية اليقظة النشيطة يكون الثبات الرسالي المقاوم لكل ما هو كافر , ومشرك , ومعتد على رسالة الله , وعلى الوطن الغالي الطهور الذي تدشن عليه خلافة الله للإنسان المؤمن الواعي المفكر المجاهد المقاوم .
وبالمرابطة تعقد آمال النصر المؤزر الأكيد الذي يثبت الشجاعة البئيسة المقاومة , والمراس البطولي الرسالي الذي لا يولي الدبر مهما إشتد الوطيس حميآ وغليانآ .
الإقامة والثبات المؤمن المقاوم في مواقع الجهاد وفي الثغور المعرضة لهجوم الأعداء الجبناء التعساء المنخورين القلوب إيمانآ والعقول إعتقادآ , هو أساس المقاومة والصمود , وهو الجذر الأساس الذي تتبرعم منه بشائر النصر اللاحب اللائح في سماء المقاومة والحرية الإنسانية المؤمنة الكريمة , وهو العدة الصلبة القوية التي يخشاها العدو مهما ملك من هيل وهيلمان , وقوة سلاح وعدد رجال محاربين , لأن جوهر النصر وحقيقته لم يكن بقوة سلاح بأيدي جبناء مأجورين , وكثرة محاربين لا يؤمنون بالقضية التي من أجلها يقاتلون ويحاربون . لذلك تراهم راجعين ناكصين , مرتعشين مرتجفين , لا يقوون على حمل السلاح , لأنهم يفكرون كيف يفرون لينجون , ويتخلصوا من الموت الزؤام والعذاب الأليم .
الغلبة والنصر يتحققان بالعقيدة الإلهية الموحدة , والإيمان بعدالة وشرعية القضية التي من أجلها يقاتل ويقاوم ....والشعب اليمني المؤمن المقاوم له النصر وتكون له الغلبة , لأنه شعب آمن صدقآ , وإعتقد وعيآ بعقيدة لا إله إلا الله , وهو مؤمن بقضيته التي من أجلها يقاتل ويقاوم , وأنه متمسك وملتزم بمرتكزات الجهاد وأسس المقاومة المفاضة عليه من الله جل شأنه وسمت حكمته .
والعالم درس وواظب الجهد بغربه وشرقه , وبكل جامعاته وكلياته , ومعاهده ومدارسه , ولم يصل الى معرفة أساسيات المقاومة , وما هي مرتكزاتها , وما هو السر الفولاذي الذي يحصنها ويدشن قوتها ووجودها الفاعل المؤثر في كل ساحة قتال , وفي موقع كل هجوم , وصد جيوش وفلول جبانة هاربة .
المقاومة سر عميق غامض من أسرار الله سبحانه ~ المنتقم الجبار ~ في خلقه المؤمنين المجاهدين المقاومين , وأنها الحصن الحديدي الآمن الذي يحمي المقاتلين المؤمنين الرساليين , ويجنبهم وينجيهم من كل غائلة عدو وغدر مجرم لئيم , وكل شر من شرور الإعتداء المجرم الآثم .
المؤمن المقاتل المقاوم مرتبط مع الله خالقه سبحانه بنداء علوي , وهذا هو مصدر القوة والثبات والمقاتلة المقاومة للمؤمن المجاهد المقاتل ضد الأعداء الغواشم المارقين المحاربين لله ورسوله .
هذا النداء العلوي الصادر من الله لعباده المؤمنين القائل ( يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا وإتقوا الله لعلكم تفلحون ) , إنه نداء علوي عازم متيقن , هاد مرشد معلم , موجه قائد حافل , شجاع حكيم قاصد , يكرم عباده المقاومين وجودآ مؤمنآ طيبآ نزيهآ , شجاعآ مقدمآ مقاتلآ مجاهدآ , مقاومآ عزومآ فاصلآ منتصرآ ...., وكيف لا تكون كذلك , وهي دعوة السماء الهادية للأرض عقيدة وإيمانآ وسلوكآ , وأنها من الرب الخالق المالك الى عباده المؤمنين المعاهدين لله بسلوك خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله حياة راضية مرضية في سلام وأمان , وفي قتال وحرب ومجاهدة وجهاد ومقاومة ....?
أساسيات النصر في المقاومة هي أعباء ملقاة على من جاهد وقاوم , يجب تحملها بعد وعيها والإيمان بها , ويجب حفظها ورعايتها والإلتزام بها والتمسك بإرشاداتها وهداياتها , إنها أسباب الفوز والنصر والغلبة , وأنها ديمومة مقومات الوجود المجاهد المقاوم في ساحات الحرب والقتال والنزال , وأنها شآبيب الرحمة النازلة من السماء فيضآ إلاهيآ للتمترس من أجل تحقيق إستعدادات النصر وإستحضارات وسائل النجاة , من كيد وغدر الأعداء والمهاجمين الأوغاد , الذين يريدون وقع الهتك والهلاك بمن يقابلون من مقاتلين أشاوس محصنين بأسوار عقيدة لا إله إلا الله , وتحصينات الإيمان الواعي المرتبط بعبادة الله الواحد الأحد , الذي لا شريك له .
وهذا النداء العلوي الإلهي حافل بذكر الصبر وما له من عطاء ثر وثمرات ناضجات , وأنه صبر أكيد عازم مردف بالتقوى , التي تحارب كل إنحراف وزيغ عن جادة الصلاح والإصلاح .
وأنه نداء حافل بالدعوة الى الإحتمال , والتحمل , والمجاهدة , والمقاومة , ودفع الكيد , وعدم الإستماع الى دعاة الهزيمة والتسليم والبلبلة والفوضى التي تبعث على التخاذل والخور في المجاهدة , والضعف في المقاومة .
والصبر هو زاد الطريق في الجهاد والمقاومة , وإنه طريق شاق طويل , حافل بالعقبات والمطبات , والتعثرات والإنحناءات , والإنزلاقات والأشواك , وأنه طريق مفروش بالدماء والتضحيات والأشلاء , وبالإيذاء والمحن والإبتلاء , .... ???
والصبر هو العدة والزاد , والدواء لكل هذه المعكرات والشائكات , المؤلمات الداميات , ....
فهو الصبر على شهوات النفس ورغائبها ومشتهياتها , وأطماعها ومطامحها , ..
وأنه الصبر على شهوات الناس الناقمة ونقصهم وعدوانهم وسوء تصورهم , وأنه الصبر على تنفج الباطل وإنتفاخ الإعتداءات ووقاحة الطغيان وعبث التفرعن الهابط المجرم اللئيم .....
وأنه الصبر على قلة الناصر والمؤازر وضعف المعين وقلة عطاءه ..
وبعد كل هذا إنه الصبر على ضبط النفس في ساعة القدرة والإقتدار والنصر والإنتصار .
وأنه الصبر الراشد لإستقبال الرخاء في تواضع وشكر , والرفل في عيش رغيد آمن مقيم سليم مستقيم ....
ذلك هو الصبر وعطاؤه المثمر الزاهي السامق المرتفع ....
وها هي المصابرة الصابرة على الصبر صبرآ قويآ عازمآ , لما للمصابرة من صبر مؤمن شجاع على مصابرة هذه المشاعر في الصبر ....
وأنها مصابرة الأعداء الذين يحاولون جاهدين بقوة وعزم أن يفلوا من صبر المؤمنين المجاهدين المقاومين , وتفكيك عرى الثبات الصابر المصابر على تحمل الأعباء ... فبالمصابرة المؤمنة المقاومة ومصابرتهم لما يعيثه من فساد وإجرام وإعتداء , تندحر أحدوثتهم , ويفشل غلهم وغدرهم حقدهم , ويفل عزمهم ; ويقوى ويشتد ولا ينفد صبر المؤمنين المقاومين , ويكونوا أصبر من أعداءهم , وأقوى صبرآ , وأكثر تحملآ , وأوثق ثباتآ .
والمصابرة هي منافسة وسباق بين المقاومين وأعداءهم , لما فيها من مقاومة صبر لصبر , وإصرار عزوم على الصبر لمقابلة إصرار ....
ودلالة الصبر والمصابرة والتقوى هي المرابطة والوجود الشجاع المؤمن المقاتل المجاهد المقاوم في المواقع والثغور وساحات القتال , ومداهمات الكيد المجرم الغادر الذي يشنه الأعداء لكسب جولة وتحقيق نصر جزئي سرعان ما يضمحل ويتلاشى بجهود المقاومة الصابرة المصابرة المرابطة ....
وأن الحصن والحافظ لكل مرتكزات المقاومة المجاهدة في قتال العدو , هي التقوى , وهي المصاحبة لكل هذه المرتكزات الأساس في المقاومة . فإنها تحرسها بيقظة الضمير الذي لا ينسى ولا يغفل ولا يتهاون ..... ,
والتقوى هي الحارس اليقظ الذي لا يعتدي , والذي يمنع الإنحراف والخروج من الطريق المستقيم الآمن ...
والتقوى هي الدواء المعالج للإنفعالات المتناقضة المتكاثرة المتواصلة المتواكبة في شتى حالات النفس , وفي شتى لحظات التصرف السلوكي المجاهد المقاوم من أن يعتدي أو يغفل , أو ينحرف أو يزيغ .
والشعب اليمني المسلم المؤمن الموحد المجاهد المقاوم خير أسوة وأطيب مثال وأطهر نموذج , فإنه قد أثبت أنه شعب رسالة عقيدة لا إله إلا الله الواحدة الموحدة , وأنه شعب حي يقظ لا ينسى تقواه , ولا ينحرف عن خط الإستقامة , ولا يغفل ولا يسهو , وأنه أثبت كل الجدارة في الثبات المقاوم على أساس النداء العلوي السماوي الإلهي الذي يهدي ويرشد , ويعلم ويقوم , أصول ومرتكزات المقاومة والجهاد , في الصبر والمصابرة والمرابطة , المتوجة كلها بإكليل التقوى الحارس اليقظ , الحافظ المحصن من كل إنحراف وإنفلات , ومن كل زيغ وسهو ونسيان .
الشعب اليمني المؤمن المجاهد المقاوم سلك طريق ذات الشوكة الشائك المليء بالمنعرجات والعقبات , وقدم الدماء والتضحيات , وصبر على تهذيب النفس وتنفج الباطل , وصابر على الصمود والإستقامة ومنازلة العدو المجرم المعتدي الغاشم من صليبية أميركية , وماسونية صهيونية , وسعودية وهابية , وإمارات تطبيع ذل وخذلان وبيع عقيدة وإيمان وإستعباد لأخس وأرذل خلق الله اليهود الصهاينة الكافرين المجرمين المنحرفين القاتلين للإنبياء ظلمآ وإعتداءآ , ومحاربة لله وطغيانآ وتفرعنآ , وما الى ذلك من علوج صعاليك منبوذين مشردين مأجورين.
ومصابرة الشعب اليمني المؤمن المقاوم قد فلت حشود جيوش الأعداء المدججة الى مزق ونتف متفرقة , وشراذم مهلهلة مبعثرة فارة هاربة .
وأن ملوك وأمراء السعودية الإنجاس وغيرهم ممن أولغ بالدم اليمني المسلم المؤمن الطاهر المسفوك , يستجدون وقف الحرب , ويذلون أنفسهم علهم يحصلون على الموافقة من جنود الله الغيارى المؤمنين المجاهدين المقاومين الذين عاهدوا الله في كل حياتهم ووجودهم الإنساني الكريم على الصبر , والمصابرة , والمرابطة , التي تكللها تاجآ التقوى , حتى النصر الأكيد المبين , وطرد كل غاز مجرم , وعميل مأجور مستعبد ذليل , ناقم بائع للعقيدة والوطن ترابآ وثروات وبشرآ .
تلك هي المقاومة المؤمنة المسلمة المجاهدة الذابة عن العقيدة والعرض , المدافعة عن الوطن والثروات , والحارسة الحافظة للتربة والكرامة والإنسان .
وها هم رجالها ~ الشعب اليمني المسلم المؤمن المجاهد المقاوم ~ الشجعان الأقدسون .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha