هشام عبد القادر ||
تجبر الظالمين وحواجزهم وغشاوة النفس وحجبها واقفالها التي أغلقت على الأرواح معرفة الإمام الحسين عليه السلام هي العائق لعدم معرفة حقيقة الثورة الحسينية .
آفتحوا مجال للزوار في العصر الحاضر وسهلوا الطريق للسير نحو كربلاء والهجرة الحقيقة نحو السماء لتعرف النفس مكانها ومعدنها الأصلي .
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ليس لأجل سلطة ولا دنيا إنما هاجر الى الله هجرة ابدية خالدة مع ثلة من المخلصين والمؤمنين الذي ليس كمثلهم أصحاب خيرة الأصحاب . هاجر الى الإمام الحسين عليه السلام الى ارض الغربة الى ارض العطش الى ارض كرب وبلاء ليس نزهة آنما فدي وذبح عظيم ليفدي الإنسانية كافة . ليهرفهم معنى الحياة الأبدية والخلد الأبدي . والملك الحقيقي عندما تملك الحياة وتعرف السبيل والقرب من واجد الوجود . هناك العلاقة الروحية التي لم تحجبهم شهوات النفس والدنيا السفلية ونعل النفس لم تعرف خطاهم استمدت طاقتهم بعلاقة روحية بين الواجد والموجود فسار وجودهم وجدان للعالمين وجدان حسي ومعنوي وروحي وطاقة نورانية يستمد منها الخلق لتحيى انفسهم بكل عصر وزمان . تتجدد الثورات الوجودية سوى بالوجود الفردي والكيان الداخلي في الفرد نفسه او بالمجتمعات وعلى مستوى الدول آنظروا فقط لثورة روح الله الخميني الذي غير مجرى دول بحالها على مستوى الأقليم والشرق الأوسط فرد حسيني واحد غير التاريخ هذا قبس من ثورة كربلاء فكيف لو نعرف معنى ثورة الإمام الحسين عليه السلام الذي غير مجرى الحياة كلها نحو غربلة للوجود إما نكون او لا نكون هكذا الحياة إما تكون بمسيرة وسفينة الإمام الحسين عليه السلام بسفينة المستضعفين الذين سيرثون الأرض وإما نكون غير ذالك فليس غير الطريقين طريق والواقع يشهد على ذالك . فالبصيرة هي الشهادة وليش شرط أن نقاتل او نقتل ونحن دون بصيرة لنتذوق الشهادة إن تذوق معاني الشهادة هي الشهادة الكاملة بمعرفة الأشهاد من يشاهدون واقعنا ويغيرون حياتنا بالقرب منهم بالجذب اليهم . فنحن نطلب الجذبة الروحية والقلبية لنكون من خيرة المسيرة الكربلائية الوجودية . لا نحول عنها أبداء . ورفض الظلم والعدوان من الأسس الأولى لمبادء الثورة الحسينية لتبقى الحياة خالية من الظلم ليعمها الأمن والإستقرار والحرية . فكيف من يدعي الحرية ولا يقبل ان يسمع عن ابا الأحرار واصل الحرية الكلية للوجود . واي شعائر اعظم من شعائر معرفة الحقيقة ومعرفة الإمام الحسين عليه السلام إن قلتم الشعائر هي الحج لا ننكر الحج والطواف حول الحجر الأسود ولكن هل تعرفون معانيها معاني الحجر الأسود هي يد البيعة لصاحب البيعة الكبرى . وإن قلتم الشعائر جبل عرفة فهل تعرفون معناه هو التعرف على الحجة البالغة والملك لله الواحد القهار . وإن قلتم الطواف والسعي فهو سعي الملهوف او الملهوفة لإنقاذ النفس من العطش للماء وللحقيقة والعلم ايضا .
وكلها الشعائد مجودة ايضا بمعانيها في كربلاء المقدسة ترجم معانيها الإمام الحسين عليه السلام رأسه الشريف هو بيعة المخلصين الوفاء له لمعرفة الكمال الإنساني الذي احتز رأسه في سبيل إيصال معاني الحج في مكة الى العالم كيف يصلون لرب مكة . وسعي زينب عليها السلام لتسقي اطفال السبط إنها سعت لإروى حقيقة المظلومين في الأرض ترد الحياة لهم بمعرفة معاني الصبر في الكرب والبلاء .
وجبل عرفة تعرفت الروؤس المقطوعة من أعلى الرماح على معنى الملك والسلطان والبقاء لله . ويبقى الحسين بكل عصر وزمان مع اصحابه مرفوعين فوق الذين كفروا الى يوم القيامة وواقع الحياة تشهد على ذالك والحمد لله رب العالمين .