قاسم آل ماضي||
يصف أمير المؤمنين عليّ عليه السلام شيعته (حقاً) بخطبة له شهيرة بعدما قيل له جاءك بعض شيعتك فقال انما شيعتي هم:
1- الْعَارِفُونَ بِاللَّهِ
2- الْعَامِلُونَ بِأَمْرِ اللَّهِ
3- أَهْلُ الْفَضَائِلِ وَالْفَوَاضِلِ
4- مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ
5- وَمَلْبَسُهُمُ الاقْتِصَادُ
6- وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ
7- وَبَخَعُوا لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ (أي: أقرّوا وأذعنوا بطاعته)
8- وَخَضَعُوا لَهُ بِعِبَادَتِهِ
9- فَمَضَوْا غَاضِّينَ أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
10- وَاقِفِينَ أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ بِدِينِهِمْ
11- نَزَلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاءِ، كَالَّذِينَ نَزَلَتْ مِنْهُمْ فِي الرَّخَاءِ رِضًى عَنِ اللَّهِ بِالْقَضَاءِ
12 فَلَوْلا الآجَالُ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ وَالثَّوَابِ وخَوْفاً مِنَ أليم الْعِقَابِ
13- عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ
14- فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ رَآهَا فَهُمْ عَلَى أَرَائِكِهَا مُتَّكِئُونَ،
15- وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ دَخَلَهَا فَهُمْ فِيهَا يُعَذَّبُونَ
16- قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ
17- وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ
18- وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ
19- وَحَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ
20- وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ
21- وَمَعْرِفَتُهُمْ فِي الإسْلامِ عَظِيمَةٌ
22- صَبَرُوا أَيَّاماً قَلِيلَةً فَأَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً وَتِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبٌّ كَرِيمٌ
23- أُنَاسٌ أَكْيَاسٌ (أي: عقلاء وذوي فطنة)
24- أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَطَلَبَتْهُمْ فَأَعْجَزُوهَا
25- أَمَّا اللَّيْلُ: فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالُونَ لأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ، يُرَتِّلُونَهُ تَرْتِيلا، يَعِظُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَمْثَالِهِ، وَيَسْتَشْفُونَ لِدَائِهِمْ بِدَوَائِهِ تَارَةً، وَتَارَةً يَفْتَرِشُونَ جِبَاهَهُمْ وَأَكَفَّهُمْ وَرُكَبَهُمْ وَأَطْرَافَ أَقْدَامِهِمْ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، وَيُمَجِّدُونَ جَبَّاراً عَظِيماً، وَيَجْأَرُونَ إِلَيْهِ جَلَّ جَلالُهُ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ. هَذَا لَيْلُهُمْ
26- فَأَمَّا نَهَارُهُمْ: فَحُلَمَاءُ، عُلَمَاءُ، بَرَرَةٌ، أَتْقِيَاءُ. بَرَاهُمْ خَوْفُ بَارِئِهِمْ، فَهُمْ أَمْثَالُ الْقِدَاحِ، يَحْسَبُهُمُ النَّاظِرُ إِلَيْهِمْ مَرْضَى ـ وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ـ أَوْ خُولِطُوا، وَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهِمْ وَ شِدَّةِ سُلْطَانِهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ، طَاشَتْ لَهُ قُلُوبُهُمْ، وَذَهَلَتْ مِنْهُ عُقُولُهُمْ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ بَادَرُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ، لا يَرْضَوْنَ بِالْقَلِيلِ، وَلا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْجَزِيلَ. فَهُمْ لأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ.
27- إِنْ ذُكِرَ أَحَدُهُمْ خَافَ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَالَ:أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي. اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاجْعَلْنِي خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ، فَإِنَّكَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ وَسَاتِرُ الْعُيُوبِ.
28- هَذَا، وَمِنْ عَلامَةِ أَحَدِهِمْ أَنْ تَرَى لَهُ:
• قُوَّةً فِي دِينٍ،
• وَحَزْماً فِي لِينٍ،
• وَإِيمَاناً فِي يَقِينٍ،
• وَحِرْصاً عَلَى عِلْمٍ،
• وَفَهْماً فِي فِقْهٍ،
• وَعِلْماً فِي حِلْمٍ،
• وَكَيْساً فِي رِفْقٍ،
• وَقَصْداً فِي غِنًى،
• وَتَحَمُّلا فِي فَاقَةٍ،
• وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ،
• وَخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ،
• وَرَحْمَةً لِلْمَجْهُودِ،
• وَإِعْطَاءً فِي حَقٍّ،
• وَرِفْقاً فِي كَسْبٍ،
• وَطَلَباً فِي حَلالٍ،
• وَتَعَفُّفاً فِي طَمَعٍ،
• وَطَمَعاً فِي غَيْرِ طَبَعٍ (أَيْ:دَنَسٍ)،
• وَنَشَاطاً فِي هُدًى،
• وَاعْتِصَاماً فِي شَهْوَةٍ،
• وَبِرّاً فِي اسْتِقَامَةٍ.
• لا يُغَيِّرُهُ مَا جَهِلَهُ،
• وَلا يَدَعُ إِحْصَاءَ مَا عَمِلَهُ
• يَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِي الْعَمَلِ، وَهُوَ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ عَلَى وَجَلٍ.
29- يُصْبِحُ وَشُغْلُهُ الذِّكْرُ
30- وَيُمْسِي وَ هَمُّهُ الشُّكْرُ.
31- يَبِيتُ حَذِراً مِنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ،
32- وَيُصْبِحُ فَرِحاً لِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ.
33- إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَا تَكْرَهُ، لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا إِلَيْهِ تَشْرَهُ، رَغْبَةً فِيمَا يَبْقَى، وَزَهَادَةً فِيمَا يَفْنَى.
34- قَدْ قَرَنَ الْعَمَلَ بِالْعِلْمِ، وَالْعِلْمَ بِالْحِلْمِ.
35- يَظَلُّ دَائِماً نَشَاطُهُ
36- بَعِيداً كَسَلُهُ
37- قَرِيباً أَمَلُهُ قَلِيلا زَلَلُهُ
38- مُتَوَقِّعاً أَجَلهُ
39- خَاشِعاً قَلْبُهُ.
40-ذَاكِراً رَبَّهُ
41- قَانِعَةً نَفْسُهُ
42-عَازِباً جَهْلُهُ
43- مُحْرِزاً دِينَهُ
44- مَيِّتاً دَاؤُهُ
45- كَاظِماً غَيْظَهُ
46- صَافِياً خُلُقُهُ
47- آمِناً مِنْ جَارِهِ
48- سَهْلا أَمْرُهُ
49- مَعْدُوماً كِبْرُهُ
50- متينا صَبْرُهُ
51- كَثِيراً ذِكْرُهُ
52- لا يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً وَلا يَتْرُكُهُ حَيَاءً
53- الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ
54- وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ
55- إِنْ كَانَ بَيْنَ الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ
56- وَإِنْ كَانَ مَعَ الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ
57- يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ
58- وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ
59- وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ
60- قَرِيبٌ مَعْرُوفُهُ
61- صَادِقٌ قَوْلُهُ
62- حَسَنٌ فِعْلُهُ
63- مُقْبِلٌ خَيْرُهُ
64- مُدْبِرٌ شَرُّهُ
65- غَائِبٌ مَكْرُهُ
66- فِي الزَّلازِلِ وَقُورٌ
67- وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ
68- وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ
69- لا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ
70- وَلا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ
71- وَلا يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ
72- وَلا يَجْحَدُ مَا عَلَيْهِ
73- يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ بِهِ عَلَيْهِ
74- لا يُضَيِّعُ مَا اسْتَحْفَظَهُ
75- وَلا يُنَابِزُ بِالأَلْقَابِ
76- وَلا يَبْغِي عَلَى أَحَدٍ
77- وَلا يَغْلِبُهُ الْحَسَدُ
78- وَلا يُضَارُّ بِالْجَارِ
79- وَلا يَشْمَتُ بِالْمُصَابِ
80- مُؤَدٍّ لِلأَمَانَاتِ
81- عَامِلٌ بِالطَّاعَاتِ
82- سَرِيعٌ إِلَى الْخَيْرَاتِ
83- بَطِيءٌ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ
84- يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَفْعَلُهُ
85- ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَجْتَنِبُهُ
86- لا يَدْخُلُ فِي الأُمُورِ بِجَهْلٍ
87- وَلا يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ بِعَجْزٍ
88- إِنْ صَمَتَ لَمْ يُعْيِهِ الصَّمْتُ
89- وَإِنْ نَطَقَ لَمْ يَعِبْهُ اللَّفْظُ
90- وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ بِهِ صَوْتُهُ
91- قَانِعٌ بِالَّذِي قُدِّرَ لَهُ
92- لا يَجْمَحُ بِهِ الْغَيْظُ
93- وَلا يَغْلِبُهُ الْهَوَى
94- وَلا يَقْهَرُهُ الشُّحُّ
95- يُخَالِطُ النَّاسَ بِعِلْمٍ
96- وَيُفَارِقُهُمْ بِسِلْمٍ
97- يَتَكَلَّمُ لِيَغْنَمَ
98- وَيَسْأَلُ لِيَفْهَمَ
99- نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ، أَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ وَأَتْعَبَهَا لإِخْوَتِهِ
100- إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ لِيَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُنْتَصِرُ
101- يَقْتَدِي بِمَنْ سَلَفَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ قَبْلَهُ فَهُوَ قُدْوَةٌ لِمَنْ خَلَفَ مِنْ طَالِبِ الْبِرِّ بَعْدَهُ.
أُولَئِكَ عُمَّالٌ لِلَّهِ، وَمَطَايَا أَمْرِهِ وَطَاعَتِهِ، وَسُرُجُ أَرْضِهِ وَبَرِيَّتِهِ، أُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَأَحِبَّتُنَا وَمِنَّا وَمَعَنَا...آهاً شَوْقاً إِلَيْهِمْ
فَصَاحَ هَمَّامُ بْنُ عُبَادَةَ صَيْحَةً وَقَعَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ، فَحَرَّكُوهُ، فَإِذَنْ هُوَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
* * * *
روى الخطبة كل من:
ابن شعبة الحرّانيّ في تحف العقول الصفحة 107، وسليم بن قيس الهلالي في كتابه الصفحة 160، وأبو جعفر الكليني في أصول الكافي الجزء الثاني الصفحة 226- 230، وسبط ابن الجوزي في التذكرة الصفحة 138-139، وفي نهج البلاغة، والكراجكي في كنز الفوائد الجزء الاول الصفحة 88، وغيرهم (باختلاف في بعض العبارات).
ـــ
https://telegram.me/buratha