الصفحة الإسلامية

"الطف" معركة لم تنتهي

1774 2018-09-10

أثير الشرع

ونحن على أعتاب شهر محرم الحَرَام، وهو الشهر الأول من العام الهجري الجديد 1440، يستمر إنقسام المسلمين إلى عدّة طوائف ومذاهب؛ بسبب إختلاف المعتقدات وتزوير التأريخ، فمن حارب الإسلام في بدايته، حارب أحفاده أهل النبي وأسباطه من الأئمة (ع) ، فالمشركين الذين شككوا بوحدانية الله حاربوا محمّد (ع) وأسلموا بعد هزيمتهم؛ فالإيمان بالخوف ليس كالإيمان المقتنع.

سار الإمام الحسين على نهج جده رسول الله وأبيه علي بن أبي طالب"ع" ، ولم يكن طامعاً بسلطة أو ملذات الدنيا، فإختار محاربة الظلم والفساد الذي يمثله يزيد وأعوانه، حيث الأخير سار على نهج أبيه وجده وجدته هند آكلة الأكباد، فالحرب التي قارعت الظلم والإستبداد مازالت مستمرة ولم تنتهي.

تعتبر واقعة الطف، من أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي، فقد كان لنتائج وتفاصيل هذه المعركة، آثاراً سياسية ونفسية وعقائدية؛ لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، وكانت هذه المعركة؛ أبرز حادثة وقعت في التأريخ الإسلامي والإنساني، و كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة، عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزاً للشيعة؛ ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية، وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم إستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، رمزاً للشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف".

بعد إستشهاد الإمام علي (عليه السلام) حشد معاوية جيشاً، وحرض المسلمين الغير موالين، بعدم مبايعة الإمام الحسن، ولأن الأئمة الأطهار ليسوا طلاب سلطة وتسلط؛ لم يقاوم الإمام الحسن الزكي(ع) معاوية، حقناً لدماء المسلمين، وبقي الإمام الحسن (ع) إماماً وسيداً للمتقين والمؤمنين.

كثرت الفتن وحاول معاوية قتل الإمام بشتى الوسائل، لأنه أيقن إن المؤمنين يتوجهون إلى الأمام، بكبائر الأمور وصغائرها، أي إن الناس كانوا يؤيدون الإمام الحسن خليفة لهم ومعاوية إغتصب الخلافة بالباطل؛ بقيت الأوضاع مستقرة؛ إلى إن أتت منية معاوية فأوصى بالخلافة لأبنه يزيد، الذي كان بإجماع من الشيعة والسنة، إنسان فاسق محتسياً للخمر، قاتلاً للنفس المحترمة، فرفض الإمام الحسين (عليه السلام) مبايعته وقال مقولته الشهيرة: (وهل مثلي يبايع مثله)، فأمر يزيد، عبيد الله ين زياد الذي ولاه على الكوفة، بقتل الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) فأرسل جيشاً بقيادة عمر بن سعد، إلى كربلاء حيث كان الإمام الحسين (ع) وصل إليها بدعوة من أهل الكوفة.
يوماً بعد يوم تتصاعد الهجمات الشرسة، من قِبل السلفيين والتكفيريين، على أتباع آل محمد (صلى الله عليهم وسلم), بمعونة بعض الدول, وما الأحداث والحرب التي تشنها المنظمات الإرهابية ضد المؤمنين الموالين لآل بيت محمد (ص) إلا دليلاً على الحقد الدفين لهؤلاء النواصب الذين يحسبون أنفسهم ولاة على المسلمين، وينسبون أنفسهم للإسلام.

إن الطريقة البشعة التي تعامل بها سفاحو داعش والأخوان ومن على شاكلتهم في العراق ومصر وسوريا، وسائر بلاد الدنيا تشابه إلى حد كبير حرب آل أمية وآل العباس؛ على آل بيت الرسول الأعظم (ص)، فمعركة الطف مازالت قائمة؛ وما زال آل أمية، يحرضون على قتل اتباع الحسين! و معركة كربلاء, التي قتل فيها الإمام الحسين (ع) ومثلوا بجثته وقتلوا إخوانه وابنائه, وسبوا عائلته والمقربين منه من نساء وأطفال مستمرة.

أخيراً نوجه رسالة، إلى الذين يدعمون الإرهاب من دعاة الإسلام : هل من يناصر آل بيت رسول الله (ص) ويرفض مبايعة من لم يؤدي الأمانة، وينفذ وصية الرسول (خارجاً عن الإسلام)!؟ 
إن ما حصل لشيعة مصر وبالأخص الشيخ حسن شحاتة وللشيخ نمر النمر الذي أعدمته السعودية "رحمهما الله" ما هي إلا جريمة من جرائم العصر وامتداد لمعركة الطف الخالدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك