للإمام جعفر الصادق ع الكثير من الأقوال في العلم والعرفان والورع واليقين والزهد والحكمة والتقوى والمصاحبة والبر والإحسان لايسع المجال لذكرها لسعتها.
لقد كان الإمام الصادق ع ينبوعا ثرا للكثير من المعارف والعلوم وسمو الأخلاق والعرفان، ومحاربة الظلم والظالمين وإرشاد الناس لمنبع الدين الذي هو القرآن وسيرة نبي الهدى والرحمة وأهل بيته الهداة الطاهرين ع.
وكان الخليفة العباسي المنصور الدوانيقي يحمل في قلبه حقدا دفينا للإمام ع لشدة إقبال الناس عليه ع في تلك الجامعة العظيمة التي كانت بمثابة النور الذي يشع على كل تراب الأمة الإسلامية. وهذا الأمر لايروق لحاكم مستبد طاغية منحرف كالدوانيقي شأنه شأن كل الطغاة على مر التأريخ وعدائهم المستمر لأهل الحق والتقوى والإستقامة والفضيلة.وقد عبر عما في دواخله نحو الإمام بتلك المقولة ( إن جعفر بن محمد هو الشجى المعترض في الحلق ) وكان في كل مرة يحاول فيها قتل الإمام ع لكنه يتراجع وتأخذه الرهبة منه. فأرسل إليه في النهاية من يدس له السم وهو عامله في المدينه محمد بن سليمان فحقق له رغبته .
لقد عاصر الأمام جعفر الصادق ع من ملوك بني أمية هشام بن عبد الملك بن مروان ويزيد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الملقب بـ ( الحمار) ومن بني العباس أبو العباس السفاح والمنصور الدوانيقي .
استشهد الإمام جعفر الصادق ع في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 ه ودفن في البقيع مع أبيه محمد الباقر ع وجده علي بن الحسين ع وعمه الحسن السبط ع وله من العمر خمس وستون سنة وهدم الوهابيون قبره الشريف في الثامن من شوال 1344 ه مع بقية أهل البيت الأطهار في المدينة المنورة ورغم ذلك فإن الوهابيين المتنفذين في مملكة آل سعود الظلامية قد تعدى حقدهم الهدم ولم يسمحوا لأحد من الحجيج بالتقرب من آثار قبورهم تطبيقا للعقيدة الوهابية المتحجرة. وقد شهدت ذلك بنفسي.
فيا سادتي ياسفن النجاة كما وصفكم جدكم المصطفى ص ماخاب من تمسك بكم . وأمن من لجأ إليكم . وطبق نهجكم بالعمل المخلص الجاد المثابر وليس بمعسول الكلام الذي نشهده اليوم من أصحاب الشعارات الفارغة.
سادتي إن الموالين لكم بالعمل يرجون النجاة حين لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إننا نشكو إليكم بعد أن تكاثرت الفتن ، وآشتدت شراسة الأعداء الظلاميين والظالمين وخدمهم الأذلاء من وعاظ السلاطين الذين أساءوا إلى دين الإسلام العظيم أشد الإساءات ، ونسبوا إليه أكبر الإفتراءات.
ستظلون سادتي رغم كل جرائم المجرمين ، ومكائد الكائدين قدوتنا وأسوتنا وسادتنا الغر الميامين إلى آخر رمق من حياتنا لأن الدنيا أشرقت بكم وأن أمحلت يوما بكم ينزل القطر. وستبقون هكذا إلى يوم الفصل. وأبتهل ألى الله العلي القدير أن تتقبلوا من خادمكم هذا النزر اليسير الذي يدحض ويواجه الأطنان من أوراق الزيف والدجل والافتراء من المنحرفين والدجالين في هذا العصر وعلى مر العصور.
وأختتم مقالاتي السبع المتواضعة في حق الأمام الصادق ع بهذين البيتين اللذين قالهما الفرزدق :
من معشر حبهم دين وبغضهم
كفر وقربهم منجى ومعتصم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ
إشارات القسم الخامس والسادس والسابع :
1 الأية 33 من سورة الأحزاب.
2 صحيح الترمذي ( كتاب تفسير القرآن )ج5ص351 حديث 3205
3 الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين ( كتاب معرفة الصحابه ج3 ص 146
4 تفسير الرازي 27: 661
5 وفيات الأعيان 1: 327
6 نفس المصدر والصفحه
7 سير أعلام النبلاء 13: 120
8 تأريخ اليعقوبي 2: 383
9 سير أعلام النبلاء 6: 275
10 منهج في الأنتماء المذهبي لصائب عبد الحميد ص 336.
11 الوافي ج1 ص40 عن الكافي.
12 الوافي ج2 ص 637 عن الكافي
13 من ويكيبديا - الموسوعة الحرة ص 2و3.
خادم أهل البيت ع
جعفر المهاجر.
https://telegram.me/buratha