لقد دخلت بصفاتك الجليلة عقول المفكرين ، وأرواح الموحدين في كل بقعة من هذا العالم على امتداد التأريخ، فانطلقت أقلامهم مشرعة أمينة ، منحازة لقيم الخير والعدل والإنصاف لتقول الحق والصدق، وتتفاعل بروحك النقية، وجسدك الطاهر مع فقراء أمتك ، ولن تستطيع غرابيل تلك النفوس الظالمة الحاقدة المنحرفة الضالة أن تخفي شيئا يسيرا من صفاتك الإنسانية الباهرة رغم تجنيدها لأعوانها وشياطينها ما سلبت من أموال سحت طائلة لتزيف الحقيقة الساطعة الباهرة. كيف لا وأنت القائل في بعض أحاديثك :
( ماجاع فقير إلا بما مُتٍعَ به غني ) ينابيع المودة :2/249 .
( مارأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حقٌ مُضَيًعٌ )دراسات في نهج البلاغة ، شمس الدين :ص40.
( وأيمُ الله ، لأنصفنً المظلوم من ظالمه ولأقودنً الظالم َ بخزامته حتى أورده ُ منهل الحقٍ وإن كانَ كارها . )نهج البلاغة الخطبة 136-2 صبحي الصالح.
( من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا . ) نهج البلاغة / قصار الحكم 112 .
هذا غيض من فيض قلته سيدي ياأبا الحسن فصارت كلماتك منهجا ثرا للإنسانية من بعدك.
أيها الوصي الأطهر : لقد كانت كل ذرة في كيانك الشريف تنبض بحب الله ، وتبتغي مرضاة الله ، وتهيم في مناجاة الله.وكان قلبك النابض بحرارة الأيمان الخالص لوجه الله يعيش في كل دقة من دقاته مع المساكين والأيتام والأرامل والمحرومين ،وكنت تمنح طعام عائلتك البسيط عن طيب خاطر لهم . تلكم العائلة التي طهرها الله من الرجس والتي هي أشرف عوائل الخلق على مدى التأريخ . كنت وزوجك الزهراء البتول وولديك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ع تبيتون على الطوى فتؤثرون على أنفسكم كل مسكين ويتيم وأسير كرامة لوجه الله. وكنت ترفع يديك الطاهرتين إلى السماء وأنت طاوي البطن ، شاكرا متضرعا مبتهلا دامع العينين راجيا من ربك أن تنال الجزاء الأوفى ، في الوقت الذي كان فيه نقيضك وعصابته من أراذل الغدر والجريمة والانحراف يأكلون ولا يشبعون من لذائذ الطعام على موائد الحرام . فيصابون بالتخمة ويتركون فقراء المسلمين جياعا خاوي البطون . ويسخرون أموال المسلمين للغدر والجريمة وتشويه التأريخ ، وتثبيت عروشهم على جماجم الفقراء ، ويقتلون خيرة صحابة رسول الله صبرا. وشتان بين النور والظلمة .
سيدي ياأبا الحسن: جازاك الله خير الجزاء على صبرك وتحملك وجهادك الذي أذهل الأعداء، وباركته السماء ، فنزلت في حقك وحق زوجك وابنيك الأطهار آيات الله العظام. وهذه إحداها ولو أنكر الناكرون من عشاق الطغاة والمارقين .
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا. ) الإنسان -8-9
فكيف يتساوى من ضحى بروحه وجسده الطاهر في سبيل الإسلام ؟ مع ذلك الدعي بن الدعي الذي صعد المنبر في الكوفة وقال مخاطبا جمعا كبيرا من مرتزقته قائلا :
( اني لم اقاتلكم كي تصلوا او تصوموا بل قاتلتكم لكي اتامر عليكم )
وما هو عقاب الله لمن أشعل حربا ضروسا بين المسلمين أزهقت ارواح ما يقارب ثلاثين الف مسلم،؟
وما هو عقاب الله لمن طلب من صاحبه اللقيط ابن العاص ان يحذف اسم النبي من الاذان فنصحه ان هذا الامرغير مقدور عليه ولكنه يستطيع ان ينال من علي (ع) بسبه على المنابر ؟
وكيف يسمح لفرعون عصره سب امير المؤمنين، وسيد الغر المحجلين، ووصي النبي الأمين ص مع وقت كل اذان ؟
وكيف يستقيم هذا العمل الوضيع الذي قام به من يقدس فرعون الأمة ويدعي إن كل من يسب صحابيا فهو كافر خارج عن الملة؟
وماذا يصف المؤمن بالإسلام شخصا أهلك الحرث والنسل وقتل خيرة صحابة رسول الله ص وسرق أموال المسلمين؟
وكيف يعتبرمن دعا عليه رسول الله ص بدعائه المشهور : (لاأشبع الله له بطنا )وظل بعد ذلك الدعاء النبوي لايشبع بحيث انه عندما يتوقف عن الطعام يتوقف لانه تعب من الاكل وليس لانه شبع لهذا كان معروفا بكبرعجزه وكرشه.؟
وكيف يعتبر هذا الطاغية من صحابة رسول الله ص بعد أن ولى إبنه الفاجر الفاسق ، شارب الخمر ، ومرتكب الموبقات يزيد خليفة على المسلمين ؟
حتى قال أحد الشعراء عنه:
لاادري اين رجال المسلمين مضوا
وكيــــــف صار يزيـــدا بينهم ملكا؟
العاصر الخمر من لؤم بخنصـره
ومن خساسة طبع يعصــر الودكا
هل كيف يســـــلم من شرك ووالده
ما نزهت حمله هند عن الشركا
لأن جرت لفظة التوحيد في فمـه
فسيفه بسوى التوحيد مـا فتكا
قد اصبح الدين منه يشتكي سقما
ومـا الى احد غير الحسين شكا
وما سمعـنا عليلا لا علاج له
الا بنفـــــــــس مــداويه اذا هلكا
بقتــــــــله فاح للإسلام نشر هدى
كلمــــــــا ذكرته المسلمون ذكا .
https://telegram.me/buratha