زينب( عليها السلام): هي أعظم سيدة من سيدات آل محمد( عليهم السلام)، بعد أمها فاطمة( عليها السلام)، فقد أُحيطت حياتها بالعظمة والقداسة، وأزدحمت فيها الفضائل والمكرمات.
كيف لا! وهي بنت النسب الرفيع، والشرف العظيم، والوحي والرسالة، وهي من:( بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال).
جدها النبي المؤتمن محمد( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)، أعظم مخلوق في الوجود، وأبوها الوصي علي( عليه السلام)،قسيم الجنة والنار، وأمها فاطمة( عليها السلام)، يرضى البارئ لرضاها ويغضب لغضبها، وشقيقيها الامامين الحسن والحسين( عليهما السلام)، سيدا شباب أهل الجنة.
يعرّفنا الحسين( عليه السلام)، عظمة أُخته زينب ومكانتها، فقد جآء في التاريخ: إن الإمام الحسين عليه السلام، كان يقرأ القرآن الكريم ـ ذات يوم ـ فدخلت عليه السيدة زينب، فقام من مكانه وهو يحمل القرآن بيده، كل ذلك إحتراماً لها.
هذه الحكاية تذكرنا بقيام النبي( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) لفاطمة( عليها السلام)،فقد ذكروا الرواة، كلما دخلت فاطمة على أبيها، قام وأستقبلها وقبّلها في يدها وجبهتها، إجلالا وإحتراما لها.
وزينب( عليها السلام) تربية أمها النموذجية، التي ورثت منها، البهاء والجمال، والعفة والحياء، والقداسة والعظمة، كما ورثت منها المصائب والزايا، حتى سميّت بأم المصائب، وأول من بكاها ونعاها هو جدها المصطفى (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام).
عندما أستقبل البيت العلوي الفاطمي، في السنة السادسة للهجرة، مولودهم الثالث، وهي السيدة زينب، عمّ هذا البيت، الفرح والسرور، والبهجة والسعادة.
لكن سرعان ما تحول ذلك الفرح، وتلك السعادة، الى حزن وبكاء، فعندما أُخبر النبي بولادتها، أتى منزل أبنته فاطمة وقال: إتيني بأبنتك المولودة، فلما أحضرتها أخذها النبي وضمها الى صدره الشريف، ووضع خده على خدها فبكى بكاء شديداً عاليا، وسالت دموعه على خديه.
فقالت فاطمة: مم بكائك لا أبكى الل عينيك يا أبتاه؟ فقال: يا بنتاه يا فاطمة إن هذه البنت ستبلى ببلايا وترد عليها مصائب شتى، ورزايا أدهى.
يا بضعتي وقرة عيني، إن من بكى عليها، وعلى مصائبها يكون ثوابه كثواب من بكى على أخويها.
ثم سماها زينب، وفي رواية أخرى، إ جبرائيل هبط وقال: يا رسول الل إن ربك يقرئك السلام ويقول:( يا حبيبي اجعل أسمها زينب).
مَن كانت يختار لها الخالق أسما، ويضعها جدها على صدره الشريف، ويبكيها وينعيها، ومَن كانت يقوم لها أخيها الحسين( عليه السلام)، إجلالا وإكراما وإحتراما، حتماً تكون نادرة من نوادر الكون، وآية إبداع في الخلق، وعظمة في الوجود، ومفخرة من مفاخر التاريخ.
https://telegram.me/buratha