لقاء الإمام الحسين(عليه السلام) مع الحرّ :
واصل ركب الإمام الحسين مسيره إلى المكان الموعود فيصل إلى موضع يقال له «ذو الحسم» وفي هذا الموضع يلتقي الإمام الحسين بالحر بن يزيد الرياحي.
وبينما كان الإمام(عليه السلام) يسير بمن بقي معه من أصحابه المخلصين وأهل بيته وبني عمومته; إذا بهم يرون أشباحاً مقبلة من مسافات بعيدة، وظنّها بعضهم أشباح نخيل، ولكن لم يكن الذي شاهدوه أشجار النخيل، ولكنّها جيوش زاحفة، فبعد قليل تبيّن لهم أنّ تلك الأشباح المقبلة عليهم هي ألف فارس من جند ابن زياد بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، أرسلها ابن زياد لتقطع الطريق على الحسين(عليه السلام) وتسيّره كما يريد، ولمّا اقتربوا من ركب الحسين(عليه السلام) سألهم عن المهمّة التي جاءوا من أجلها، فقال لهم الحرّ: لقد أمرنا أن نلازمكم ونجعجع بكم حتى ننزلكم على غير ماء ولا حصن، أو تدخلوا في حكم يزيد وعبيد الله بن زياد.(1)
وجرى حوار طويل بين الطرفين وجدال لم يتوصّلا فيه إلى نتيجة حاسمة ترضي الطرفين، فلقد أبى الحرّ أن يمكِّنَ الحسينَ من الرجوع إلى الحجاز أو سلوك الطريق المؤدّية إلى الكوفة، وأبى الحسين(عليه السلام) أن يستسلم ليزيد وابن زياد(2)، وكان ممّا قاله الحسين وهو واقف بينهم خطيباً: {أيّها الناس! إنّي لم آتِكم حتى أتتني كتبُكم وقدمِتْ عليّ رُسُلُكُم، أنِ أقدم علينا، فإنه ليس لنا إمام، لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهُدى والحقِّ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئنُ إليه من عهودكم ومواثيقكم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين اِنْصَرَفْتُ عنكم إلى المكانِ الذي جئتُ مِنه إليكم}. فسكتوا عنه ولم يتكلّم أحد منهم بكلمة.
ولنرى ماذا يحمل هذا الخطاب من مضامين، ويقول د.عبد الكاظم الياسري عن هذا الموضوع
"الناظر في بنية هذا الخطاب يجد أنه بني بأسلوب بسيط التركيب سهل التعبير واضح الدلالة، وهدف الإمام من ذلك أن يكون مفهوماً من جميع المتلقين، وقد بنى أكثر تراكيبه على الأسلوب الشرطي الذي يعد من التراكيب الطويلة ويستلزم فيه حصول الجواب حصول الفعل، ويبدو هذا واضحاً في عدد من تراكيب الخطاب «لم أقدم... حتى أتتني، فإن كنتم... فقد جئتكم،... فإن تعطوني... دخلت معكم... وإن لم تفعلوا انصرفت...» ويبدو مما تقدم أنّ أسلوب الشرط يسيطر على بنية هذا الخطاب وهو ما يتطلبه سياق الحال ومقامه الذي قيل فيه، ذلك أن هذا أول خطاب للإمام مع أهل الكوفة الذين دعوه للقدوم إلى بلدهم من خلال ما أرسلوه إليه من كتب ووفود وحين قدم إلى بلدهم وجدهم على غير الوجه الذي كانوا عليه فأراد أن يوضح لهم أسباب قدومه إلى هذا البلد، ومن حقهم أن يعرفوا أسباب قدوم الحسين وأهل بيته وأنصاره على افتراض أن عدداً من أفراد هذا الجيش لا يعرفون هذا الأمر وبعضهم لم يعرف أنه قادم لقتال الحسين بن بنت رسول الله، ومن هنا أراد الإمام أن يكشف أمام هؤلاء المخاطبين سواءً من يعرف منهم أم من لا يعرف أنه قدم إلى هذا البلد بدعوة من وجوه القوم فيه، وأنهم أرسلوا إليه كتبهم ورسلهم يطلبون فيها منه القدوم، فهو قادم استجابة لهذه الدعوة من أهل الكوفة وهم شيعة أبيه وأنصاره، وبعد أن أوضح الإمام سبب قدومه لهؤلاء القوم، وضع أمامهم خيارين بناهما على أُسلوب الشرط، وترك لهم اختيار واحد منهما، يقول:
«ان كنتم على ما ورد في كتبكم وعلى لسان رسلكم وأعطيتموني ما يثق به قلبي دخلت معكم... وان كرهتم قدومي وتغيرت أفكاركم انصرفت إلى المكان الذي أقبلت منه».
وقد يخطر في ذهن السامع سؤال: هل حقاً يريد الإمام الانصراف إلى المكان الذي قدم منه، وما المسوغ لطرح مثل هذا الخيار؟، ويكون الجواب بالنفي، فالإمام الحسين لا يريد الرجوع من حيث أتى، وإنما أراد من وضع هذا الخيار إلقاء الحجة على هؤلاء القوم الذين قدموا لقتاله، وهو يعرف أنهم لا يملكون القدرة على الاستجابة لمثل هذا الطلب، ويعرف أيضاً أنه يسير إلى مصير قُدِّر له من يوم ولادته ووعده به الله ورسوله، فلا يمكن أن يحيد عنه، ولو افترضنا أنهم سمحوا له بالرجوع إلى حيث يريد فإنه لن يفعل ذلك أبداً، إنما هو ماضٍ لأداء رسالة ولقاء مصير يكون به الخلود الدائم مدى الدهر.
لقد كان الإمام دقيقاً في اختيار الأسلوب الذي بنى عليه تراكيب هذا الخطاب، فقد بدأ خطابه بنداء، لكي يلفت أنظار الجميع لما يريد قوله، وبعد هذا بدأ ببيان ما يريد وهو أنه لم يأت إلى هذا البلد إلا بعد إلحاح شديد من أهله لما أرسلوه إليه من كتب ووفود".(3)
ويستمر مقام الإمام في هذا الموضع، وتحل صلاة العصر ويأمر الإمام بالأذان وإقامة الصلاة، ثم يتقدم الإمام ويصلي بأصحابه وأصحاب الحر، ولما انتهت الصلاة وقف الإمام فحمد الله وأثنى عليه وأسمع القوم خطابه الثاني في هذه المنطقة.
فقال للحرّ : (أتريد أن تصلّيَ بأصحابك؟) قال: لا، بل تُصلّي أنت ونصلّي بصلاتك، فصلّى بهم الحسين(عليه السلام).(4)
وموقف الحر في صلاته هو موقف من الحر ينبىء بما يطوي عليه من معرفة واضحة، وإقرار بحق الحسين (ع) بالولاية والطاعة.. هذه هي البادرة الأولى للخير: جاء لقتال الحسين، وإذا به يرى نفسه مأموما بين يديه. وهو يبرهن أن بذرة الخير التي بين جنبي الحر هي بذرة صالحة وأنه في نهاية الأمر يخير نفسه بين الجنة والنار فيختار الالتحاق بمعسكر الحسين ويكون له الجنة والخلود والسعادة الأبدية. هذه النقطة البيضاء في قلبه، رب العالمين بارك فيها، وجعلها مقدمة لهذا الفوز.. لا تستهينوا بالطاعات القليلة، ولا بالمعاصي القليلة كما في بعض الروايات، المعصية الصغيرة قد تكون مقدمة لغضب عظيم، قال النبي (ص): {إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ!.. كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ؛ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ.. وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا؛ تُهْلِكْهُ}.. نحن لا نعلم ما هي المعصية التي ستقصم ظهر الإنسان، من الممكن أن يتمادى الإنسان بالمعاصي سنوات من عمره، ولكن في موقف من المواقف، وإذ بذنب من الذنوب يُقسم ظهره.
كما نلاحظ في مؤشر الماء أن الحسين هو أمام للناس جميعاً وأنه سقى الحر وجنوده وخيله الماء بعد أن شارف الحر وجنوده على الهلاك ودعوته للصلاة هو أكبر دليل على أن الأمام الحسين(ع) كان ينشد الإصلاح في أمته ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإقامة حدود الله التي عطلها بنو أمية ويزيد ولتتضح هذه الصور أمام البطل والصحابي الحر وبعدها ليلتحق بعدها بركب أنصار الحسين وأنه جاء لينشر السلام على جميع الناس وليس طالباً للحكم أو الحرب كما يصور بعض من الكتاب القصيري النظرة والمخالفين. لقد تكرّم الإمام بإنقاذ هذا الجيش الذي جاء لحربه، ولم تهز هذه الأريحية ولا هذا النبل نفس هذا الجيش، ولم يتأثروا بهذا الخلق الرفيع، فقد أحاطوا بالفرات في كربلاء، وحرموا ذرّية نبيّهم من الماء ولم يسقوهم قطرة حتى توفّوا عطاشى..
وبعد أن صلّى الإمام(عليه السلام) بهم العصر خاطبهم بقوله: {أمّا بعد، فإنّكم إنْ تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله تكونوا أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمّد وأولى بولاية هذا الأَمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرينَ فيكم بالجوْرِ والعدوانِ، وإنْ أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بحقّنا، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليَّ رُسُلُكُم انصرفت عنكم }(5)، فقال له الحرّ: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر، فقال الحسين(عليه السلام) لبعض أصحابه: (يا عقبة بن سمعان، أخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم إليَّ) فأخرجَ خرجين مملوءين صُحُفاً فنثرت بين يديه. فقال له الحرّ: إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أُمِرْنا إذا نحن لقيناك ألاّ نفارقك حتى نُقدِمَكَ الكوفة على عبيد الله. فقال له الحسين(عليه السلام): (الموت أدنى إليك من ذلك) ثم قال لأَصحابه: (قوموا فاركبوا)، فركبوا وانتظروا حتى ركبت نساؤهم، فقال لأصحابه: (انصرفوا)، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف، فقال الحسين(عليه السلام) للحرّ: (ثَكَلَتْكَ أمك ما تريد؟)، قال له الحرّ: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناً مَنْ كان، ولكن والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلاّ بأحسن ما نقدر عليه.(6)
وفي هذا الخطاب اكتسب خطاب الأمام الحسين فيه التحذير والسير وراء حكام بنو أمية والذين هو يقوم على الجور والعدوان وكل من يتبعهم وهم على باطل لا محالة وهم سوف يحشرون على من تولوهم من الشجرة الملعونة من آل أبي سفيان وأن الأمام وأهل بيت النبوة هم أولى أن يتولوهم وأحق بهذا الأمر بدل من المدعين من بنو أمية وأولاد الأدعياء ليرجع كلامه إلى الشرط في كلامه وأنه تم الغدر به وعلى خلاف ما جاء في كتبهم والتي وصلت إلى 12 الف رسالة ليخيرهم الرجوع عنهم وهذا الأمر لايستطيعون عنه لأن الأوامر المشددة من المجرمين يزيد وابن زياد تقضي بجعجعة الأمام الحسن هو ومن معه .
وهذا يدلل على مدى الضبابية التي كانت يعمل عليها يزيد وابن مرجانة تجاه الحسين ونهضته التي قام بها وأنه كان الكثير من هؤلاء الناس جاهلين ولا يعرفون من أجل ماذا قدم ولم يبايع يزيد وأنه خرج لطلب الإصلاح في أمه جده محمد(ص) وإنما الكثير منهم كانوا يعتبرونه خارجياً وقد خرج عن حكم أمير المؤمنين يزيد!!! وهذه هي أم المصائب والذي هذا المفهوم الباطل لازال حاضراً ولحد وقتنا الحاضر والذي يقوده الكثير من شيوخ الفتنة والوهابية ووعاظ السلاطين والذين هم يعرفون من هو الحسين ولماذا قام بهذه النهضة الخالدة والتي سطرت فيها أروع الملاحم والتضحيات وليزداد تألقها يوماً بعد يوم ولتصبح حاضرة إنسانية تمثل كل قيم الحق والعدالة والبطولة وانتصار الدم على السيف رغم أنوف كل هؤلاء الشراذم من الشيوخ والكتاب من عبيد الدرهم والدينار والذين وصفهم الأمام في مقولته المشهورة {الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ بألسنتهم يدورونه حيث يشاؤون ، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون} وهذا أعظم وصف لحال الناس وخصوصاً في وقتنا الحاضر.
وبعد أن بين الإمام ما أراده لهؤلاء القوم دعاهم إلى معرفة الحق وإتباع سبيله، ونصرة أهله لأنهم بذلك يكسبون رضا الله سبحانه ورسوله، وبعد أن أوصل الإمام هذه الفكرة إلى الحر وأصحابه أعاد عليهم ما ذكره في خطابه الأول من خيارات مذكراً إياهم بما ورد في كتبهم، وما حمله إليه رسلهم من دعوة للقدوم، وقد أنكر الحر وأصحابه أن يكونوا ممن أرسل إليه رسولاً أو خاطبه بكتاب، وأخبروه أنهم أمروا بملازمته في مسيره، وقد جرى بين الإمام الحسين والحر كلام.أمر بعده الإمام الحسين أصحابه بالمسير نحو كربلاء وأمر الحر أصحابه بمسايرة الإمام الحسين، وخاطب الحر الإمام الحسين بقوله: «يا سيدي إني أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن، فرد عليه الإمام الحسين: أبالموت تخوفني؟
خطاب الإمام الحسين ورده على كلام الحر:
بعد أن سمع الإمام الحسين ما تقدم ذكره من كلام الحر قال له مستفهماً: أبالموت تخوفني ؟.... ثم قال له: « ليس من شأني من يخاف الموت، ما أهون الموت على سبيل نيل العز وإحياء الحق، ليس الموت في سبيل العز الا حياة خالدة، وليس الحياة مع الذل الا الموت الذي لا حياة معه، أبالموت تخوفني؟ هيهات طاش سهمك وخاب ظنك، لست أخاف الموت، إن نفسي لأكبر من ذلك، وهمتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفاً من الموت، وهل تقدرون على أكثر من قتلي، مرحباً بالقتل في سبيل الله ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ومحو عزي، فإذاً لا أُبالي بالقتل ».(7)
هذا الخطاب جاء نتيجة الرد على مقولة الحر والذي قال له (فإني أشهد لئن قتلت لتقتلن) ولهذا كانت تراكيب هذا الخطاب مختلفة عن الخطابين السابقين لأن المقام يختلف والرد مختلف لأن كلام الحر كان فيه تخويف للأمام الحسين من القتل ولهذا جاء خطاب الأمام الحسين(ع)خطاباً قوياً وفيه من المعاني والتراكيب ما توحي على قوة وصلابة الأمام واستنكاره لمقولة الحر والتي حملت فيه من المضامين والعبارات أنه ماض على في مسيرته نحو المنية وفيه من القوة والعزم في اتخاذ هذا القرار وتخطئة المقابل فيما يظن.
وقد أستهل خطابه في التركيز على مسألة غاية من الأهمية في أنه لا يخاف من الموت ولا ترهبه كثرة الأعداء وأنه ذهب ليقاتل في سبيل الله وأنه سوف يقتل دفاعاً عن الدين وسنة جده ومن هنا كان وصف هذا الموت بالموت العزيز وهي على المراتب التي يؤجر بها الله سبحانه عباده الشهداء ومن هنا أختار هذا الموت ويفضله على الحياة الذليلة ولهذا كانت مقولته المشهورة والتي أصبحت دستور لكل الثوار والأحرار وهي (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد).(8)
لأن الحياة بذلٍّ هي الموت الذي لا حياة بعده، ويمكن أن نلمح ظلالاً من الدلالة توحي بعزم الإمام الحسين على القتال وملاقاة القوم بمن معه لذا نجده يتساءل بأسلوب الاستفهام الإنكاري يقول للحر: «أبالموت تخوفني، هيهات، طاش سهمك وخاب ظنك، لست أخاف الموت».
ولنرى ماذا يصف الكاتب قبل الكاتب د.عبد المحسن كاظم الياسري هذا الخطاب فيقول :
"لقد وصف الإمام نفسه وهمته مستعملاً اسمي التفضيل «أكبر وأعلى» وفيهما دلالة على التعظيم والتفضيل وحذف المفضل عليه ليكون الكلام متسعاً يشمل كل شيء، وفضلاً عن ذلك فقد استعمل الإمام مؤكدين في الجملة هما «إن واللام» ليعطي التركيب نوعاً من القوة في العزم من خلال هذا الأسلوب المؤكد، وبعد هذا التصميم على لقاء الموت يقرر الإمام الحقيقة النهائية التي يبين فيها أن هؤلاء القوم إن تمكنوا من قتله جسدياً فإنهم لا يمكن أن يقتلوا مجده وعزه وشرفه بين المسلمين، وانه إنْ مات جسده في سبيل الله ستظل روحه حية بين أبناء الأمة الإسلامية وسوف يبقى خالداً في ذاكرة التاريخ، وعلى هذا فهو لا يخشى الموت ولا يهاب لقاءه ما دام في هذا الموت حياة دائمة وعزٌ لا يدانى، وهذا هو الواقع الذي انتهت إليه معركة الطف في كربلاء فقد استطاع الظالمون وأعداء الحسين قتله، وحققوا النصر المادي وكسبوا المعركة على الأرض، أما الحسين فقد انتصر معنوياً وظل خالداً مدى الدهر وزاد عزه ومجده، تقدسه الملايين وتحج إليه قوافل الناس من كل فج عميق، وذهب أعداؤه جميعاً، وما زالت تلاحقهم لعنة الله والتاريخ والناس".(9)
وبعد هذا الحوار مع الحر يواصل الإمام مسيره والحر يسايره سارت قافلة الإمام تطوي البيداء، وهي تارة تتيامن واُخرى تتياسر، وجنود الحرّ يذودون الركب عن البادية، ويدفعونه تجاه الكوفة، والركب يمتنع عليهم، وإذا براكب قد أقبل وهو رسول من قِبل ابن زياد إلى الحرّ فسلّم الخبيث الدنس على الحرّ ولم يسلّم على الحسين، وناول الحرّ رسالة من ابن مرجانة جاء فيها:
أمّا بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام..(10)
وقرأ الحرّ الكتاب على الإمام الحسين، وقد أراد أن يستأنف سيره متّجهاً صوب قرية أو ماء فمنعه الحرّ.
حتى يصل إلى منطقة البيضة وفيها يجمع الإمام أصحابه وأصحاب الحر ويلقي فيهم خطاباً يكشف فيه الحقائق والتفاصيل ثم خطب فيهم قائلاً: « أيها الناس ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)، الا وان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري قد أتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم ببيعتكم إنكم لا تسلموني ولا تخذلوني فان تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم فانا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم في اسوة، وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».(11)
قد وضع الإمام في هذا الخطاب النقاط على الحروف وكشف عن كل الحقائق أمام هؤلاء القوم الذين يسايرونه مبيناً لهم اسباب ثورته بأنها ثورة على «الظلم والاضطهاد والتجويع وتحريف الدين وتعطيل العمل بكتاب الله وسنة نبيه، واختلاس أموال الأُمة».(12)
«يتجلى في الخطاب نهاية منظمة ذات صيغة إيقاعية موحية تجذب النفوس إليها وتشغل الأذهان تتمثل فيما يسمى في الشعر بحرف الروي ويمثله في النص النثري هذا الكاف والميم في (كتبكم، رسلكم، بيعتكم، أنفسكم، أهليكم)، وحرف الياء في (تسلموني، تخذلوني) فهي أشبه بالقافية».(13)
وهو خطاب تركز فيه النداء ودعوة الناس إلى مخافة الله والدعوة إلى الوقوف بوجه السلطان الجائر وتذكيرهم بحدود الله التي عطلها بنو أمية وانتهكوا حرمات الله وعملوا على الأثم والعدوان وقد استند على أحاديث جده نبينا الأكرم محمد(ص)وتحذيرهم من ذلك وإنهم يدخلون مع مدخل هؤلاء الحكام المجرمين وقد فضح في هذا الخطاب بنو أمية من ناحية أنهم لزموا طاعة الشيطان وحرموا حلاله وأحلوا حرامه وقتل النفس المحترمة وكان كل ذلك خروج عن طاعة الله وسنة رسوله فكان حرياً على أن يعلنوا ثورتهم ضد هذا الحاكم الظالم، وينصروا أهل الحق وهم أهل بيت النبي ويمثلهم الإمام الحسين نفسه.
وبعد أن بيّن الإمام الحسين الواجب الشرعي المطلوب من هؤلاء القوم دعاهم إلى الالتزام بما أمر به الرسول بالوقوف بوجه السلطان الجائر وفضح لهم صفات الحكام الجائرين الذين تقتضي سنة الله ورسوله خلع طاعتهم والثورة ضدهم في عدد من المتقابلات اللغوية، «لزموا طاعة الشـيطان وتركوا طاعة الرحمن، أظهروا الفساد وعطلوا الحدود، أحلوا حرام الله وحرموا حلاله»، لقد أوضحت هذه التقابلات الدلالية بين «تركوا ولزموا، أحلوا وحرموا، حرام وحلال» القيم التي تبنى عليها قيم المجتمع الإسلامي، وتبين أهم الأسس التي يجب إن يبنى عليها المجتمع الإسلامي وتتمثل فيما ياتي(14) :
رفض الانصياع للحاكم الجائر والسلطان الظالم والوقوف بوجه الظلم بأي وسيلة ممكنة.
رفض السكوت على الباطل، لأنه يمثل انحرافاً في بناء المجتمع وضياع الحقوق وانتشار الفساد.
مقاومة الظالمين بالفعل إنْ كان ممكناً، وبالقول في حال قصر اليد عن مطاولته لقوته وشدة بطشه، لأن كل ذلك يدخل في باب المنكر، وقد دعا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مقاومة هذا النوع من الانحراف بقوله: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإنْ لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».(15)
ولهذا أعداؤه كان يتصورون أنه بالتهديد والوعيد وكثرة الجيوش وإرهاب الحسين يستطيعون أن يخوفونه وبالتالي يذعن لمطاليب الطاغية يزيد(لعنه الله)والتأثير من ثلاث محاور وهي :
التأثير نفسي : وهذا التأثير يتمثل من خلال كثرة الجيوش وان يتم جعجة الحسين وركبه الحسيني إلى منطقة هم قد حددوها ويتم حصاره هناك من خلال قطع الماء ومحاصرته ه وأهل بيته وأصحابه من قبل جيش في أقل الروايات كان تعداده (30)إلف وهناك روايات تقول (70)إلف فهل يعقل أن كل هذه الأعداد والجيوش الجرارة والتي تم تسليحها بأشد الأسلحة فتاكة في ذلك الوقت من أجل مقاتلة ثلة من المقاتلين لا يتجاوز عددهم (73)مقاتل وهذا يثبت أن الأمام الحسين هو امتداد لسيرة الأنبياء والأوصياء فلو راجعنا سيرة نبينا الله إبراهيم(ع) أنه عندما واجه السلطة الغاشمة من حكومة الملك نمرود وكل مؤسساتها فنلاحظ إن إبراهيم (عليه السلام) استطاع أن يصل بالحركة الإصلاحية إلى مستوى أخر وهو مستوى المواجهة والتصدي وهذا بسبب تطور المجتمع الذي أصبح مجتمعا مدنيا قائما على قوانين تخص به.
ويمكن تلخيص هذه المواجهة من خلال الآية: (وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ).(16)
وهذه نقلة حضارية لم تكن موجودة في ذلك الزمن ولكن يمكن لمسها بشده كذلك في واقعة الطف والعمل الحسيني ولهذا عملوا نار كبيرة لنبي الله إبراهيم(ع) ووضعوا لها الحطب بحيث تصل إلى عنان السماء ولمدة أربعين يوم وهذا كان له غاية لدى حكومة الملك نمرود من أجل التأثير على إبراهيم والعودة عن دينه بتصورهم من أجل إرهابه ونفس الشيء عمل يزيد وأزلامه فهم جمعوا الجيوش وتم محاصرته في كربلاء وقطع الماء عنه من أجل التأثير عليه نفسياً والنزول عند حكم يزيد وهذا هو تصورهم الغبي ولا يعلمون أن الحسين قد خرج برسالة الإصلاح في أمة جده وأنه قد وطن نفسه على الاستشهاد في سبيل الله هو وأهل بيته من أجل أصلاح الانحراف والاعوجاج الذي حصل في الدين الإسلامي والذي تلاعبت به بنو أمية والذين أرادوا أن يكون ديناً أموياً وأن ترجع الأمة إلى الجاهلية الأولى وأحكامها.
التأثير العاطفي : وهذا التأثير معروف من خلال قطع الماء عن عياله والتهديد بسبيهم واعتبارهم خوارج ولهذا حاولوا في عدة مرات الهجوم على معسكر الحسين واختراقه من أجل التأثير عليه وحتى عندما نزل الأمام الحسين إلى ساحة القتال عندما بقى وحيداً هجموا المجرمين من معسكر أبن زياد على حرم رسول الله عند ذلك خاطبهم بمقولته المشهورة الإمام الحسين (عليه السلام) إليهم يوم عاشوراء : (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون) .(17)
فأذن لم يعتبرهم مسلمين ولا حتى مؤمنين بل من حزب الشيطان وهم حزب أبو سفيان ومعاوية ويزيد(عليهم لعائن الله)وقد تم بالفعل هتك حرمات وذراري حرم رسول الله بعد استشهاد الأمام الحسين(ع) والحادثة معروفة في مسيرة السبايا من الكوفة إلى الشام في منظر يبكي كل إنسان وليس الموالي والمسلم فقط وحتى الكتاب الغربيين استنكروا هذا الفعل المجرم فهذا المستشرق المسيو ماربين في كتابه (السياسة الإسلامية) بعين لفظ المعرب، قال من جملة كلام طويل حيث يقول (نعم، إن الحسين بمبلغ علمه وحسن سياسته بذل كمال جهده في إفشاء ظلم بني أمية، وإظهار عداوتهم لبني هاشم، وسلك في ذلك كل طريق، لما كان يعلم من عداوة بني أمية له ولبني هاشم، ويعرف أنهم بعد قتله يأسرون عياله وأطفاله، وذلك يؤيد مقصده، ويكون له أثر عظيم في قلوب المسلمين، سيما العرب، كما وقع ذلك حملهم معه وجاء بهم من المدينة.
نعم، إن ظلم بني أمية وقساوة قلوبهم في معاملاتهم مع حرم محمد وصباياه أثّر في قلوب المسلمين تأثيراً عظيماً لا ينقص عن أثر قتله وأصحابه، ولقد أظهر في فعله هذا عقيدة بني أمية في الإسلام وسلوكهم مع المسلمين، سيّما ذراري نبيهم).ومن هنا يظهر أن الغرض من هذا كله التهديد للناس بمدى قساوة الحكم الأموي والتهديد بأنه كل من يثور ويقف ضد هذا الحكم الغاشم سوف يلقى هذا المصير بل أشد وأقسى لأنه يشمل عامة الناس وهم ماعملوا من أجرام ووحشية تجاه أهل بيت النبوة فكيف بالناس العاديين؟.
التأثير المعنوي :
وهذا التأثير من خلال التهديد بالقتل وسفك الدماء والإرهاب حيث عمل الطاغية أبن مرجانة بسحل جثتي مسلم بن عقيل وهاني بن عروة في أسواق الكوفة من أجل ألقاء الرعب على أهل الكوفة وحتى على الحسين وأنصاره وإيصال الخبر إليه وحتى في المعركة نلاحظ كيف عمل المجرمون على قتل علي الأكبر(ع) وتم احتواشه وتقطيعه أرباً أرباً في منظر يثير الاشمئزاز وكل ذلك خلق التأثير المعنوي من أجل نزول الأمام الحسين عند حكم الطاغية يزيد ولهذا كانت كل هذه الأمور التي دبرت كانت مدروسة بعناية من قبل أزلام يزيد وعامله المجرم أبن زياد لإيصاله إلى كربلاء وكلها جرت بتخطيط وعناية فائقة من أجل وصوله إلى كربلاء ولا يعلمون هؤلاء الأوغاد أن كل ذلك كان يجري بمشيئة ربانية من أجل إن تكون ساحة المواجهة بين معسكر الكفر والطاغوت مع معسكر المؤمنين والإسلام في واقعة الطف على أرض كربلاء والتي مر بها كل الأنبياء والأوصياء ليصلوا بها ويعرفوا أن سبط الرسول الأعظم محمد(ص) قد تم سفك دمه الشريف في هذه الأرض الطاهرة وعلى يد أمة جده المدعية بالإسلام ولتصبح كربلاء هي أقدس وأشرف واطهر ارض ولتكون بقعة من بقاع الجنة ولتصبح كعبة الأحرار وقبلة الثوار ومنهل كل ممن يتزود بنور الأيمان وعبق الشهادة والكبرياء على هذه الأرض الطاهرة.
وبسبب جعجعة الإمام الحسين(ع) ومسايرة الحر للأمام وإيصاله إلى المكان الذين أتفقوا عليه المجرمين عندها اضطرّ الإمام الحسين(عليه السلام) للوقوف في منطقة كربلاء، راح(عليه السلام) يسأل، وكأنّه يبحث عن أرض كربلاء، فقال: «مَا اسْمُ هَذه الأرض»؟ فقيل له: أرض الطف.
فقال(عليه السلام): «هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا»؟ قيل: اسمُها كربلاء، فقال(عليه السلام): «اللّهمّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء».
ثمّ قال(عليه السلام): «هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء، انزلوا، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ومَسفَكُ دِمائِنَا، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا، بِهَذا حدّثني جَدِّي رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(18) فنزلوا جميعاً.
وكان تاريخ الوصول 2 محرّم 61ـ . ونلاحظ أنه في هذه البقعة من أرض الطفوف قد نعى نفسه وسفك دمه الشريف ودم أهل بيته وأصحابه المنتجبين والذي صرح لأهل بيته وأصحابه بموضع قتلهم وقبورهم وبدون أي مراوغة أو تدليس وهذه هي صفات القائد الذي ينشد الإصلاح في المجتمع وفي أمة جده وكذلك توطين أصحابه على القتل وبذل أنفسهم في سبيل الله وهذه هي مدرسة الأمام الحسين التي كانت بحق من أعظم المدارس والتي تبقى وعلى مدى الزمان ومهما طال تكتب بأحرف من نور وتنير الدرب لكل الثوار والأحرار.
وفي جزئنا القادم أن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية سوف نقف في محطة الغاضرية والتي سطر بها الأمام الحسين وأهل بيته وأنصاره كل ملامح البطولة والشموخ والتي وباعتقادي المتواضع لم يستطع كل الكتاب والمؤرخين وعلى اختلاف مللهم ومشاربهم أن يغطوا تلك الملحمة العظيمة أو أن يعطوا الحق في الإحاطة بها والتي تبقى أقلامنا المتواضعة قاصرة في الغوص بهذا البحر العظيم لمدرسة الحسين في واقعة الطف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ تأريخ الطبري : 3 / 305 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 229 ، والبداية والنهاية : 8 / 186 ، وبحار الأنوار : 44 / 375.
2 ـ تأريخ الطبري : 3 / 305 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي : 1 / 229 ، البداية والنهاية : 8 / 186 ، بحار الأنوار : 44 / 375.
3 ـ بحث مقدم من قبل الكاتب / الدكتور عبد المحسن كاظم الياسري. تأملات مهمة حول لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) مع الحر بن يزيد الرياحي وجيشه على موقع العتبة الحسينية المقدسة.
4 ـ الإرشاد : 2 / 79 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 596 .
5 ـ الفتوح لابن أعثم : 5 / 87 ، وتأريخ الطبري : 3 / 206 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 332 .
6 ـ الإرشاد: 2 / 80 ، تاريخ الطبري: 3 /306.
7 ـ أعيان الشيعة 1 / 581.
8 ـ الإرشاد ، المفيد : 2/97 ـ 99. مقتل الحسين للمقرم :280.
9 ـ بحث مقدم من قبل الكاتب / الدكتور عبد المحسن كاظم الياسري. تأملات مهمة حول لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) مع الحر بن يزيد الرياحي وجيشه على موقع العتبة الحسينية المقدسة.
10 ـ كتاب نهضة الحسين (عليه السلام) (لـ هبة الدين الحسيني الشهرستاني) ص 115.كتاب أعلام الورى بأعلام الهدى ص 450. ابصار العين في انصار الحسين : الشيخ محمد السماوي(1370هـ) تحقيق الشيخ محمد جعفر الطبسي،ط1، 1419هـ،مركز الدراسات الاسلامية، قم ـ ايران، ص207.
11 ـ الكامل في التاريخ 3 / 280، مقتل الإمام الحسين، الخوارزمي 1 / 335. موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ص 361.
12 ـ ثورة الإمام الحسين ظروفها الاجتماعية وآثارها الانسانية / 141.
13 ـ التصوير الفني في خطب المسيرة الحسينية / 101
14 ـ ينظر التصوير الفني في خطب المسيرة الحسينية / 131.
15 ـ مسند احمد 2 / 165.
16 ـ سورة الأنبياء:(57-59).
17 ـ أعيان الشيعة / الامين : 1 / 609.
18 ـ اللهوف في قتلى الطفوف: 49.
https://telegram.me/buratha