الصفحة الإسلامية

عاشوراء (11) السنة الثانية

1332 03:34:59 2014-11-04

{اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد}.

كيف يمكنُنا ان نحيا حياتهم ونموت مماتهم، اذا كنا نجهل سيرتهم ولا نعرف شيئا عن نهجهم؟.
انّ الحياة والموت على نهجهم يتطلّب:

أولاً؛ ان نقرأ سيرتهم بوعي، بعيداً عن العاطفة التي إنْ سيطرت على مشاعر الانسان فسوف يبتعد عن العقلانيّة فلا يفهم من حياتهم إلاّ الغيبيّات التي يلجأ لها لسد النّقص في الوعي المطلوب لفهم سيرتهم.

ثانياً؛ التصميم على الالتزام بسيرتهم، ففي زمن التحدّيات القاسية يصعب على المرء الاستقامة على ما فَهِمَه ووعاه من سيرتهم العظيمة، ولقد أشار الامام الحسين (ع )الى هذه الحقيقة بقوله {النّاس عبيدُ الدّنيا والدّينُ لَعِقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم فاذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون}.

ثالثاً؛ ان نتعامل مع سيرتهم بواقعية كونهم بشر، اما اذا تعاملنا معها كمثاليات او فهمناها بهذه الطريقة فسنجد مجالاً واسعاً للتهرّب من الالتزام بها، كونها سيرة غيبيّة لمعصومين فوق مستوى البشر، فكيف يمكننا، اذن، ان نلتزمَ بها ونحن بشرٌ غير معصومين تحيط بنا التحديات والامتحانات من كلّ حَدَبٍ وصوب، وقد لبِستنا خطايانا من قمّة رؤوسنا الى أخمص أقدامنا فيما يتربّص بنا الشيطانُ دائماً، على حدّ قول الشاعر:
نفسي وشيطاني ودنيا والهوى

كيف الخلاص وكلّهم أعدائي؟
رابعاً؛ واخيراً، يجب ان نفهم انّ الالتزام بسيرتهم مسؤوليّة يتحمّلها المرء ليكون أنموذجاً صالحاً لما يدّعي الانتماء اليه، امّا ان يكونَ الانتماء شعاراً يُناقضُه الواقع المرّ والسّلوكيّات المنحرفة، فانّ ذلك يعُتبر التزام غير مسؤول، وهو الامر الذي وقع فيه كثيرون ممن تسنّموا السلطة في العراق بعد سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام بشعارات الحسين (ع) الا انّ ممارساتهم ومنهجيّتهم تتناقض تناقضاً كلياً مع سيرة أهل البيت عليهم السلام. 
يجب ان يتجسّد منهج أهل البيت (ع) في كلّ تفاصيل حياتنا، لنحيا حياتهم ونموت مماتهم، ليس على المستوى الشخصي فقط وإنّما كذلك على المستوى الاجتماعي، في المنزل وفي الشارع وفي المدرسة وفي محل العمل وفي السلطة وفي المعارضة وفي كل شيء، لانّ منهجهم كان منهج حياة غطّى كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وهو الامر الذي يجب ان نفتخر به، ليس باللّسان وإنما بالعمل والسلوكيات والبرامج والمشاريع.
لقد قال رجلٌ مرّة للامام الحسن بن علي السبط عليه السلام؛ إنّي من شيعتكم، فقال له الامام؛ {يا عبد الله ان كنت لنا في أوامِرنا وزواجرِنا مطيعاً فقد صدقت، وَإنْ كُنتَ بخلاف ذلك فلا تُزدْ في ذنوبك بدعواك مرتبةً شريفةً لستَ من اَهلها، لا تقلْ؛ انا من شيعتكم، ولكن قُل؛ انا من مواليكم ومحبّيكم ومعادي أعدائكم، وانت في خيرٍ والى خيرٍ}.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو:
ما هي شروط الالتزام؟ وما هي مقومات الثبات؟.
برأيي، فانّ اوّل الشروط والمقومات هي الثقة، فإذا كان الانسانُ شاكّاً في إيمانه ضعيفاً في يقينه مهزوزاً في عقيدته فانه ينقلب على النهج في اوّل تحدّي، وعند اول اغراء، ولذلك ورد عن الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام بصفة عمّه العبّاس بن علي عليهم السلام قوله {كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة صُلْب الايمان} ولذلك كانت ثقة سيد الشهداء (ع) به غير محدودة، فكان صاحب لوائه في كربلاء في يوم عاشوراء، وعندما أراد شمر بن ذي الجوشن لعنه الله ان يغريه ويستميله الى جانبه ويبعدُه عن الحسين (ع) بأمان الطاغية الدعيّ بن الدّعي لعنهم الله تعالى اجابه العبّاس (ع) بكل ثبات ويقين ووثوق ووضوح {لعنك الله ولعن أمانك، اتأمننا وابن بنت رسول الله (ص) لا أمان له}.

لقد تحدث القرآن الكريم عن صفة الثّبات الذي يُنتجه اليقين وقوة الإيمان بقوله {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} امّا الشّكّاك المنافق فيقول العكس، كما في قوله تعالى {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك