الصفحة الإسلامية

" مشهدٌ مِنْ طَفِّ كربلاء ..زينب ع تتحدى الطغاة رغم القيود "

2386 06:15:06 2014-10-24


زينب ..هذه السيدة العظيمة ...هي بنت علي بن أبي طالب أمها فاطمة الزهراء جدها رسول الله ص إخوتها الحسن والحسين ...عليهم السلام جميعا ..إذاً هي ثمرةٌ نشأت في قلب شجرة العصمة.. وتغذّت من رحيق الإمامة.. وتنفّست عبقَ النبّوة.. وحيثُ مامالت تنهلُ عطاءاً وعلماً وفكراً وشرفاً وإيماناً خالصاً لله تعالى .. كيف لا وهي تكتنفها أسوارُ الإمامة.. وتظلّلها قدسيةُ النبوّة ...ولهذا قال لها زينُ العابدين علي بن الحسين عليه السلام..أنت ياعمّة عالمةٌ غير معلّمة ..وفهمةٌ غير مفهّمة ..وهل يشكُّ أحدٌ في ذلك ؟ مِن هنا نُدرك أنَّ مشاركتها للحسين في نهضته الكربلائية وتركها للمدينة وإصرارها على أن تكون في مقدِمة المرافقين للحسين عليه السلام ...لم يكن موقفاً عاطفياً ؟ ولم يكن موقفا فطريّاً تحت ضغط القرابة والنسب ؟ ولو كان أمرُ مشاركتها ينحصرُ في هذه المواقف لما وافق الحسين لها أن تترك زوجها المريض وتلتحق به .. ولكنّ الأمرُ أخطر من ذلك بكثير ...الأمرُ يتعلّق بإستمرار رسالة الحسين عليه السلام وبخلود نهضته الكربلائية ..ففصولهما لاتحتمل غياب زينب عن مشاهدهما ..لأنها لاتكتمل إلاّ بتواجد هذه العظيمة في قلب الأحداث ..فهي أُعدت لها إعداداً رساليّاعلويّاً ..وجميع الهاشميين كانوا يدركون مقام السيدة زينب وعلميّتها وأهمّية دورها الرسالي في تحمّل هكذا مسؤولية بحجم واقعة طف كربلاء..فهي ركنٌ أساسيٌّ الى جانب أخيها الحسين عليهما السلام في إستمرار وخلود نهضة كربلاء العظيمة ...ولقد كان الحسين على علم مسبق أنه سيُقتل وجميع الرجال.. فلابد من وجود مَنْ يملأ الفراغ من بعده ويرعى الأطفال والنساء ..ولابد أن تكون مواصفات الذي تُوكل إليه هذه المسؤولية مواصفات بحجم الكارثة.. أن يكون على درجة عالية من التحمّل والصبر والثبات وقوّة الخطاب ..فالمشاهد تهد الجبال ولاتُطاق .. ونحن اليوم لانقاوم مشاهدة أفلام وصورتبثها داعش على الأنترنيت ..فكيف بتلك المشاهد الحيّة ومع أشرف وأطهر خلق الله. مشاهد ماساوية.. قطع رؤوس وحرق خيم وتقطيع اوصال الأحبة والأصحاب وهلع وخوف كبيرين للأطفال والنساء!!! ولم يبق من الرجال إلا علي بن الحسين وهولايقوى على الوقوف بسبب المرض ..

إذاً مَنْ يقاوم كل تلك المشاهد؟ ومن ينهض بهذة المهمّة الكبيرة ؟ فكانت لها زينب ...جبل الصبر وقمّة الشجاعة والثبات في مواصلة أداء الرسالة الموكلة إليها..فكانت بمستوى إعدادها الرسالي لهذه المهمّة ، وكانت كما أراد لها الحسين عليه السلام أن تكون ....سأنقلُ مشهدا وموقفاً واحدا عنها عليها السلام له صلةٌ بعنوان هذه الخاطرة المتواضعة بحق السيدة العظيمة زينب ..وكما ورد في كامل الزيارات ...وهو عندما إنتهت المعركة وإنتشرت الجثث الطاهرة على الأرض بلا رؤوس وقد أُخذوا الى السبي مكتوفي الأيدي ومقيدين بالسلاسل ..أثناء مرورهم على الجثث الطاهرة إلتفت الإمام علي بن الحسين لينظر الى تلك الأجساد الزواكي...لم تغب عن السيدة زينب حتى تلك النظرة من علي بن الحسين لأشلاء أهله ..فكلّمته بخطابٍ ليس هو المقصود به فهو إمام معصوم ..إنما تحدّت به الجموع المحيطة بهم والمتفرّجة عليهم ..خطاب تجلّت فيه لمسات النبوية وبصمات الإمامة .... تحدّثت عمّا تؤول إليه عاقبة هذه الدماء الطاهرة بلغة واثقة وبلهجة غير بعيدة عن دائرة العصمة ..خطابٌ تضمّن كلمات معدودة لكنّها كانت لافتة تحدٍّ أشهرتها في وجه فراعنة الأرض.. ولازال صداها قائما الى يومنا هذا... وسيستمر ماتمدد الدهرُ..قالت لعليّ ..

((مالي أراك تجودُ بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي، فوالله إن هذا لعهدٌ من الله الى جدك وأبيك ، ولقد اخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة، والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ، لايُدرس أثره ولايمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أيمة الكفرواشياع الضلال على محوه وطمسه ، فلا يزداد أثره إلا علوّا .)

كلامُ حقٍ وقراءةُ صدقٍ ...تجسّدت مضامين مفرداتها على أرض كربلاء.. ومانشاهده اليوم من تألّق وخلودٍ لهذه المسيرة الكربلائية هو ماأنبئتنا به سيدتنا زينب وهي مقيّدة ومن ساحة طف كربلاء.. فسلام على البطلة الهاشمية وسلام على البيت النبوي الذي أنجبها و أهداها الى الإنسانية..


صالح المحنّه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك