الصفحة الإسلامية

كيف نستقبل شهر الله؟!

1744 12:47:00 2012-07-24

الأسلامية / براثا نيوز

من نعم الله تعالى على الأُمّة الإسلامية أنْ هيَّأ لهم مائدة سنوية يجتمعون عليها؛ ليغترفوا منها، ويُصلحوا ما كان قد فسُد من أنفسهم طيلة السنّة، ويأخذوا أشعّةً نورانيةً تبقى تشعُّ أمام المغريات التي تعرض عليهم في أثناء السنة الآتية. وهذه المائدة ليست إِلَّا الرحمة الإلهية المنزلة على الناس كلّ الناس في شهر الله تعالى شهر رمضان...

كيف نستقبل شهر الله؟!ولكن هذه المأدبة والمائدة بحاجةٍ إِلَى تهيؤ قبل الاقتراب منها والجلوس عليها...

دعوة أئمّة الدين إِلَى التهيُّؤ لاستقبال شهر رمضان: أكثرنا قبل حلول شهر رمضان يستذكر خطبة الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله في آخر جمعةٍ من شهر شعبان، وهي خطبة غنيّة بالمعاني، ولكن نظراً لكثرة تداولها سوف أتناول على نحو الاختصار دعوةً أخرى واردة على لسان حفيد النبيّ المصطفى صلى الله عليه وآله، وهو الإِمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بهذه المناسبة.

روى الشَّيْخ الصدوق فِي عُيُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ تَمِيمِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ تَمِيمٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصَّلْتِ: «إِنَّ شَعْبَ انَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُهُ وَهَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنْهُ فَتَدَارَكْ فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ تَقْصِيرَكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ».

هذا يعني أنَّ الإنسان الَّذِي كان متمادياً، ومعتدياً على حدود الله سبحانه وتعالى طيلة عام، عليه قبل أنْ يحضر شهر رمضان المبارك أنْ يتدارك تقصيره الَّذِي كان فيه طيلة العام؛ وليس ذلك إِلَّا لأنّ مائدة الرحمة الإلهية الممدودة في هذا الشهر المبارك، لا يمكن أنْ يُستفاد منها الاستفادة الكاملة إِلَّا لأُولئك الأشخاص الَّذِين تداركوا ما كانوا قد قصّروا به.

«وَعَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَعْنِيكَ وَتَرْكِ مَا لَا يَعْنِيكَ».

هذا يعني أنَّ شهر الرحمة هو كذلك لمَن شغل أوقاته بالأُمور الهادفة التي تعني الإنسان المؤمن الَّذِي ينطلق في إيمانه من وعي، والذي يلتفت إِلَى أنَّ هذه الدنيا المحدودة بوقتها عليه أنْ يستغلّها فيما يرضى الله تعالى.

ولكن للأسف الشديد نشاهد أنَّ شهر رمضان قد أصبح في الدول العربية هو الوقت المناسب لعرض حفلات الغناء والطرب والفسق والمجون، وأصبح الصائم يشغل يومه بمتابعة التلفاز، ويحيي ليله في حفلات اللهو والمجون.

فهل هذا إقبال على ما يعنينا وترك لما لا يعنينا؟؟!!

«وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ».

كيف وشهر رمضان قد فُتِحت فيه أبواب الجنان، وأيّ شيءٍ أفضل من دعوةٍ تصدر من قلبٍ محترقٍ، واستغفار يجري على لسان تائب، وترتيل لكلمات الله تصدر من فمٍ مفعمٍ بالإخلاص...

«وَتُبْ إِلَى الله مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ الله عَلَيْكَ وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِله عَزَّ وَجَلَّ».

 

لكي لا يكون الصيام مجرّد جوع وعطش... بل عملية تطهير للنفس من شوائب الذنوب والخطايا التي ارتكبها الإنسان طيلة العام...

«وَلَا تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلَّا أَدَّيْتَهَا».

إذ كيف يُعقل أنْ يستفيد من مائدة الرحمة الإلهية في شهر رمضان مَنْ يعتدي على حقوق الغير وأماناتهم.

وليتوجّه هذا الخطاب إِلَى المشتغلين بالشأن العام في الأُمّة الإسلامية: حاولوا أنْ تؤدّوا أمانات الأُمة قبل حلول شهر الرحمة...

ولا ننسى أنَّ الأمانة الكبرى: هي فلسطين المغصوبة...

«وَلَا فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلَّا نَزَعْتَهُ».

هل تتصوّروا أنْ يجلس جماعةٌ على سفرة واحدةٍ في هذا الشهر، وكل واحد من الجالسين يمتلأ قلبه حقداً على الآخر، فإنّ الرحمة لا تنزل على قلب فيه حقد وغلّ؛ ولذا نرى أنَّ القرآن الكريم يشير إِلَى نزع الغلّ من قلوب أصحاب الجنّة قبل أنْ يدخلهم فيها، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر: 47].

«وَلَا ذَنْباً أَنْتَ مُرْتَكِبُهُ إِلَّا أَقْلَعْتَ عَنْهُ».

لأنّ تعويد القلب على ما لا يرضى الله تعالى يكون سبباً لحجب الرحمة عنه.

«وَاتَّقِ الله وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فِي سَرَائِرِكَ وَعَلَانِيَتِكَ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله ب?الِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّ?هُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً».

وفي الختام لا يمضي شهر شعبان من دون أنْ نتذكر قوله عليه السلام:

«وَأَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ: اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ‌ مِنْهُ فَإِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُعْتِقُ فِي هَذَا الشَّهْرِ رِقَاباً مِنَ النَّارِ لِحُرْمَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ»...

والحمد لله رب العالمين...

30/5/724

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-07-24
احسن الله اليكم
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك