علي عاتب ||
في غفلة من الزمن وإنشغال القبيلة بالمحن، عزمت عبلة على الحَد من فحولة عنترة بن شداد، فقامت بإعطاءه خلسة هرمونات الإنوثة وحبوب (الميوعة) ، التي توزعها إحدى منظمات المجتمع المدني المروجة للجندر، والمرتبطة بالسفارة الأمريكية لدى القبيلة، وبعد جرعات مستمرة أدت الى أن تخف نبرات صوته وينعم أداءه، وصار يحسب على (الطنطات)، وبدلاً من الإنشغال بِحد نصل سيفه ويشحذ نبال قوسه، صار مولعا بالتزويق.. وأنواع المساحيق.. وزبونا دائما عند الحلاليق.. والتحليق بأحلام العصافير فوق جزر الواق ويق.. حيث الثلوج والبطاريق..
ومن مصارعة السباع.. أمسى يخاف من إصوات الواوية والضباع .. وعندها أحست عبلة بهول الكارثة، وتسلل لقلبها الخوف والقلق من أن تكون سلعة تشترى وتباع.. فلا اللطم على الخدود ينفع.. ولا علاج العطارين يقنع.. وليس للوقت متسع.. والعدو بعبع يأكل ولا يشبع.. فنزوت في ركن حجرتها تلعن حظها الأبقع..
وفي هذه الأثناء سمعت مناديا يصيح بأعلى صوته.. يا معشر القبيلة: قبائل الجندر على الأبواب تنذر.. عازمين أقتحام البندر.. فنظرت الى عنترة وهو يضع (خبطات التبيض) على وجهه الأسمر.. غير مبالي لأصوات إلاستغاثة.. بل أخذ يتمايل راقصا على طبول الحرب!!.. فأيقنت بعدم الجدوى من فحل القبيلة بعد الآن، فهرعت مسرعة لشيبوب لتلبسه درع عنترة وتقلده سيفه البتار.. وتدفعه عنوه للتصدي للشواذ الفجار.. والحفاظ على المال والدار.. وخوفا من الفضيحة والعار.. لكن شيبوب تاه بين إقدام الخيول وهرب على ظهر حمار.. لتصل أفواج الجراوي الأشرار.. لتدك الأسوار.. بدعم من الإفرنجة الكفار.. ودول الإستكبار.. فيما السفيرة الأمريكية تواصل العبث والإستهتار.. شامته بما آلت إليه أحوال عنترة الذي تخلى عن العنتريات.. وإنشغل بالجندريات.. تاركا قبيلته فريسة سهلة لغزو (قبائل الجندر) يمزقوها شر تمزيق.. تركها عرضه للخراب والنهب يلتهما الحريق..
وعند إستنجاد عنبر (رئيس وزراء القبيلة) بعنترة، قالت له عبلة والحزن يملأ قلبها: يا ويلتاه..عنترة تحول الى جندرة ..
وقال قنبر (وزير الدفاع بالقبيلة): يعني لا يهش ولا ينش..
فردت : بلى.. فقد صار عصفورا معلقا بأطراف عش.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha