بين الدكتور يوسف بن أحمد الرميح الأستاذ المشارك في علم الإجرام ومكافحة الجريمة وعضو لجنة المناصحة ومستشار أمير منطقة القصيم وأحد المتخصصين في مجال المنظمات الإجرامية والإرهابية ان شخصية الإرهابي الدموي تتميز في نقص الوظائف النفسية واضطراب الوعي والادراك والتفكير مع الانطواء على النفس وتكوين عاطفي معيب يتميز بقابلية الانفعال بسهولة وعدم الاستعداد للتقيد بالنظم وأشار إلى أن الإرهابيين الدمويين يدفعهما للدموية عاملان أساسيان وهما : التطرف, فالمتطرف هو ذلك الشخص الذي لا يسمع إلا صوته ولا يؤمن إلا برأيه والتطرف يقسّم الناس لقسمين مؤمنين وكفار وأخيار وأشرار ومن خصائص التطرف التشدد في القيام بالواجبات الدينية والتكلف الشديد ومحاسبة النفس على السنن والنوافل والحكم بكفر تاركها بسبب الجهل بالدين بالإضافة لعوامل أخرى كالعنف والنظرة التشاؤمية والتقليل من أعمال الآخرين واصدار الفتاوى باستحلال دماء الناس وأموالهم وأعراضهم والخروج عن القصد الحسن والسير المعتدل والعامل الآخر هو التكفير وهو في الحقيقة الحكم بالقتل لأن الكافر ضال يجب قتله في عقل هذا الإرهابي. وأشار الرميح الى أن هذه الشخصية الإرهابية تستمتع بآلام الآخرين حتى أقرب الناس إليها .
هذه الصفات تكاد تنطبق الى حد ما على الشخصية ( السكوباتة ) والتي سنلقي الضوء عليها والتي ستكون محور حديثنا في السطور القادمة من حيث تطابقها مع الشخصية الداعشية ومن ثم بيان اسبابها وطرق علاجها والوقاية منها .
تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط , والسيكوباتى شخص مشعل للحرائق فالنار تشكل عندهم رمزية غريبة للدمار؛ يشعلون الحرائق دون تعليلات منطقية.
تتكون كلمة سيكوباتي من مقطعين هما سيكو psysho ومعناها نفس وكلمة path ومعناها شخص مصاب بداء معين .
من التعريفات الشائعة أن السكوباتة هي : حالة مرضية تظهر بشكل سلوك اندفاعي متهور، ومتكرر ، يستهجنه المجتمع أو يعاقب عليه، دون أن يكون لذلك علاقة بالضعف العقلي أو بمرض عصابي أو ذهاني ، أو بحالة صرع ، أو بمرض عصبي .
فالسيكوباتية هي مشكلة اجتماعية واقتصادية صحية قانونية تؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمع... و هي باختصار شديد جدا نوعية من الأفراد يتصفون بسلوك غير سوى يظهر عليهم من صغرهم فالسيكوباتي هو شخص منعدم الضمير تماما، يمكنه أن يضحي بوالدته لو لاحت له مصلحة خاصة وراء ذلك. فهي شخصية مرضية مصابة بمرض نفسي وهو الإجرام .
اذا فالشخصية السكوباتة مشكلة نفسية تواجه الأسرة والمدرسة والمجتمع ، وتهم علماء النفس والاجتماع والتربية ورجال القانون والأمن لما تتركه من آثار سلبية ضارة بالفرد والمجتمع ، ولما تسببه من تهديد للصحة النفسية ، وهدر في رأس المال البشري وهي من أمراض الشخصية التي لا يجد حتى الآن علماء النفس العقلي اتفاقا أو تعريفا يحدد وضعه وسماته بين الاضطرابات الذهانية أو العصابية أو اضطرابات الخلق . لهذا تصنف السكوباتة غالبا ( كمرض أو اضطراب في الشخصية قائم بذاته ) اما الملامح الأساسية للسكوباتة : فقد توصلت البحوث التي قارنت بين شخصيات العاديين وشخصيات السكوباتن إلى فروق رئيسية هي :
1- ضعف الضمير واختفاء مشاعر الذنب والفشل في اكتساب الضوابط الداخلية .
2- البطء في بعض أنواع التعلم خاصة التعلم الذي يحتاج للوعي بمعايير المجتمع.
3- مواجهة الإحباط بالاندفاع والعدوان دون حساب النتائج .
4- ضعف المشاركة الوجدانية والعجز عن تقدير مشاعر الآخرين.
5- إنها لا تتأثر بأي وسيلة من وسائل العلاج .
ويقسَّم الانحراف السكوباتي الى أنواع متعددة صنفها الباحثين والعلماء, جلهم ينزع إلى الشر والاجرام والسلوك المعادي للمجتمع. وهنا سنتحدث عن الأنواع الملفتة للنظر وتستحق التأمل وهي :
1- المتعصبون : ويشمل هذا النوع أصحاب النشاط الديني العنيف غير المعتدل ويتميز هؤلاء بأنهم متشوقين للعظمة ، سريعي الغضب وأنه ليس لديهم من روح المرح شيء يذكر.
2- المجرمون عديمو الشعور : وهؤلاء يقترفون أعمالا عدوانية وأعمال عنف ضد أشخاص آخرين أو جماعات ، دون القدرة على التحكم في اندفاعاتهم وهم يدركون ما يفعلون دون إحساس بالإثم أو شعور بالذنب فهم يحترفون أعمالاً عدوانية وأعمال عنف ضد أشخاص آخرين أو ضد جماعات بطريقتهم الإجرامية المعروفة التي تشمل الهجوم والتربص أو القتل أو حرق أملاك الغير أو ما شاكل ذلك .
3- السكوباتن الانفجاريين : وهم يشبهون عديمي الإحساس من المجرمين فيما عدا أن هذا النوع تصاحبه حالات من الغضب العارم والذي يؤدي غالبا إلى الخروج والانتقام من المجتمع بشكل سريع وغير متأني ومصحوب بنزعة عدوانية ، فيقدم على الانتحار ليقتل اكبر عدد ممكن من الأفراد ... سنكمل معكم في الجزء الاخير...
https://telegram.me/buratha