المقالات

لا تجعلوها نصف معركة أو نصف انتصار /

483 09:08:00 2013-12-27

حافظ آل بشارة

مقالي السابق كان بعنوان (لماذا لا نقاتل من يقاتلوننا؟) قلت فيه : (ان ما يجري من ارهاب هو ‏اعلان حرب على العراق وغزو علني من دول ‏معروفة تتوغل قواتها في ‏اعماق المدن العراقية ‏وتقاتل وتفجر وتزرع الموت والفوضى ... العدو الغريب في داخل وطننا ‏يقاسمنا الارض ‏والموارد ‏ويقاتلنا ويهزمنا ! هذا عار لا تمحوه الا الدماء ) ‏وصادف ان بدأت الحملة الاخيرة على ‏الارهاب . حرب كهذه ليست حرب جبهات تقليدية تعتمد خطة خندق مقابل خندق ، بل هي ‏حرب عصابات فيها الكر والفر والمناورة وهي مجال خصب لاستخدام الاعلام والحرب النفسية ‏، لحد الآن كشفت هجمات الجيش في الغرب ان الأرهابيين الغرباء هم عصابات ضعيفة المواقع ‏واهنة التحصينات بدائية في انتشارها وتدابيرها الدفاعية ، اكتشف قادة العمليات ان هؤلاء ‏يعيشون على ضعفنا وليس على قوتهم ، فالعدو يفتقر الى الحاضنة الشعبية المؤيدة والواعية ، ‏غرباء يرفضهم كل شريف في غرب العراق ، لكنهم يختفون في بعض الارياف ويتخذون من ‏بعض المنازل مأوى اجباريا لهم تحت تهديد السلاح او يغمرون اصحابها بـ (الشدات) او ‏‏(الدفاتر) كما يسميها الصرافون ، هناك من يبيع كل شيء بالشدات ، اثناء التفتيش عثر جنود ‏الفرقة السابعة على ارهابيين متخفين بالعباءات وسط النساء في المنازل ! قال ضابط استخبارات ‏‏: ان سكان بعض القرى يعيشون خارج التأريخ فهم يعبدون صدام ويحتفظون بصوره وهو ‏يشوي التكة او يطلق النار من مسدسه وهو يرقص سكرانا بيشماغ احمر وشاربين غليضين ‏وترقص معه نساء القرية بثيابهن القذرة ، هذا النوع من الناس هو الذي يحتضن الارهابيين ، ‏انهم ضحايا الفقر والجهل والعزلة والاهمال الحكومي ، وكل من الحاضن والمحتضن هو ضحية ‏لظروف استثنائية ، متخلفو النهج الصدامي الهمجي يحتضنون متخلفي الصحراء السعودية وكلا ‏الفريقين مسير غير مخير لا يعرف من هو وماذا يريد ولماذا يقاتل ولماذا ينتحر ! ... يجب ان لا ‏تتوقف المعركة الا بعد اعلان تطهير جميع مناطق العراق من الارهابيين ، واذا توقفت في ‏المنتصف ستمنحهم قوة اضافية ليعودوا عودة انتقامية خطيرة ، ولكن استكمال المعركة يحتاج ‏الى الامساك بالاهداف المحررة لكي لا يعود اليها الهاربون ، ثم مطاردتهم من قرية الى قرية ، ‏وامساك الحدود الغربية بقوة ليلا ونهارا وعدم السماح بأي تسلل ، وتنشيط الصحوات الاصيلة ‏الشجاعة وتوحيدها وزجها في المعركة ، وترك رؤساء العشائر يتصرفون ومنحهم الثقة ‏ومساندتهم في هذه المعركة . اما على الصعيد السياسي فالمطلوب وحدة موقف ووحدة هدف ، ‏سترون كيف يصرخ ساسة (الشدات) محتجين على القوات المسلحة مدعين بأن هناك انتهاكا ‏لحقوق الانسان واعتقالات عشوائية وتدميرا لمنازل الناس ومزارعهم ، ويبثون من فضائيات ‏‏(الشدات) صور ضحايا وهميين لرسم صورة سيئة لهذه المعركة الفاصلة . هذه ليست معركة ‏الحكومة او معركة حزب او شخص بل هي معركة العراق وهو يريد التحرر من الاحتلال ‏الارهابي ، مشروع الانقاذ يواجه اعداء كثيرين ابرزهم الفساد السياسي والفساد المالي والاداري ‏، والاختراق السياسي والامني لمؤسسات البلد وسلطاته ، لكن الانتصار في المعركة ضد ‏الارهاب سيفتح الابواب لمعارك أخرى لاجتثاث الفساد والاختراق والتبعية .‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك