التقارير

لهذه الاسباب ترامب في موقف لايحسد عليه


رمت الحنكة السياسية الفارسية بكرة النار قبل ان تصل حدود بلادهم نحو الملعب الامريكي الاوربي وقبل وصول اطراف سخونتها طهران ولم تنتظر ايران  طويلا للرد فقد كانت قد اعدت لكل الاحتمالات وللاسوء منها الرد الشديد الموجع والمناسب, وهكذا هم كعادتهم منظمون يثيرون حيرة العدو واعجاب الصديق ومن يرغب بالتعلم منهم . 

بتقديري الخاص اجد ان الانسحاب الامريكي بحد ذاته لن يضر ايران مادامت بقية الدول الاوربية ودول العالم الكبرى ملتزمة بالاتفاق الذي في الاصل كان اوربيا ايرانيا وتم اقحام الامريكان فيه بصعوبة وتوسل امريكي غربي وافقت عليه ايران بشروطها ورضخت الادارة الامريكية وقت ذاك وتنازلت كثيرا وتاريخ الاحداث ليس ببعيد عن اي باحث ومحلل .

العقوبات الامريكية التي هي الامر الابرز الذي هدد به ترامب الان وهو تصرف مارسته امريكا معها و تعودت عليه ايران وهو امر ليس بالجديد وللعلم ايران التي نراها الان محاصرة منذ عام 1979 ومستمرة في اثبات وجودها كرقم صعب في المعادلة الدولية عموما والاقليمية خصوصا منذ ذلك التاريخ .

كرة النار الترامبية ركلها روحاني باسم الجمهورية الاسلامية وحلفائها وهي في الهواء وقبل ان تصل الهدف واعادها الى ترامب وحلفائها وهي ساخنة قبل ان تخترق حدودها وبما ان الوقت لصالح ايران بكل الاحوال ومع وجود البرود الهادئ غير الانفعالي الذي تتسم به الشخصية الايرانية  سيكون هناك ثمة صدام بين الاوربيين والامريكان الذين اعطاهم ترامب مهلة من 90 الى 180 يوم لتصفية علاقاتهم الاقتصادية مع ايران وهو خيار صعب التحقيق لضخامة العقود المبرمة بينهم وبين ايران وللخشية من اي مواجهة محتملة تكون المتضرر الاكبر منها اوربا الجارة الاقرب لايران من امريكا .

ايران رمت بالكرة النارية بينهم وهنا سيكون الاوربيون امام خيارين احلاهما مر وهما اما العناد وهو لصالح ايران او الرضوخ لترامب ونزواته التي يرمي منها التخلص من الضغوط الداخلية عليه والتي تتجسد بالملفات الكثيرة والمعقدة كملفات الفساد والتحرش والقضايا الاخلاقية كالفضائح التي تلاحقه داخليا، وخاصة في ملف ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز او تلقيه وحملته الانتخابية لدعم واموال خارجية اضافة الى مايخبئه المحقق الخاص روبرت مولر الذي ارسل مؤخرا إلى فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب القانوني عدة اسئلة يجب ان يرد عليها ترامب اضافة انه امام انتخابات قادمة قد تطيح بحزبه لصالح الديموقراطيين علما ان الكثير من ابرز الزعماء الجمهوريين معترضون ايضا على قرارته المتهورة والارتجالية وهموم اخرى كثيرة يحاول ترامب بتخبط واضح الخروج منها عبر الملف الخارجي وهو بتهديده في كلمته بشان الانسحاب هدد الاوربين وكل الدول التي ركنت ملف العقوبات بينها وبين طهران جانبا والتي كانت مبررة ظلما بحكم ضغوط ماقبل الاتفاقية النووية وهدد ترامب الجميع بالانضمام اليه والا فسيعاقبهم ايضا وهو تهديد مهين لن يمر بسلام وهنا اتت الحكمة والحنكة الفارسية العريقة والمتمرسة لترد اليه الصاع من خلال هذه الزاوية بعشرة فلم تتسرع ايران بالانسحاب كرد فعل كان يتوقعه البعض ورمت بالفتنة بينهم وقالت لاوربا انسحب احمق واحد من خمسة لما يزل العقل في رؤوسهم وبقينا معا فان بقيتم تستمر العقود والامتيازات التي حصلتم عليها وخيارتنا مرتبطة بالمصالح المتبادلة وان رضختم له فهذا شانكم وانتم تعلمون النتائج جيدا وللعلم قرار ترامب يحتاج الى عدة شهور ليمكن الموافقة عليه دستوريا وفق القوانين الامريكية واعتقد سيكون مناقشته والتصويت عليه  بعد الانتخابات القادمة بعد فبراير القادم بين الجمهوريون والديمقراطيون الذين سيحركون عليه العديد من الملفات المعقدة والمشبوهة والتي من الممكن ان تسقطه , والاستطلاعات تقول ان الديموقراطيون سيسيطرون على مجلس الشيوخ والنواب وعندها سيكون القرار لهم وهم والكثير من الجمهوريون معترضون على هذا القرار المتهور والذي اوقع الامريكان في زاوية ستزعزع حتما الثقة الدولية بهم باعتبارهم ينقضون مواثيق ومعاهدات دولية كثيرة كالمناخ ووو اخرها الاتفاقية النووية التي لايوجد اي مبرر قانوني او مادي يوجب الانسحاب منها والامم المتحدة والاتحاد الاوربي والوكالة الدولية واعضاء مجلس الامن كلهم متفقون على الالتزام و ايران بالمواثيق والاتفاقات المبرمة .

الرد الايراني كان تصرف حكيم وذكي وننتظر رد الفعل الاوربي تجاه ضغوط ترامب عليهم وهي الفيصل المؤثر في رد الفعل الايراني وهناك تطورات اخرى لعلها ستحدث و لن تكون في الحسبان واذا ماحدثت حرب ما جديدة في المنطقة كمثال قد تغير اوراق اللعب الى مستوى اخر له حديث مختلف ويمكن للايراني ان يضع في بطنه كما يقال بطيخة صيفية باردة ويتفرج وهو مستريح .

احمد مهدي الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك