واثق الجابري
في أول ظهور لداعش في العراق؛ قالت أمريكا أن العملية تحتاج الى عشرات السنين، وروجت معها داعش والبعث ومدارس التطرف ومنابره، وإدعت أن الداعشي يمتلك مهارات وقوة قتالية؛ بصور وأفلام من صناعة عالمية عالية الدقة، وحرب نفسية وإجتماعية طائفية.
الحرب على داعش لا تحتاج الى سلاح فقط، دون مراجعة الآثار الإجتماعية والنفسية، ومعرفة جهات صار كإعلام إرهاب.
يجب أن نبدأ وإن كنا متأخرين، وتقديم الدراسات والإطروحات، وقراءة الواقع بعين عراقية ملامسة للحقائق، ومعرفة الفرق بين وحشية الإرهاب، والتصميم على المواجهة، والإنصات الى صوت مقاتل عراقي صدح بإنتصارات أخرست داعش، وغيرت الحسابات العالمية، التي راهنت على الحرب الأهلية والطائفية؛ بإستغلال سوء واقع سياسي مبعثر.
من يشاهد بلجيكية أو بريطانية؛ تدخل الإسلام وبعد عامين تفجر نفسها؛ لا يستغرب أن يرى إسلامياً تحول الى داعشي يقتل ويذبح ويسبي ويستأنس بأكل الأكباد، وثمة سؤال عن سبب وجود بؤر إرهابية في مناطق يعتبرها الإرهاب ديار كفر؛ بينما يتراجع الإسلام في عقر داره؛ لأن خطاب التطرف والطائفية والتكفير؛ تتلى من قرب كعبة المسلمين، ويُترك الحديث عن بيت المقدس، وينتحر المسلمون على المسلمين؟!
أشارت آخر الإحصائيات أن معظم دعاة الإرهاب والمروجين له؛ من مواقع سعودية ومدارس فكر أنفقت عليها عشرات المليارات، وتشير النتائج الى أن داعش كانت تسيطر على 40% من أرض العراق، والآن17% وتقدم مستمر للقوات العراقية، وذوبان فوارق إجتماعية وطائفية، سجلها مليون نازح في مناطق الوسط والجنوب، وكشفوا كذب الإدعاء الطائفي؛ إذْ سكنو في منازل المواطنين ولم يحاسبهم أحد على فعل الإرهابين؛ وأن كان بعضهم من أبناء عمومتهم، ويصر العراقيون على دحر الإرهاب، وإعادته الى منابعه ومدارسه الفكرية، ولن تكون السعودية وكل الدول التي ساعدت؛ بمنآى عن حرائقه؟!
إن الإرهاب سينتهي في العراق، وداعش حسب الدراسات لن تطول أكثر من أشهر، وسيظهر بصورة آخرى ومسمى مختلف، وسيبحث عن أرض رخوة مليئة بالفكر المتطرف والدعاة ومدارس الفكر الإرهابي، والسعودية تعيش خلافات عائلية مالكة ونمو التطرف في معظم مفاصل المجتمع، مع وجود عصيان فكري متشدد، وليس من مصلحتها؛ إلاّ بناء علاقة مع الدول المجاورة، ومنها العراق؛ لردم بؤر التطرف وذرائعه، ومن مصلحة العراق أن لا تنهار السعودية بيد داعش.
لتتعلم السعودية والعالم من العراق، ويشاهدوا كيف حل الدمار؛ بمناطق أنتشر بها الإرهاب على أسس طائفة؛ روجها ساسة ينتفعون من سيل الدماء؟!
ليس من مصلحة السعودية إستمرار الصراع في اليمن، وإضعاف الدولة وبروز داعش كقوة بديلة؛ كما ليس بالضرورة أن يأتي البديل عن الأسد نظام معتدل؛ بوجود عشرات الفصائل المسلحة، ويجب أسكات دعاتها؛ وكما صرح يوم أمس عائض القرني، الذي بارك ضرب شيعة نيجيريا، ولم يندد بعصابة بوكو حرام، إذا تحتاج المنطقة الى تسوية أقليمية، وحساب النتائج والإستفادة من التجربة العراقية، التي والتي اثبتت خطأ مقولة (أن الإلاهاب لا دين له) بل بالحقية فإن الوهابية التكفيرية هي دين الإرهاب..!
https://telegram.me/buratha