قد يختلط الحابل بالنابل عندما تعود على العراقيين ذكرى سقوط النظام السابق في التاسع من نيسان 2013، يوم طرحت عليه الكثير من التساؤلات وأهمها "ماذا قدم لنا السياسيون بعد 11 عاما، تختلف الاراء ولكنها تجتمع أن هذا اليوم كان يوما نصفه أسود والآخر أبيض ولكن السواد قد يطغي على البياض ما لم يتم تدارك الامور.
بعد التغير الجذري الذي حصل في العراق وسقوط النظام السابق شكل يوم التاسع من نيسان انعطافة تاريخية ومصيرية كبرى في الوجود العراقي الذي يعد قلبا للشرق الأوسط وللعالم العربي والإسلامي وبدء صفحة جديدة في حياة الفرد العراقي
ويقول الصحفي صباح علال زاير إن "السياسين العراقيين من 2003 وحتى الان لهم جوانب ايجابية وسلبية تذكر سواء في البرلمان او الحكومة، فهناك جانبا ايجابيا من خلال تشريع عدد من القوانين في البلاد، فضلا عن اعمار البنى التحتية ولكن بسبب وجودنا في عصر الشفافية يوجد جانب سلبي من ناحية النزاهة والمال العام والفساد الاداري والمالي".
اما الإعلامي مهدي العبودي وصف 9 نيسان بانه كان يوم بلونين الابيض والاسود وقال الابيض الله خلصنا فيه من طغمة حاكمة، من الزيتوني والمسدس ابو الكراكيش والحزام ابو النسر والشوارب الغليظة وخلصنا من التجنيد الالزامي والاحتياط والجيش الشعبي وجيش القدس وتحرير فلسطين، خلصنا من اجاك الذيب واجاك الواوي"، معتبرا أن "السواد هو ما حصل من انهيار بالوضع الامني والخدماتي ولا يحتاج الى كلام لان العراقيين جميعا يشهدون به".
من جانبه قال المحلل السياسي حسين العسلاوي ان "الانعطافة الجذرية في سياق التطور التاريخي مرهونة بحجم النتائج وليس بحجم الحدث، سقوط "صدام" مرحلة مفصيلة في تاريخ الدولة العراقية منذ تاسيسها عام 1921, لكن قياسات الاحداث في العادة لا تتوقف عند انهيار النظام او استبداله بل بالمكاسب المتحققة، عقد ونيف من التغيير بيد ان الطبقة السياسية لا زالت في "بروفة" حكم وليس قيادة حكيمة".
وأضاف أن "الحكومات المتعاقبة بعد 2003 خلفت فوضى على مختلف الصعد والمجالات وعززت الطائفية والتشرذم والشقاق الاجتماعي، في الوقت الذي تستدعي الحاجة لبناء دولة مدنية حاضنة للجميع وفق مفهوم المواطنة والهوية الجامعة، وقبول الاخر المختلف والتعددية السياسية والتبادل السلمي للسلطة واشاعة ثقافة التسامح والعدالة الاجتماعية والمساواة وترسيخ مبادئ انسانية عليا وهذه مهمة اجتماعية سياسية، اي النهوض بالتيار المدني برفقة من ينتظم اليه، لعل هذه المطالب اقرب لضرب الخيال كونها مهمة عسيرة، بيد ان سقوط النظام سيبقى بدون تاريخ ذي معنى اذا لم تتبلور صورة لملامح دولة على الاقل".
اما الناشط المدني والصحفي علي البهادلي فذكر ما مر به البلاد خلال السنوات الماضية في عدد من الجوانب وقال لـ"سكايـ برس"، "بعد تكميم الافواه وتحديد الحريات من النظام البائد ومحدودية الصحافة اصبح اليوم نقول ونكتب ما نشاء، اما الوضع الحالي واصحبحت هذه الامور شبه منعدمة فاصحبت الحرية في الساحة الاعلامية والممارسات الديمقراطية من تظاهرات وابداء الرأي بالرغم من وجود بعض الاشكالات".
وأشار الى ان "السياسية واجهت عدة ازمات منها تشكيلها خلال فترة احتلال البلاد من قبل الامريكان والذي يملك اجنده خاصة يسير عليها البلاد في فترة تواجدها من جانب الواقع الاقتصايدي اصبح للعراق انفتاح اقتصادي خاصة بعد سنين الحصار الذي كون بعض الاخطاء من خلال استخدام البلاد اموال بطريقة غير صحيحة دون الاستفاده منها اما الواقع التعليمي فاصبح سيئ خلال هذه السنين والواقع الصناعي شبه معدوم والتجارة تعتمد على الاسواق الاخرى".
ذكر أن اميركا وبريطانيا وحلفائهما بدأوا في 19 اذار 2003 شن اولى غاراتهم على العراق، إذ كانت عبارة عن محاولات لقتل رئيس النظام السابق، واستمر الحال إلى 21 اذار، وفي تمام الساعة 1700 (بالتوقيت العالمي) بدأت ما يقارب من 1700 طلعة جوية عسكرية، القت 504 من صواريخ كروز، وتم غزو بغداد بعد ثلاثة ايام مما عرف لاحقا بـ "معركة المطار".
15/5/150410
https://telegram.me/buratha