كشفت شهادات حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” أن ضباطاً سابقين وأمنيين في نظام صدام حسين يحركون في الخفاء تنظيم داعش في العراق والشام، وذلك بحسب تصريحات لمنشقين عن التنظيم لفائدة الصحيفة الأميركية, حسب موقع كتابات.
وتكشف شهادات هؤلاء المنشقين عن التنظيم المتطرف الذين سبق لهم إمضاء بعض الوقت داخل الأرجاء التي تسيطر عليها داعش، عن الدور النافذ الذي يلعبه أعضاء سابقون من الجيش العراقي، كانوا ينتمون كذلك إلى حزب البعث الذي تم حله. وفي هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أن ذلك تم رغم كون تنظيم “داعش” أصبحت صورته مرتبطة بالمقاتلين الأجانب المتعطشين للدماء ومقاطع الفيديو الوحشية التي يبثها التنظيم.
ورغم توافد آلاف الأجانب للقتال في صفوف التنظيم، توضح الصحيفة، فإن الأغلبية الساحقة من قادة داعش وأمراء التنظيم هم ضباط عراقيون سابقون، بما في ذلك الأفراد المحسوبون على اللجان العسكرية والأمنية التي كانت تشتغل في الظل. “واشنطن بوست” أكدت كذلك أن هؤلاء سخّروا خبرتهم العسكرية لخدمة التنظيم، وكذلك لبعض الأجندات الخاصة بحزب البعث، وقاموا كذلك باستغلال شبكات التهريب التي تم تطويرها لتفادي الحصار الذي فرض على العراق في التسعينيات من القرن الماضي، وهو ما يسهل في الوقت الراهن على “داعش” بيع النفط خارج العراق.
الوضع نفسه تقريباً يسري كذلك في سورية، إذ أوضحت الصحيفة أن “الأمراء” المحليين يأتمرون بتوجيهات وكلاء يحملون الجنسية العراقية، هم من يتخذ القرارات الحقيقية.
ووفقاً لشهادة منشق عن التنظيم يدعى أبو حمزة (اسم مستعار) فر إلى تركيا الصيف الماضي فإن “جميع صناع القرار هم عراقيون، والجزء الأكبر منهم ضباط سابقون في الجيش العراقي. الضباط العراقيون هم من يتولى إعطاء الأوامر، وهم من يضع التكتيكات وخطط المعارك”. أبو حمزة تابع قائلاً “العراقيون لا يشاركون في المعارك. إنهم يقومون بوضع المقاتلين الأجانب في الجبهات الأمامية”.
كذلك أبرزت الصحيفة أن الضباط العراقيين السابقين وجدوا ضالتهم وأصبحوا عنصراً مهماً داخل داعش التي نصّبت نفسها بنفسها خلافة إسلامية، تحت قيادة أبو بكر البغدادي، مشددة على أن هؤلاء كانوا عناصر فعالة ضمنت عودة التنظيم إلى الوجود بعد الهزائم التي تلقاها مقاتلوه على يد القوات العسكرية الأميركية التي عادت من جديد إلى العراق لتحارب نفس الأشخاص الذين حاربتهم في مناسبتين من قبل، بحسب الصحيفة.
4/5/150410
https://telegram.me/buratha