لفتت وزارة الدفاع الأميركية إلى وجود تأثير سلبي للاضطرابات السياسية في اليمن على الوضع الأمني الهش أصلا في البلد، معترفة بتناقص قدرة الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب هناك.
وبحسب تقارير الدولية وتزامن ذلك مع أنباء عن مبايعة مجموعة من مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن لزعيم تنظيم داعش ما يعني دخول عنصر جديد في غاية الخطورة على الوضع الأمني في اليمن، كنتيجة مباشرة للوضع القائم هناك منذ غزو الحوثيين لمناطق شاسعة في اليمن وانقلابهم أخيرا على السلطة الشرعية فيه، رافعين درجة الصراع هناك إلى مرتبة تقارب الحرب الأهلية، ما يصرف الدولة وقوّاتها المسلّحة عن مقاومة الإرهاب ومواصلة الحرب عليه والتي تدور بمساعدة الولايات المتحدة.
وكانت كشفت صحيفة "المنتصف" اليمنية في عدد سابق من شهر يناير، توافد العشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إلى محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، عن طريق البحر.
وقال مصدر أمني لصحيفة "المنتصف" الأسبوعية: إن أجهزة المخابرات اليمنية تلقت معلومات بتوافد العشرات من تنظيم داعش الإرهابي، الى حضرموت، من جنسيات مختلفة.
وأشار مصدر الصحيفة، إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت عملية تعقب للإرهابيين، منوهاً أن بينهم فرنسيين وأفغاناً وصوماليين وسوريين، ومن دول مجاورة أخرى.
وأوضح المصدر، أن مجاميع من العناصر الإرهابية استقرت في بلدة وادي سر بوادي حضرموت، فيما تمركز آخرون في منطقة حجر الصيعر التابعة لنفس المديرية.
من جانبها، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء، بأن الاضطرابات السياسية في اليمن تؤثر على قدرتها على مكافحة الإرهاب مؤكدة في ذات الوقت مواصلة تدريب بعض القوات اليمنية وتنفيذ عمليات جديدة داخل البلاد ضد متشددي تنظيم القاعدة.
غير أنّ التنظيم المتشدّد لم يعد، على ما يبدو، العامل الأخطر على الساحة اليمنية، مع دخول تنظيم داعش على الخط منجذبا بالسمة الطائفية التي يتجّه نحوها الصراع في اليمن على اعتبار جماعة الحوثي محسوبة على المذهب الشيعي، ومدعومة من إيران، فيما أغلب معارضيها من السنّة.
وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي «لا شك أن نتيجة الاضطراب السياسي في اليمن تؤثر على قدرتنا على مكافحة الإرهاب». ويكاد يتلخص الجزء الظاهر من الحرب الأميركية على الإرهاب في اليمن بغارات الطائرات دون طيار، لكن خبراء يقولون إنّ النشاط الاستخباري الأميركي كثيف داخل اليمن.
وسيمثّل دخول تنظيم داعش على خط الصراع على الساحة اليمنية تعقيدا جديدا يواجه الحرب على الإرهاب هناك.
وفي سياق متصل، نشر موقع "دبليو إن دي"، وثيقة عن أحد أكبر مخابرات الشرق الأوسطـ، تؤكد أن "داعش" يؤسس دولة إسلامية في اليمن وفلسطين وشبه جزيرة سيناء.
وأكد التقرير الاستخباراتي، إن تنظيم "داعش" يمتلك جيشاً يقدر عدده بنحو 180 ألف مقاتل، مؤكداً أنهم يعملون بقوة على تأسيس "تحالف مستدام" من المسلحين الجهاديين.
وكشف التقرير الصادر عن أجهزة المخابرات المصرية، أن التنظيم الإرهابي أسس جيشاً بالمشاركة مع حركة طالبان الأفغانية، وفرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحركة الشباب الصومالية، بالإضافة إلى عدد من الجماعات الجهادية المحلية باليمن ومالي وفلسطين وسوريا والعراق وباكستان وشبه جزيرة سيناء.
من جانبه، كشف اللواء علي الأحمدي، رئيس جهاز الاستخبارات اليمنية (الأمن القومي) عن وجود مجاميع صغيرة من تنظيم "داعش" في محافظات: إب ولحج وحضرموت.
وأضاف، في تصريحات نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية الشهر الجاري أنه: "نشبت في 14 يناير الجاري معركة بين عناصر من داعش وآخرين من القاعدة في وادي سر بمديرية القطن بمحافظة حضرموت سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الجانبين".
وقال: إن أجهزة الأمن تتابع تحركات هؤلاء العناصر، حيث اعتقلت ستة من عناصر "القاعدة"، كما ألقت أجهزة الأمن واللجان الشعبية بمحافظة أبين، القبض على 23 مشتبهاً بانتمائهم إلى "القاعدة" الذي يخوض اليمن حرباً ضارية ضده، حيث إن هذا التنظيم يشكل عصابات إرهابية صغيرة في المناطق الوعرة ويشكل خلايا إرهابية في المدن.
وأكد الأحمدي، أن شخصين يحملان الجنسية الفرنسية يشتبه في انتمائهما لتنظيمات متشددة محتجزان حالياً لدى أجهزة الأمن اليمنية ويخضعان للتحقيق مع عشرات الأجانب من جنسيات مختلفة، إضافة إلى مئات اليمنيين من تنظيم "القاعدة".
ونقضت مجموعة من المقاتلين المنتمين لتنظيم القاعدة في اليمن بيعتها لزعيم التنظيم أيمن الظواهري وبايعت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب رسالة نشرت على تويتر ونقلها موقع سايت الذي يتابع من الولايات المتحدة مواقع الجماعات الإرهابية على الإنترنت الأربعاء.
ويعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقوى فروع التنظيم الذي يقوده الظواهري، الذي سبق أن رفض سلطة تنظيم داعش الذي أعلن ما يسميه «دولة الخلافة» على أراض في العراق وسوريا.
وتعهد تنظيم القاعدة بالقضاء على الحوثيين الأمر الذي أجج مخاوف من نشوب حرب أهلية.
وكتب أنصار للتنظيم «نعلن عن تشكيل كتائب مسلحة تتخصص بدك الروافض في صنعاء وذمار». وأضافوا «نعلن نقض البيعة من الشيخ أيمن الظواهري ونبايع خليفة المؤمنين إبراهيم بن عواد البغدادي».
25/5/150226
https://telegram.me/buratha