التقارير

القاعدة وداعش وصراع الاستقطاب

1611 12:59:53 2014-12-03

محمد محمود مرتضى

منذ أن اعلن ابو بكر البغدادي عن توسع ما يسمى «الدولة الاسلامية» الى مناطق جديدة في السعودية واليمن ومصر وليبيا والجزائر وقبول مبايعة من بايعه فيها ، لم تتوقف التحليلات عن قراءة أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها على الدول التي حددها البغدادي في كلمته الصوتية التي أُطلق عليها اسم « ولو كره الكافرون».

ورغم أن الكلمة تضمنت تهديدات ودعوات لانصاره بتوجيه ضربات الى بعض الفئات المتواجدة في هذه المناطق التي اعلنها ولايات وحل الاسماء التي كانوا يعملون تحتها، الا انه يمكن ملاحظة ان ما قد يبدو بحسب الظاهر انه عناصر قوة هو في الواقع عوامل ضعف ووهن.

فخطوة البغدادي جاءت بعد سلسلة من الهزائم والضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم في العراق سواء عبر خسارة المزيد من الاراضي أو عبر استهداف لكثير من قياداته الميدانية ما دفع بمعظم قيادات الصف الاول والثاني من داعش الى مغادرة الاراضي العراقية التي باتت تعتبر غير آمنة أمنياً والتوجه نحو بعض المناطق السورية.

أما قضية المبايعات التي اشتغلت بها بعض المواقع الاكترونية «الجهادية» فلا تبدو انها جديدة، فقد دأب داعش ومنذ مدة على بث اعلان انشقاق عناصر واطراف عدة عن تنظيم القاعدة ومبايعتها له. ويبدو من المتابعة أن هذه المبايعات هي مبايعات استعراضية اكثر منها بيعات فاعلة. اذ انها تأتي من جماعات مجهولة لم يسبق لها الظهور، والارجح ان هدفها هو تشجيع الانشقاقات والايحاء بأن ثمة توجهات كثيرة داخل صفوف القاعدة للالتحاق بتنظيم داعش.

والواقع أن هذه القراءة لاهداف اعلان البغدادي عن توسع دولته وانشاء ولايات جديدة جاءت متطابقة مع قراءة تنظيم القاعدة نفسه في فرع الجزيرة العربية منه تحديدا.

فتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، ومنذ اعلان داعش عن الخلافة وما تلاه من اقتتال دموي بينه وبين جبهة النصرة في سوريا، نأى بنفسه عن اتخاذ موقف مما يجري هناك، بل هو سارع واكثر من مرة، عند بدء العمليات العسكرية للحلف الغربي ضد داعش، الى اصدار بيانات دعم لما سماهم «المجاهدين» ضد « الحملة الصليبية».

الا أن بيانات الدعم هذه لم تشفع «لقاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في دفع داعش وزعيمه البغدادي لتجنيب السعودية واليمن (حيث نشاط هذا الفرع للقاعدة). فكلمة البغدادي الاخيرة تعني حل جميع الجماعات المسماة «جهادية» في هذين البلدين ما يعني بحسب أدبيات داعش ان لا شرعية لاي جماعة لا تعمل تحت راية «الدولة الاسلامية» أو تتبع امراء هذه الولايات.

ومع هذه الخطوة من البغدادي وجد فرع تنظيم القاعدة هذا انه لا بد له أخيرا من اتخاذ موقف واضح من داعش ابتداء من اعلان الخلافة وصولا الى مشروعية المبايعات وحل الجماعات الاخرى.

اليمن ساحة جديدة للقتال

لم يتأخر تنظيم القاعدة في اظهار موقفه، حيث اعلن بتسجيل مصور تلاه حارث النظاري بيانا حدد فيه موقفه من هذه الاحداث. وتنبع اهمية هذا البيان في انه اعلن صراحة بطلان اعلان الخلافة لعدم استجماعها للشروط «الشرعية» التي ينبغي توافرها في مثل هذه الخطوات.

ان بطلان اعلان الخلافة يعني بحسب الادبيات «الشرعية» بطلان البيعات له وعدم شرعيتها، او على أقل التقادير، عدم الزامية البيعة للخليفة. الا ان ما كان لافتا في بيان القاعدة انه اعتبر حل الجماعات العاملة في الساحات التي اعلنها داعش ولايات له، بمثابة الفتنة لشق صفوف «المجاهدين» وانها من « التعدي والظلم والقطيعة» على هذه الجماعات. بل هي مساع لتقويض بنيانهم ونقض عهودهم وتنكر لآلاف « الشهداء والجرحى والأسرى». بحسب البيان.

والواقع يبدو ان التنظيم يرى في خطوة البغدادي هذه عبارة عن بدايات، ربما، لانتقال القتال الدائر بين داعش والنصرة في سوريا، الى مناطق أخرى في اليمن على سبيل التحديد (باعتبار ان السعودية خارجة عن احتمالات الاقتتال فيها لعدم وجود تشكيلات علنية كما هي الحال في اليمن).

سعى داعش من خلال كلمة زعيمه الى تصدير مشاكله خارج العراق والشام ورفع معنويات انصاره بعد الهزائم المتتالية عبر التظاهر بتوسع التنظيم، فيما تسعى القاعدة الى محاولة المحافظة على قواعدها في ظل انتكاسات كبيرة في اليمن على يد الحوثيين واللجان الشعبية.

فما بين بيان البغدادي، ورد قاعدة الجهاد في جزيرة العرب يبدو أننا امام منطق «عود على بدء» أي العود الى صراع الاستقطاب

28/5/141203

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك